ثورة الجيش في سوريا


ثائر الناشف
2011 / 7 / 27 - 22:25     

تعيش سوريا هذه الأيام لحظات حاسمة من تاريخها المعاصر ، فنظام العصابة تتسارع وتيرة أنهياره ، والجيش الذي ظل حتى الأمس القريب تابعا للنظام ، ها هو اليوم يعلن بعض ضبابطه وأفراده الانشقاق والإنسلاخ عن هرم العصابة المحتلة التي عبثت بتركيبة الجيش وعاثت بها فسادا لأجل ألا يتمرد عليها في يوم من الأيام .
لكن الصحوة الثورية التي يعيشها الشعب السوري اليوم ، انتقلت أيضا الى صفوف أفراد الجيش ، الذين آلمهم مشهد الدماء الغزيرة التي سفحت بدون سبب ، سوى أن أصحابها خرجوا يطلبون الحرية ، كما آلمهم أيضا مشهد التعذيب الوحشي الذي تعرض لها المواطنون في المعتقلات .
لا يمكن أن يتنكر الجيش لدماء الشعب السوري ، ولا يمكن أن ينسلخ عن هويته الوطنية ، مهما تلوثت عقيدته القتالية بالأيديولوجيا الحزبية ، وقد أثبتت التجارب ان الثورات الشعبية لا يتكمل نصابها إلا بتلازم الجيش والشعب .
فالجيش السوري لم يكن في يوم من الأيام قد هبط من الفضاء ، إنه من الشعب ، ولا يعقل أن يكون ضد نفسه ، أي ضد الشعب ، فالدلائل والمؤشرات على تحرك الجيش ضد العصابة المحتلة ، باتت قوية وواضحة للعيان ، بانتظار أن يكتمل التحامه بصفوف الثورة .. سيظل الشعب مستمرا في نضاله السلمي حتى اقتلاع العصابة ورحيلها عن تاريخ سوريا .
ففي تطور هو الأبرز من نوعه ، اندلاعت اشتباكات عنيفة في بلدة الزبداني بريف دمشق بين الجيش من جهة وعناصر من أجهزة أمن العصابة ، وقد سمع إطلاق نار كثيف في المناطق المجاورة استمر ساعات عدة كما سُمع إطلاق نار كثيف أيضاً وانفجارات قوية في مناطقَ عدة في اللاذقية.
من الواضح أن شرفاء الجيش السوري ، بدأوا يدركون حجم المخاطر الكبيرة المترتبة بعدم وقوفهم مع شبعهم ووطنهم ، فبعد أن غرر نظام العصابة بالكثيرين من ضباط الجيش ، وأعدم الضباط والجنود الذين لم ينفذوا تعلميات العصابة المحتلة بضرورة إطلاق النار على المتظاهرين بغرض قتلهم ، إلا أن انشقاق الكثيرين من زملائهم أربك العصابة ، ووضعها في مأزق كبير ، تتسع فجوته يوما بعد آخر .
فلا بد أن يأتي اليوم ، الذي سيقف فيه كل أحرار الجيش السوري وشرفائه مع الشعب الثائر ، ولا بد أن يأتي اليوم الذي سيسحب فيه البساط من تحت أرجل العصابة المحتلة .