تمثال الحرية


جميل عبدالله
2011 / 11 / 24 - 04:43     

كتب ولاء تمراز : الفلم السينمائي الذي شاهدة المشاهدين منذ سنوات والذي يحكي قصة نهاية العالم الثالث , وانهيار القطب المتجمد الشمالي ونزوح كتل الجليد العملاقة إلى البحر ,وتحول الطقس من مشمس إلى ماطر ومثلج وارتفاع معدل مياه البحر والمد يصل ال80 مترا وأكثر , حيث أن هذا المد يقوم بضرب السواحل الأمريكية بما فيها النصب التذكاري لتمثال الحرية ...هذا الفلم ما ظن صاحبة أن الحيلة ستزيد علية سخرية وتسند لهذا التمثال الدور الأكبر قذارة في أن كل المدن الساحلية قد غرقت إلا هذا التمثال بقي صامدا في مكانة ؟! هذا الذي ما ظن له المخرج نفسه , ليضيفه إلى سلسلة المقالب الحقيرة التي يمكن أن يقوم بها تمثال الحرية انهيار العالم في حمل شعلة في يده وكتاب في اليد الأخرى ورداء ابيض اللون .

ذلك أن التمثال العملاق , الذي أعتقد الشعب الأمريكي طويلا أنه رمز للحرية المطلقة حاملا كتابه في يده , ما عاد , في مظهرة ذاك , تكريسا للديمقراطية والعطاء , قد غدا الأحمر والأبيض على يده عنصرين من عناصر إرهاب البشرية .

فتمثال الحرية إنتاج تأكيدي لفائض النقاء والسخاء والديمقراطية التي تسود معسكر الخير الغربي الذي تحكمه الفضيلة !!وتتولى نشرها في العالم الحديث جيوش من كلائكة المار نز والمحمولين جوا إلى أي مكان , الذين باشروا رسالتهم الإنسانية في العالم العربي وخاصة في العراق العظيم تحديدا في سجن أبو غريب العسكري .
في وقت يتطوع فيه البعض لنشر عولمة الأمان الغربي , مصرا وبكل قوة على أن يكون شرطي العالم الثالث لحفظ الأمن والسلام بطريقته ؟!وتمثال الحرية هو بمثابة الرسول الموكل بالترويج للقيم الفاضلة واستعادة البراءة المفقودة لدى البشرية , منذ أن كسا هذا التمثال اللون الأبيض , الذي كان من قبل لون السلطة والحرية ولون البيت الأبيض والقداسة الحاكمة ؟ الذي يلبسه الأمريكان فحوله إلى اللون الهمجي الدموي الذي يرمز إلى بيع الدمار والخراب في العالم .
في زمن الخوف العربي من كل شيء , وعلى كل شيء , ما عاد العرب ينتظرون الحرية كما يريدونها , بل أصبحت هذه الحرية تنظر إليهم , من دون إحساس بالذنب أو الحياء , وهالة الرجعية والدكتاتورية التي تحيط بملامح القادة والزعماء العرب تجاه شعوبهم .

في النهاية : هل هذه التمثال مقدمة للتخلص من الشبهات الجديدة , باعطائة ملامح بن لادن وجماعاته , الذين برعوا بحق في استعمال الفضائيات والكهوف , منذ أصبحت الحرية , تهبط للناس عبر أل " أف 16 " لتستقر هذه الحرية في أسرة الأطفال وغرف نومهم .

سلامتكم
فلسطين ألأصل أسدود
[email protected]