بغداد في بكاء


حمودي عبد محسن
2011 / 7 / 24 - 00:12     


آه ، أيتها السوسنة البيضاء !
بغداد تبكي في ظلام
تعد السنين ، وأسماء الحروب
وأسماء الموتى في الدروب
تعد أنهار تتدفق دماء
والغيمة السوداء تلف السماء
بغداد تهلك أسى في بكاء
تذرف الدموع في انهمار
وتروي بالدموع دجلة الخلود
وتحي الرمال والصخور
وإطلال في سراب
وترغم القمر أن يكون بدرا
يشع بالضياء والحنان
وتحمي سطوع نجمة المساء
أه ، أنا أخرج من صمتي
وأنعم بالهدوء ، في هدوء
في الليل العميق ، البهيم
أخرج من ألمي السحيق
أنا الشريد، الغريب
كي أستريح في هدوء
من جروح ، وثقل هموم
ما عاد شيء يهمني ...
أنا الجريح ، الوحيد
أنا الشريد ، العاشق المشهور
المتيم ببغداد حمرة الخدود
لا أملك أن أعد دهور
وحتوف ، وقبور
ولا مسافات بين حدود
فليكن ما يكون ...
أنا العاشق المشهور
المتيم ببغداد الخلود
أه ، أيتها السوسنة البيضاء !
بغداد في بكاء منذ عصور
ألف مرة ، ألف مائة مرة
أغلقت باب دار في بكاء
ألف باب دار أغلقت في بكاء
وبغداد ترنو لعيون ضياء
ليهتز الكون ، وتبدأ الصلوات
بغداد تبكي في ظلام
بغداد في بكاء
مثل شمعة بغداد
تحرق نفسها في سكون
بهدوء ، في هدوء
في رحم الظلام


حمودي عبد محسن
23 . 7 . 2011