رسالة تشي غيفارا إلى أبنائه خذوا العبرة يا جماعة 20 فبراير بالمغرب


محمد كوحلال
2011 / 10 / 30 - 15:52     


’’ أعزائي هيلدينا و أليدينا و كاميليو و تيليا و ارنستو , إذا حدت و قرأتم هذا الخطاب فسيعني ذالك أنني لم أعد موجودا معكم مرة أخرى. ربما لن تتذكروني جيدا, و لا سيما الأصغر منكم فلن يتذكرني بالمرة.
لقد كان أبوكم رجلا تصرف حسب معتقداته و ظل بكل تأكيد وفيا لكل ما امن به .
اكبروا ثوريين صالحين , استذكروا دروسكم جيدا و اجتهدوا لكي تتقنوا التكنولوجيا التي تمكننا من السيطرة على الطبيعة.
تذكروا أن الثورة هي المهمة و أن كل منا بمفرده غير مهم. و وفق كل شيء كونوا قادرين دوما على الإحساس بالظلم الذي يتعرض له أي إنسان مهما كان حجم هذا الظلم و أيا كان مكان هذا الإنسان. هذا هو أجمل ما يتصف به الثوري.
وداعا إلى الأبد يا أطفالي و إن كنت لا زلت آمل أن أراكم مرة أخرى .
لكم جميعا قبلة كبيرة و حضن أكبر
من بابا ’’ .
الثورة إيمان و ممارسة و فعل على ارض الميدان. فالثوري يخلق توريا , أو على الأقل يتربى على أيدي الثوار المتمرسين , ليصبح توريا صاحب فكر و فلسفة تورية و أهداف مستقبلية . لاحظت ان شباب الثورة في المغرب تحت اسم حركة 20 فبراير / شباط تخطت مرحلتين هامتين.
المرحلة الأولى.. خرجت تحت جلباب جماعة العدل والإحسان الإسلامية المتشددة الراغبة في نظام الخلافة بمعايير عهد ولى لا يساير العصر و سرعته القصوى .
كذالك وقعت الحركة تحت منوم مغناطيسي لليسار المغربي, و الحق انه مجرد ,يمين يسار, و ليس بذالك اليسار الذي عرفته وترعرعت فيه خلال الثمانينات وتأثرت به إبان مرحلة طفولتي في أواخر السبعينات.
الحركة وقعت في الفخ و صارت مجرد مطية مرت عليها الجماعة الإسلامية المذكورة المتمرسة في الشارع ولها باع طويل في الانتفاضة. لأهداف سياسوية باسم العقيدة.
دخول الفصيلين المتناقضين كليا :
يمين يسار + جماعة إسلامية متشددة = العجب العجاب
اختلطت أوراق المخزن الجبار نظرا للعدد الكبير, حصة الأسد فيه لأصحاب اللحية و الجلباب . و تلك كانت صفعة روعت المخزن الظالم المتجبر. فحرك أقلامه على الورق و على النت , تم اخرج الصعاليك البهائم من الزرائب , و المجرمين لضرب إخوانهم , كذالك لم حفنة من يسمونهم / الشباب الملكي / بل الطامة الكبرى هي عندما استقدم المخزن المتجبر مئات من الأئمة الدراويش , ليضعهم أمام شباب الحركة لغرض التصدي لهم و هم رجال لهم وزنهم الديني و احترامهم .
وقع الأئمة المساكين في الفخ و انتفضوا و ارغدوا وفلت أعصابهم للمقلب المخزني الخائب .
بعد استيقاظهم من غفوتهم المخدومة على طراز مخابراتي محض , فضحوا المخزن و أعلنوا حسن نيتهم و احترامهم لمطالب شباب الحركة .
المخزن حرك شخصا معروف بأغانيه الساقطة و كلمتاه النابية و شعبيته وسط مجموعة من الشباب المعروفين بتعاطيهم لحبوب الهلوسة .
