براعم الحرية في سوريا


ثائر الناشف
2011 / 8 / 2 - 01:25     

كان للأطفال دور كبير في إيقاد جذوة الثورة ، التي بدأت منذ أن خط أطفال درعا بأناملهم الغطة الطرية ، جدران الرعب والخوف ، بكلمات ترددت صداها في سماء تونس والقاهرة ، لتستقر في سماء سوريا ، ولتعلن إنطلاق ثورة العزة والكرامة على نظام العصابة المحتلة .
فرغم الاعتداء الآثم الذي لحق بأطفال درعا ، الذي لم يلحق بأطفال العالم أجمع ، لازالت العصابة المحتلة ، تعتدي على أطفال الحرية ، وتسومهم سوء العذاب .
فالأطفال الذين هم رمز البراءة ، تحولوا إلى شوكة في حلق العصابة المحتلة ، لهذا لم تتورع العصابة في تفريق ظلمها وقمعها على الشعب السوري ، ليطال الأطفال والشباب وحتى الشيوخ .
حرية وكرامة الشعب السوري ، يصنعها الأطفال كما يصنعاها الشباب ، ولعل هذا ما ميز الثورة السورية عن غيرها من الثورات العربية ، وإن دل ذلك على شيء ، إنما يدل على أن المعاناة واحدة ، يتقاسمها كل أبناء الشعب على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم العلمية والثقافية .
من ينقذ الطفولة المعذبة في سوريا ، من يضمد جراحات أمهات الأطفال ، من يعيد البسمة لتلك البراعم ، وحدها الحرية ، من يعيد للأطفال بسمتهم ، وحدها الحرية من يعيد للأطفال أحلامهم المسروقة .. وحدها الحرية من تعيد سوريا إلى عزها ومجدها.
لعلنا رأينا بأم أعيننا الصور المروعة لاعتداءات العصابة البربرية التي لازالت تصر على استهداف براءة الأطفال ، براعم الحرية ، وأمل المستقبل ، كنا البارحة واليوم أمام ثلاثة مشاهد طفولية دامية ، المشهد الاول ، مشهد الطفل الذي استشهد في بلدة البوكمال برصاص الغدر والخيانة ، المشهد الثاني ، مشهد الطفل الذي قامت ميليشيات الشبيحة بذبحه ونحره بسكاكين حقدهم وغلهم الأعمى ، ذبحوه في حماه كما ذبحوا من قبله إبراهيم قاشوش الذي تجرأ وقال : طز فيك يا بشار .. إنهم برابرة العصر ، لا بل إنهم ثلة من العلوج والقطعان الضالة ، وقريبا سيرشدهم الشعب السوري إلى جادة الصواب ، بعد أن يقتص منهم وفق ما يقتضيه منطق العدل والقانون ، المشهد الثالث ، مشهد الطفلة البريئة ليال عدنان عسكر التي ثكلتها أمها في بلدة الحراك ، بعد أن اخترقت جسدها الغض البريء رصاصات الغدر والخيانة ، رصاصات الضباع المفترسة التي لا تفرق بين طفل أو شيخ ، بين كبير أو صغير .