لادين لنظام الملالي


محمد شفيق
2011 / 8 / 8 - 01:41     

للماء مكانة متميزة في الموروث الاسلامي الشيعي , لانه جزء من الشعائر والطقوس التي تمارسها الطائفة الشيعية الكريمة , والماء احتل محورا مهما في القضية الحسينية الخالدة , حيث ان الجيش الذي قدم لحرب الامام الحسين في كربلاء حال بينه وبين الفرات فقضى هو وصحبه واهل بيته نحبهم عطاشى , و يروى ان "مسلم بن عقيل بن ابي طالب " اعدمته السلطة الاموية وهو لم يشرب الماء . وان " زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب" قد صُلب وهو عطشان . كذلك الامام ابي جعفر محمد بن علي الملقب " بالجواد " ( الامام التاسع ) يقال انه سقي السم وبقي يتلوى منه ثلاثة ايام ولم يسقى الماء طيلة هذه المدة . فأصبح للماء هذه المكانة المهمة حتى امسى الناس يتبركون بسقي الماء في المناسبات للتقرب الى الله في قضاء حوائجهم وشفاء مرضاهم . انه موروث جميل يدل على بساطة وطيبة هؤلاء الناس الذي فهموا الدين بهذه البساطة وبعيدا عن كل تلك التعقيدات , ويدل ايضا على كرم ونبل شعبنا .
اليوم يواجه هذا الشعب الذي يتقرب الى الله ورسوله واهل بيت رسوله بأرواء الملا دوان السؤال عن هويتهم , يواجه حرب مياه ظالمة من قبل نظام يحكم على اسس الشريعة الاسلامية ويتبع نهج اهل البيت كما ينص دستوره في بنوده الاولى , لكنه تبين انه يتخذ من القضية الحسينية ونهج اهل البيت غطاءا سياسيا واعلاميا لاستمرارية بقاء دولته الزائلة , وايهام البسطاء والسذج بأنه الراعي الرسمي ( اذا جاز التعبير ) لقضية اهل البيت . لكن هذا النظام لم يراعي حتى الشكليات في مبادىء الدين والمذهب . وهي ان المسلمين شركاء في الماء والكلا والارض , وان موروثه وطقوسه تأمره بتوزيع الماء مجانا اهداءا لارواح شهداء الطف , كما توارث الشيعة ذلك منذ القدم . لكن النظام الذي يتظاهر بحبه لاهل البيت النبي ونشر دعوتهم ورسالتهم , ويتمسك بقواعد الفقه في ابسط المعاملات جحد هذه المسائل كلها ,حيث قام مؤخرا بقطع عدة انهر عن جاره المسلم , فتسببت بقطع ارزاق 1300 مزارع وتدمير مايقارب نحو 51 مزرعة واتلاف محاصيلاها الزراعية وجعل سعر برميل الماء الواحد يتجاوز سعر برميل النفط في الاسواق العالمية . ومع اطلالة شهر رمضان المبارك قام بقطع المياه عن نهري " هوشياري " و " سيروان " ومازال مستمرا بعملية قطع الروافد والانهر وبناء السدود حتى ساعة كتابة هذه السطور , ولم يكتفي بذلك فقد قام برمي المواد السامة في المياه ليتعمد قتل النبات . وليتجرد بذلك من كل معاني الانسانية وليعلن البراءة من مبادىء الدين الاسلامي وخُلق ائمة اهل البيت .فحقا انه لادين لنظام الملالي

[email protected]