أنقذوا غزة من ألحصار والدمار القادمين ..؟


جميل عبدالله
2011 / 11 / 27 - 00:53     

فاجئنا الأجانب من ناشطي السلام ومعارضي الحرب على غزة وحصارها , بابتكارهم قصة قوافل شريان الحياة وقوافل فك الحصار إلى وقوفهم ضد ما يقترفه جيش الدفاع الإسرائيلي بحق غزة , ورفضهم أن يتم قتل شعب وتجويعه .

صراحة أسعدني أن أرى تلك القوافل سواء كانت من البر أو من البحر الذين نجحوا في أصال صوتنا وصورتنا إلى كل عواصم العالم , بما في ذلك إسرائيل ؟ ليخرج أول مرة إلى الأنظار , في أكبر مظاهرة عرفتها البلاد العربية ضد الحرب على الشعب العربي الفلسطيني .بقدر ما شعرت بمرارة المغلوب على أمرة , وأنسى اليأس من إيصال فكرة شعبي إلى شعوب العالم , حيث أرى في ذلك خلاصنا , فهل من يسمع ؟

منذ فترات متلاحقة , كتبت أطالب بعض المكاتب الحقوقية الدولية والمحلية والمعنية بحقوق الإنسان والمسئولة عن حملات القتل والاعتقال والحرب بابتكار فكرة جديدة هذه الفكرة يتبناها كل العرب من كل الدول المشاركة في قوافل فك الحصار , حيث كانت الفكرة ببساطة ابتكار علم أو شعار " عربي + أجنبي " موحد لفك الحصار عن غزة وعن الدول العربية كاملة , بحيث يعلق هذا الشعار على قوافل فك الحصار , وعلى شرفات المنازل , وعلى المحلات التجارية , وحتى طباعتها على القمصان , كما يعلق رؤساء الدول العربية الأوسمة والنجوم والأعلام على صدورهم ... شعار يشعر كل من يرفعه بأنة يشارك في معركة فك الحصار عن غزة والدول العربية , فيعيد للوطن العربي إحساسا بالكرامة على الأقل وحدة النضال من أجل نيل الحقوق المشروعة , عوضا عن الإحساس بالإحباط والعجز السائر في كل نفس اللذين يتلاقيان ويرفعان الضغط والسكر إلى أعلى مستوى . يا سلام كم هو جميل لو خرج إلى الوجود شعار مثل هذا ...يوم أطلاق آلاف الأطنان من الذخيرة الحية على أفغانستان , والعراق , وغزة , وليبيا , ومصر , وسوريا , ولبنان ,....فيكون ردنا بإشهار المقاطعة الشعبية حال ثبت هذا الاعتداء في خبر عاجل .

ثلاثمائة مليون عربي , مغلوب على أمرنا في الحضيض , مجردين من قبول الحق مظلومين إلى حد الصراخ في الشوارع , عندما يؤذن لنا بذلك , كل ذلك استخفاف بنا وفي عقولنا في الرد على جبروتهم , بقنابل ووابل من الهتافات والكتابات إذن ما جدوى الهتافات والكتابات والخطابات ؟ إنها حروب الاستعمار الاقتصادي , كل ذلك مخطط له للحصول على الذهب الأسود " البترول " لإعادتنا إلى الصراط المستقيم الذي صرنا عنه بمحض إرادتنا , عندما اعتقدنا أننا , بنيل استقلالنا أصبحنا أخيرا أحرار في التصرف بثروات بلادنا وخيراتها ...؟ نحن لم ننل يا عرب سوى حق المواشي في العلف والتنقل بين المراعي , أما ما هو تحت أرضنا من خيرات فهو ليس ملكا لنا , والله انه مرهون لعدة أجيال قادمة للسادة الزعماء العرب , خيري هذه المعمورة , وشياطينها النجسين ذوي الأكف السوداء , الجالسين في قصور مشيدة وشعوبهم تذوق الفقر والويلات ولا يسترهم سوى الهواء .

متى يعقل العرب ويعرفون بأن الحرب التي تشن علينا حرب لا هوادة فيها حرب ليست ككل الحروب حربا اقتصادية لا يرد عليها إلا بمثلها ؟ والأمر لا يتطلب منا اختراع أسلحة نووية أو قنابل ذكية !! وإنما غباء أقل قي حرب معركتها الحقيقية تدار عن طريق الشركات العالمية الكبرى التي تكفي إشاعة ورقة التهديد بالمقاطعة أو إشهارها , على الأقل لتنهار أسهمها في البورصة العالمية للأسواق المالية .

فهل أنخفض منسوب الكرامة العربية , إلى درجة أصبحنا عاجزين عن فك الحصار عن قطاع غزة هذا القطاع البائس , لا عن شن حرب عسكرية على أعدانا , برغم ما اشترينا وكدسنا من أسلحة , بل وعن مقاطعة بضائع استهلاكية غير ضرورية .

وفي النهاية : أعاجزون نحن العرب حتى عن أنجاز علم عربي موحد , هذا العلم نرفعه كلنا لنقول للعالم إننا خير أمة أخرجت للناس إننا لسنا أذلاء ولا حتى أغبياء ... فهنا فكوا الحصار عن غزة .

سلامتكم

فلسطين ألأصل أسدود
[email protected]