أخبار بائسة


أمير الحلو
2011 / 8 / 31 - 13:32     

من عادتي قراءة الصحف اليومية صباحاً وأحاول تأشير الاخبار والتعليقات المهمة ، وقد هالني أن أجد أن العراق قد أصبح بلداً ( مستباحاً ) من قبل الجيران .

فعناوين الاخبار في أحدى الصحف تعطي صورة سوداء عن الأوضاع الراهنة ، ففي حين تطغى اخبار العملية السياسية و(منجزاتها) في خلق الاختلافات بين أطرافها ، وجدت العناوين البارزة مؤلمة جداً بالنسبة لبلد عظيم مثل العراق وأورد بعض النماذج من تلك العناوين ( المقاتلات التركية تقصف العمادية ، قصف مدفعي ايراني على قرى حدودية عراقية ، قطع مياه نهر الوند على خانقين ، مياه بزل سورية تحول حوض الفرات الى أراضي ملحية ، تلوث وملوحة في مياه شط العرب ، الكويت تحشد قوات في جزيرة بوبيان لمواجهة تهديدات من قوى سياسية عراقية ، وقد هالني الموقف الذي يواجهه العراق من دول الجوار ، فهو لا يتعلق بأمور سياسية تقليدية وفراغات حدودية ، بل أن الأمر يتعلق بمياه المواطن العراقي في مياهه ورزقه وما يعُد من مشاريع مستقبلية في بعض البلدان لـ(خنق ) العراق ، ولا شك ان للظروف الداخلية العراقية أثرها في (إستئساد ) البعض علينا مما ينطبق عليه تعبير (والله زمان) ، فالدولة القوية المتلاحمة والبعيدة عن التصعيد المستمر في الخلافات الداخلية تعُدو فريسة يعتقد البعض أن من السهل ابتزازها اعتقاداً منه بأن العراق قد غدا ضعيفاً لدرجة ان أجتمعت عليه كل دول الجوار لتقوم بعمليات تضر به كبلد وبالمواطن ومعيشته ، فقطع المياه أو رمي مياه البزل ، والتصحر وزيادة الاملاح علاوة على عمليات القصف الحدودية ، و( طموحات) البعض في التمادي بأيذاء العراق والعراقيين عن طريق (استغلال الفرصة) لقطع طرقه الملاحية أو نهب نفطه ، مستغلين ما تشهده الساحة العراقية من اختلافات حادة وصلت الى حد العجز عن الاتفاق على تعيين وزراء أمنيين واستحداث مجالس جديدة وغيرها من الأمور التي تطرح في البرلمان بشكل حاد و( يشتبك ) البعض من أجلها ، ولكن سرعان ما يجري تناسي ما حدث ، و(نلتهي) بفضيحة مالية جديدة أو اختلاف سياسي يمكن حله بالحوار المباشر وليس بوساطة الولائم والقبل الزائفة .

ان استغلال البعض لاوضاع العراق الراهنة للاعتداء على حقوقه بمختلف الصور يدل على انعدام الرؤيا المستقبلية التي تؤكد أن عراقنا لابد وأن ينهض وأن يقوى ، وأن من يعتدي عليه اليوم يندم غداً ، وهذا ليس تهديداً عسكرياً بل الحديث عن المصالح الاقتصادية وعلاقات دول الجوار .

لذلك فالقضية تتعلق بجهتين الاولى والاهم على الجبهة العراقية وضرورة إبرازها متماسكة ومترفعة عن أية خلافات جانبية عندما يتعرض العراق لخطر الانتهاك في مجالات متعددة ، والأخرى خارجية فأن على دول الجوار احترام حقوق العراق في مياهه والدفاع عن حدوده ومنع أية محاولات لاستغلال الظروف الراهنة لاستعراض العضلات على شعبه الذي بأمكانه تجاوز كل الأزمات من أجل مواجهة الاخطار المحيطة به حاليا ومستقبليا ً.

أغلقت الصفحة الاولى من الجريدة وفتحت صفحة الرياضة لأرى ان الفريق الاولمبي العراقي قد تغلب على فريق قطر ، فقلت مع نفسي :

سبحان الله ، فقطر هي اللاعب الاول الأن على الساحة العربية والعراق لا دور له بتاتاً ، فكيف استطاع (أسود الرافدين) أن يهزموا قادة ( الحراك العربي ).......كرويا ؟