مؤتمرات المعارضة السورية إلى أين ؟


ثائر الناشف
2011 / 7 / 18 - 09:48     

أكثر من ستة مؤتمرات سياسية عقدتها المعارضة السورية بأجنحتها المختلفة خلال أربعة أشهر من تاريخ انطلاق ثورة الكرامة، والسؤال أين وصلت المعارضة في مؤتمراتها المتعاقبة ؟.
قبل الإجابة عن السؤال أعلاه، لابد من الإشارة إلى أن تعدد مؤتمرات المعارضة وبتوقيتات متزامنة، لكنها في الإطار العام حوت نفس الوجوه والاسماء مع تغير طفيف في العناوين، فلقاء اسطنبول من أجل سورية الذي عقد في شهر أبريل الفائت ، لم يختلف كثيراً عن مؤتمر الإنقاذ الذي عقد هذه الأيام، لكونه ضم نفس الوجوه والاسماء وجدول الأعمال، وكلا المؤتمرين اسطنبول 1 و2 لا يختلفان في الجوهر عن مؤتمر بروكسل باعتباره مؤتمر الإخوان المسلمين بامتياز .
وما بين هذه المؤتمرات الثلاثة، ثمة مؤتمر أنطاليا الذي ضم أيضاً نفس الوجوه والاسماء، ولم يفترق بعيداً في جدول أعماله ولا في بيانه الختامي عن مؤتمري أسطنبول وبروكسل ، وفي النهاية النتيجة واحدة ، وهي دعم الثورة ومساندة الشعب السوري، والسؤال كيف السبيل إلى ذلك الدعم وتلك المساندة، والشعب لازال يرزح تحت وطأة قمع نظام العصابة المحتلة؟.
المتابع لكل هذه المؤتمرات، سيجد أنها لم تستطع حتى الآن الوصول إلى عمق الشارع المنتفض والتفاعل معه، بما في ذلك مؤتمر السميراميس الذي عقد في قلب العاصمة دمشق، وليس السبب في تقديرنا يعود إلى هيمنة نظام العصابة على شرائح واسعة من المجتمع، فتلك الشرائح حطمت حواجز الرعب والخوف، وتصدت بنفسها لقيادة الثورة، وهي اليوم تقود المعارضة باقتدار، لعله السبب الأساسي الذي لم تستوعبه المعارضة بعد، وهو أن زمام الأمور باتت بيد الشارع الثائر وليست بيد النظام ولا المعارضة، وقد تجلى هذا الأمر بوضوح أكثر في مؤتمر السميراميس الذي اقتصر على شخصيات معارضة لها تاريخها السياسي والثقافي .
إذن ما الجدوى من عقد مؤتمرات المعارضة، طالما أن الشارع غائب عنها تماماً، أو بالأحرى منشغل في ثورة الإطاحة بنظام العصابة ؟.
الواضح أنه ليست هناك أي جدوى من عقد المؤتمرات، سوى التسابق على حجز الصفوف الأمامية لمرحلة ما بعد إسقاط النظام، وهذا ما يفسر أيضاً التتابع الزمني بين عقد مؤتمر وآخر، وتعدد ذات الوجوه والاسماء.
الشارع السوري اليوم، بعد أن حطم حاجز الخوف، واستعاد وعيه السياسي، أصبح أكثر قدرة على الفرز بين الغث والسمين، بالتالي هو الأجدر والأقدر على حجز الصفوف والمواقع لمن يستحقها، وعليه فإن محاولات البروظة الإعلامية وحجز الصفوف لن تكون على حساب نضاله السياسي .