إيما غولدمان و رودولف روكر عن الأناركية


مازن كم الماز
2011 / 9 / 20 - 11:55     

إيما غولدمان و رودولف روكر عن الأناركية

إيما غولدمان
من مقال : الأناركية : ما تدعو إليه بالفعل

الأناركية هي الفلسفة ( الأخلاقية ) الوحيدة التي تجلب إلى الإنسان وعيه بنفسه , الذي يعتبر أن الإله , الدولة و المجتمع غير موجودين , و أن وعودهم فارغة و غير حقيقية , بما أنه يمكن تلبيتها فقط من خلال خضوع الإنسان . لذلك فإن الأناركية تعلم وحدة الحياة , ليس فقط في الطبيعة , بل أيضا في الإنسان . لا يوجد نزاع بين الغرائز الفردية و الاجتماعية , أكثر مما يوجد بين القلب و الرئتين : أحدها هو إناء جوهر الحياة الثمين , و الثاني هو مستودع العنصر الذي يبقي ذلك الجوهر قويا و نقيا . الفرد هو قلب المجتمع , الذي يحافظ على جوهر الحياة الاجتماعية , المجتمع هو الرئتين التي توزع العنصر الذي يبقي جوهر الحياة – الذي هو الفرد – نقيا و قويا .
( تعتقد الأناركية ) أن الثروة الحقيقية تتألف من الأشياء النافعة و الجميلة فقط . من الأشياء التي تساعد في خلق أجساد قوية و جميلة و خلق محيط يشجع الناس على أن يعيشوا فيه . لكن إذا كان الإنسان محكوما بأن يغزل القطن حول بكرة , أو أن يحفر منجما , أو يبني الطرق لثلاثين عاما , فلا توجد هناك أية إمكانية لأي كلام عن أية ثروة . ما يعطيه هذا الإنسان للعالم هي فقط أشياء رمادية و قبيحة , تعكس وجودا غبيا و قبيحا – وجودا أضعف من أن يعيش , و أكثر جبنا من أن يموت . غريب أن نقول أن هناك أشخاص يسبحون ( يدعون ) بأن هذه الطريقة المهلكة من الإنتاج المركزي هي أكثر إنجازات عصرنا مدعاة للفخر . إنهم يعجزون تماما عن إدراك أننا إذا استمررنا بالsubserviency للآلة فإن عبوديتنا ستكون أكثر كمالا من عبوديتنا لملوك الماضي . إنهم لا يريدون أن يعرفوا أن هذه المركزة ليست فقط نعي الحرية , بل أنها أيضا نعي الصحة و الجمال , نعي الفن و العلم , إن كل الأشياء مستحيلة في جو ميكانيكي , يسير مثل الساعة .
إن الشخصية الكاملة عندها تكون ممكنة فقط في حالة مجتمع يكون فيه الإنسان حرا في اختيار نمط عمله , و ظروف عمله , و يملك فيه الحرية في أن يعمل . شخص يكون صنع طاولة بالنسبة إليه , أو بناء منزل أو حراثة الأرض , هو نفس ما تمثله اللوحة ( الرسم ) للفنان أو الاكتشاف للعالم – نتيجة رغبة و شوق شديدين , و اهتمام عميق بالعمل كقوة خلاقة . هذا هو مثال الأناركية , التي يجب أن تتألف ترتيباتها الاقتصادية من اتحادات طوعية إنتاجية و توزيعية , تتطور تدريجيا نحو شيوعية حرة , كأفضل وسيلة للإنتاج مع أقل ما يمكن من الضياع ( الفاقد ) من الطاقة الإنسانية .

رودولف روكر

مثل مؤسسي الاشتراكية , يطالب الأناركيون بإلغاء كل الاحتكارات الاقتصادية و بالملكية المشتركة للأرض و لوسائل الإنتاج الأخرى , التي يجب أن يكون استخدامها متاحا للجميع دون أي تفريق , لأن الحرية الفردية و الاجتماعية ممكنة فقط على أساس وجود مزايا اقتصادية متساوية للجميع . داخل الحركة الاشتراكية نفسها يمثل الأناركيون وجهة النظر التي تقول بأن الحرب ضد الرأسمالية يجب أن تكون في نفس الوقت حربا ضد كل مؤسسات السلطة السياسية , لأن الاستغلال الاقتصادي في التاريخ قد سار جنبا إلى جنب مع الاضطهاد السياسي و الاجتماعي .

نقلا عن http://www.marxists.org/glossary/terms/a/n.htm#anarchism