إضراب عام حتى تسليم المجلس العسكري السلطة لمجلس رئاسي مدني


أشرف حسن منصور
2011 / 11 / 26 - 14:13     

في ظل الفشل الذي كشف عنه المجلس العسكري في إدارة شؤون البلاد بعد تنحي مبارك، وهو الفشل المتعمد المقصود نتيجة لأنه المجلس الذي عينه مبارك في الأساس والمختار بعناية فائقة من أكثر الضباط ولاء له في الجيش، تدعونا الأوضاع الثورية الحالية إلى النزول في الميادين مرة أخرى لهدف واحد فقط وهو المطالبة بنقل المجلس العسكري السلطة إلى مجلس رئاسي مدني. ومع العلم بأن هذا المجلس العسكري لن يسلم السلطة طواعية ومن نفسه بل يجب أن يجبر على ذلك، فمن المتوقع أن يحدث إضراب عام في كل أنحاء مصر لانتزاع السلطة من المجلس العسكري الغاصب الذي كذب علينا وقال أنه أتى باستفتاء، ويقصد به الاستفتاء على المواد التسع من الدستور والذي لم يكن أبداً استفتاءً على تولي المجلس العسكري للسلطة. فإلى هذا الحد من الكذب العلني والتضليل والخداع يتمسك المجلس العسكري بالسلطة، كونه مغتصبها من الإرادة الشعبية في الأساس.
المجلس العسكري هو من فلول النظام السابق، بل هو قائد الثورة المضادة التي تريد تصفية ثورة 25 يناير.
وظهر هذا واضحاً من قبضه على الثوار ومحاكمتهم عسكرياً، ومن احتفاظه بوزارة شفيق التي نجحت في إخفاء أدلة إدانة مبارك وأعوانه وفي تسهيل تهريب أموالهم. وقد كانت حكومة شفيق تصدر الأرز لإسرائيل بكميات مهولة أثناء شهر مارس بعد التنحي.
وهذا المجلس أيضاً هو الذي كان يحمي مبارك ويرفض تقديمه للمحاكمة موفراً له الأمن والأمان في شرم الشيخ حتى تم إجباره في مليونيات عديدة على محاكمة مبارك. وخدعنا مرة أخرى بوزارة شرف التي كانت مجرد ألعوبة في يده.
وهو السبب في إشعال الفتنة الطائفية التي انتشرت في مصر من مارس إلى أكتوبر، ورفض تقديم المسئولين عن إشعالها لمحاكمات، مع رفضه لمحاكمة مبارك محاكمة عسكرية لكونه رجلاً عسكرياً في الأساس واستمراره في محاكمة المدنيين عسكرياً.
كذلك مسئوليته في دهس المتظاهرين بالعربات المصفحة للشرطة العسكري في أحداث ماسبيرو، ومسئوليته المباشرة عن مذبحة شارع محمد محمود التي جرت تحت سمعه وبصره دون أن يحرك طرفاً ودون أن يأمر الشرطة بالانسحاب أو بوقف إطلاق النار.
جرائم المجلس العسكري كثيرة يجب إحصاؤها ومحاكمته عليها. ناهيك عن أن ضباطه كانوا مشتركين في مناورات النجم الساطع لسنوات عديدة بين الجيش المصري والجيش الأمريكي في الساحل الشمالي، تلك المناورات التي هي في حقيقتها تدريب للجيش الأمريكي لاحتلال مصر. ناهيك عن عمولات صفقات السلاح التي كان يتلقاها بعضهم بالاتفاق مع مبارك.
ومع وعي الشعب المصري بحقيقة المجلس العسكري وبكل جرائمه وأكاذيبه وألاعيبه، فمن المتوقع حدوث إضراب عام في مصر كلها حتى تسليمه السلطة لمجلس رئاسي مدني.
تحيا الثورة المصرية، ويسقط المجلس العسكري.