ما أكو حكومة نشتكي على البق


أمير الحلو
2011 / 7 / 28 - 13:05     


أمير الحلو - بغداد

في طفولتنا وعندما نواجه بعض المشاكل والصعوبات ومن بينها وجود المستنقعات في الشوارع وتجمع البعوض فيها ، نقوم بالركض وراء السيارات التي ترش المبيدات للقضاء على تلك الحشرات ، ولكن عدم جدوى هذه العملية وتلويثها للبيئة كان يجعلنا نردد أهزوجة لازلت أتذكرها تبدأ (ماكو حكومة نشتكي على البك) أي البق ، وهي ذات دلالات كبيرة ففيها نفي لوجود الحكومة أولا ، كما أنها تشكو من تكاثر البعوض الذي كان يطير على وجوهنا حتى عند النوم .
تذكرت تلك الاهزوجة الشتيمة وأنا أجد ( لا أبالية) بعض الأجهزة وخصوصاً الخدمية بما نطرحه من مشاكل ، فقد كتبت عشرات المرات عن الحفر و(الطسات) الخالدة في المدخل الوحيد لمنطقة زيونة ورجوت اذا كانت هناك مشاريع (ستراتيجية) لتبليطه أن تجري تسويته برمي بعض الاحجار وحتى الانقاض في الحفر حتى يستطيع الناس والسيارات سلوك هذا الطريق ، ولكن الأمور تستفحل يوما بعد يوم وتتشكل بحيرات وحفر جديدة تزيد من المعاناة خصوصاً وان السيارات تقوم بحركات ( بلهوانية) لتفادي الوقوع في الحفر ولكن مع ذلك فلابد (أن يستجيب القدر ) وتسقط في أحدها لأنها غير ممتدة أفقيا بل على شكل (تكتلات ) متناثرة .
وبأعتقادي أن بالامكان المواطن في بعض الدول ( غير النايمة)! ان يقيم دعوى على الحكومة والبلدية إذا تضررت مصالحه وممتلكاته نتيجة الاهمال ولكن عند من نشتكي على هذه الحالة وقد وصل الأمر بي شخصيا الى فتح صدر السيارة وتبديل أكثر المعدات فيه نتيجة تكسرها في حفرات الشارع التأريخي ، حتى وصل الأمر بي يوم الأربعاء الماضي الى سقوط السيارة في حفرة مما أدى الى كسر منطقة الأطار الايمن وأرتباطه بالسيارة ، ولولا البطأ في السير لوقع لي حادث جلل في الشارع العام نتيجة سقوط السيارة على نفسها .
لست بالثري سابقا وحاليا فأنا موظف والأن متقاعد وأعيش على استحقاقي بعد أربعين سنة من الخدمة ، ولكني لاحظت أن ما استلمه من الدولة بيدي اليمين من راتب تقاعدي أدفعه بيدي الشمال لها أو نيابة معها ، فتكاليف تصليح سيارتي المستمر بسبب (طسّات ) البلدية والأمانة تأخذ جزء كبيرا من راتبي ، وان 360 ألف دينار أدفعها شهريا الى صاحب المولدة الاهلية للحصول على الكهرباء الذي من المفروض أن توفره وزارة الكهرباء ، يمثل عبئاً كبيرا عليّ ، ولا أدري ماذا نفعل أزاء هذه الحالة الفريدة في العالم ، ففي الدول الاخرى يقوم المواطن بدفع الضريبة المستحقة عليه لقاء تقديرات دخله المالي فيحصل على الخدمات ، أما عندنا فنحن ندفع أموالنا الى جهات حكومية وأهلية لقاء (لاشيء) فالخدمات معدومة ولا ندري ما هو فضل الاجهزة التنفيذية علينا.
أكتب ذلك وقد كلفت أحد الجيران بأن يتولى سحّب سيارتي الى المصلح الذي بات يعرف كل دقائقها وأسباب تكسر ( حديدها) ولكنه المستفيد وأنا الخاسر ، والحكومة باجهزتها المسؤولة عن هذه الخدمات تتفرج علينا وتستهزئ بشكاوينا بدليل أنني لم أجد ردا عليّ في أي يوم
ولم أجد فعلا حقيقاً يغطي على أية شكوى أطرحها .
قد يزعل المسؤولون في الأمانة والمحافظة وأنا لا أعرفهم شخصيا ولكني أناشدهم بحكم مسؤولياتهم وضمائرهم ، ما ذنبنا ونحن نصرف رواتبنا واموالنا لقاء خدمات من المفروض أن يقدموها لنا ؟
ماكو حكومة نشتكي على البق !