الطرطور المخزني صاحب المكروفون المقلوب , هو كومة لحم و شحم ,غنى خربشاته ضد الحركة و استقبلته قنوات المخزن التي لا يشاهدها إلا النزر القليل. بينما الشباب الملتزمين فنيا لا نراهم و لا نشاهدهم و حصار محكوم عليهم لكن المتابعات و المشاهدات لأغانيهم على باب العلامة ’ يوتوب ’ دوخت المخزن الفنان الشباب / مسلم / نموذجا.
من باب الإنصاف كنت من اللذين هاجموا الحركة هجوما عنيفا جدا و ظن الجميع أني موال للمخزن . بعدما ذكرت ان نجاح الحركة رهين بخروج أبناء الشعب , وليس أحزاب يسارية ميتة, و جماعة إسلامية متشددة .
تنبأت بالفشل الذر يع للحركة و عدم استجابة أبناء الشعب الفقراء تحت خط الفقر , الدراويش لنداءاتها لأنها ابتعدت أميالا جمة عن همومهم و مشاكلهم .
لكن حينما اكتشفت الحركة و جل أعضائها شباب في مقتبل العمر و تنقصهم التجربة و التمرس انتفضوا ضد الاستغلاليين . و عاد ت الحركة الى مكانها الطبيعي , تروع المخزن و لتستمر القافلة حتى النصر يا شباب..و هذه هي المرحة الثانية و الأجمل.
لا تراجع لا استكانة لا خوف, الشهداء سقطوا و قد يرتفع الرقم. لكن الصمود واجب و الاستمرار مطلوب فاعتزموا بحيل الثورة ولا تفرقوا.
المغرب مغربكم فإما أن تكونوا على موعد مع التاريخ, أو على موعد مع شاحنة حمل الأزبال الصباحية..
استمروا في نضالكم أنا لست معكم و لا ضدكم ,أنا مع مطالبكم إن هي توافقت مع مطالب شعبنا المقهور المسحوق المظلوم المركون في الحارات و تحت أسقف الدور القصديرية و الترابية. و على أبواب المدن المهمشة و البلدات المنسية .
إن مطالبكم طالبت المخزن بتنظيف بوابات مدارسنا من باعة الحشيش و حبوب الهلوسة , و طالبتم باحترام المواطن في مخافر الدرك والشرطة و السجون التي لا يكفيني فيها عشر مجلدات.
إن طالبتم بتنظيف المستشفيات التي تشبه مذبح و بورصة للفساد والرشوة. و انتم مغاربة و تعرفون ما يدور في المملكة من فساد.
طالبوا بإعلام حر بدل إعلام الذي يدوخ الشعب بمباريات الكرة التي تفوق حصتها حصص البرامج الثقافية والاجتماعية و الدينية والنقاشات الفكرية .
طالبوا بإعلام حر شعبي جماهيري ومن حق كل أفراد الشعب الحق في التعبير بدل المحسوبية.
فتح المجال لكل أطياف الشعب في البوادي المنسية و في القرى المرمية على سفوح سلسلة الأطلس للتعبير عن ما يدور من فقر و جع و برد و امراض و بلاوي لا تعد و لا تحصى.
المملكة حطمت الرقم القياسي في الفساد في عالم بني يعرب و إفريقيا . قاطعوا تلك السهرات التي تنهب أموال الشعب و ترمى في أحضان فنانات ساقطات و مطربي الكابريات في مصر و لبنان .
انتم على موعد مع التاريخ إما تكونوا أو لا تكونوا .
إن سايرتم المطالب أعلاه فانا خادمكم المطيع, و إن خالفتم المنطق و كربتم حبال السياسة عوض حبل الشعب ’ فأنا لكم بالمرصاد و أفضح صغيركم قبل كبيركم بكلام ساقط نابي سوقي ..
فانا ابن الشعب و همي الشعب ... و مليون طززز / بفتح الطاء / في المخزن و زبانيته موت واحدة تنتظرني فلماذا الخوف أو التردد ؟
إلى الإمام حتى يسقط الفساد و الاستبداد و يجر الفاسدون إلى المحاكم ..إلى اللقاء