بسبب تراكم السياسات الفاشلة في سيدي يحي الغرب : السلطات تحترق بنار -دوار السكة- الصفيحي.


حميد هيمة
2011 / 8 / 16 - 23:23     

تتواصل احتجاجات ساكنة الأحياء القصديرية، بمدينة سيدي يحي الغرب، أمام غياب، ما وصفوه، بالحلول العملية لإنهاء مآساتهم؛ التي قوبلت بــ"هروب" رئيس المجلس البلدي، و اكتفاء الباشا بالتقاط صور تذكارية للمحتجين على البؤس؛ حسب تصريح لفاعل جمعوي.

1 - هروب رئيس المجلس البلدي :

اضطر رئيس المجلس البلدي بسيدي يحي الغرب، إقليم سيدي سليمان، للهروب من مقر قصر البلدية بعد أن قصده عشرات السكان، من الدوارالمذكور، على خلفية الحريق الذي التهم سبعة عشرة براكة قصديرية، فجر الأحد 14 غشت الجاري، مخلفا خسائر مادية جسيمة للمتضررين من الفئات الاجتماعية المعوزة.

و شوهد رئيس المجلس البلدي، زوال يوم الاثنين، مستقلا سيارة قائد المقاطعة، يغادر مقر إدارته؛ بعد انتباهه لقدوم المسيرة الاحتجاجية لمقر بلديته. و شبه أحد المحتجين، في تصريح خص له، مغادرة الرئيس المذكور بــ"هروب بنعلي"؛ في إشارة إلى هروب الرئيس التونسي بعد اندلاع الحراك الاجتماعي و السياسي في بلاده ضد الفساد و الاستبداد.

و نفذت ساكنة "دوار السكة"، خلال الأيام الماضية، أشكال احتجاجية عفوية، على ماوصفوه، معاناتهم في براريك القصدير. و حمل المحتجون، في الكلمات التي تخللت شكلهم النضالي، الرئيس مسئولية أوضاعهم؛ بعد أن خضع ملف دوار السكة، حسب تصريحات المحتجين نفسهم، لتلاعبت سياسوية ضيقة مرتبطة بالرهانات الانتخابية المحلية.

يشار إلى أن دوار السكة، و باقي دواوير القصدير(الشانطي، الشنانفة، كانطة، الرحاونة)، يعتبر، حسب إفادة فاعل جمعوي رفض الكشف عن هويته، خزانا انتخابيا توظفه لوبيات الانتخابات لحسم الرهانات السياسية في المواسم الانتخابية؛ بتوظيف، ما سماه، المال الحرام.

و يصل الوزن الديمغرافي، حسب المعطيات التي حصل عليها الموقع من فعاليات مدنية نشيطة، ما يقارب أربعة ألالاف نسمة؛ تتكدس في براريك "مجهرية" تفتقر للماء و الكهرباء و قنوات الصرف الصحي.

كما شدد المحتجون، أنه في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة، استعدادهم لتنفيذ أشكال نضالية غير مسبوقة، كما عبروا عن رفضهم، لما اعتبروه، "الحلول الاحسانية و الترقيعية"، كما أدانوا، في نفس الوقت، عدم التزام السلطات، المنتخبة و الوصية، بالوعود التي سبق أن قدمت لهم في هذا الشأن.


2 - باشا المدينة يستقبل المحتجين بهاثفه الخلوي :


فاجأ باشا مدينة سيدي يحي الغرب المشاركين في المسيرة الاحتجاجية لدوار السكة، و المدعومين بفعاليات حقوقية و مدنية و سياسية بالمدينة، تسلقه سور مقر إدارته حاملا هاثفه الخلوي لتصوير المحتجين. و استهجنت ناشطة حقوقية، في تعليق لها على الحادث، سلوك المسئول الأول في باشوية المدينة؛ معتبرة ذلك سلوكا "غير مسئول" من السيد الباشا.

كما ردد المحتجون شعارات تختزل حقهم في السكن اللائق و العيش الكريم، و رفضوا تشكيل لجنة للحوار مع باشا المدينة؛ مطالبين، هذا الأخير، بحوار علني يركز فيه الاجراءات العملية من أجل الوقف الفوري لمعاناتهم. غير أن مكبر الصوت،الذي تعطل، لم يسعف السيد الباشا في ذلك.

و طرحت وسائل الإعلام، التي واكبت المسيرة الاحتجاجية، أسئلة حول ملف الأحياء القصديرية بالمدينة على السيد الباشا، غير أنه تملص عن الاجابة، معبرا عن استعداده للاجابة عن أسئلة مكتوبة.

يذكر أن مدينة سيدي يحي الغرب، التي تحتضن أقدم حي صفيحي بالمغرب، تلفها من جهاتها الأربعة أحزمة دواوير القصدير؛ التي تناثرت، بشكل سريع، في اللحظات الانتخابية. وما فاقم الوضع هو غياب رؤية مجالية و سكانية استباقية لامتصاص الطلب المتزايد على السكن بالمدينة؛ التي تعاني من انحسار و ضيق وعائها العقاري بعد أن اقتطعت منها الجماعة القروية لــ"عامر السفلية".

و في سياق متصل، يستعد سكان المنطقة الفيضية، التي تتوطن في هامش دوار الشانطي، حسب ناشط جمعوي مهتم بالملف، استئناف أشكالهم النضالية لرفع الحيف و المعاناة التي تطالهم في كل فصل شتاء. كما تجري عدة اتصالات، بين سكان الأحياء القصديرية، لتشكيل تنسيقية محلية للترافع على هذا الملف الشائك بالمدينة.