نداء إلى أحب بلاد العرب إلى قلبي


محمود جلبوط
2011 / 11 / 8 - 13:43     

يزداد حزني حبيبتي , بل يرتديني منذ أن أقلعت عنك
فأنا منذ أن هجرتك أقضي ليلي أنفض تعبك المعرش على كاهلي , وأنت مازلت ترقصين تملقا كما تركتك.
ألا تخجلين؟ أما تعبت من وجعك؟ من نومك؟ من ليلك؟
ألا تشعرين بالغثيان كثرة الجلادين..الشبيحة...فروع أمنية...معتقلات..مراكز توقيف ملأت أرصفتك؟
فأنا ما زلت , ومنذ أن وطأت قدماي المنفى هربا من ليلك الغاثي , أتقيأ فروعك ومعتقلاتك , جلاديك وشبيحتك , ولم أنتهي , فكم حولا ستمكثين , يا دهشة الصبح , لتتقيئي أكثر من أربعين حولا من القهر؟
ماذا تنتظرين؟ أأنت سعيدة في لجام ذلّك؟ أم ما زلت تبحثين في وحشة الإسفلت عن مكان لقدميك المثقلة بسلاسل سجانك لترقصي له تملقا؟
إنهضي..إنهضي , ألا تزكم رائحة الدم القادمة من شمالك وجنوبك أنفك المستهتر وأنت لاهية بالرقص ؟
أي دور لك كعاصمة للعروبة تخططين بصمتك؟
أأنت منشغلة حقا في حساباتك التجارية كما يتهامسون؟
أم تخافين أن يوغل , ما تكدس من شبيحة فوق أرصفتك , في دمك؟
ألست القائلة : وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق؟
أم أنك تخشين تكاليفها.
وهل الدخول إلى المنعطف البديل مجانيا؟
شآمي : لا تجزعي , هيا انهضي واخلعي عنك ثوب التملق , فالخوف عابر : لا أقل ولا أكثر.
هيا انتفضي حتى ولو قليلا , وانظري كيف سينمو الياسمين على كفيك لينقر حبات الندى شوقا لفجر جديد.
انفضي عنك هذا الليل , وإلاّ , إن لم تفعلي , سيستغرقك الندم الأبدي.