كل نساء البلد الفلاني بغايا


ضياء حميو
2011 / 7 / 17 - 13:30     

الحكم المسبق بان نساء البلد الفلاني كلهن أو جلهن "بائعات هوى" هو مااود مناقشته ..!
لن أتناول البغاء كواحدة من اقدم المهن في التاريخ منذ "بغايا المعابد" الى بغايا "الأحتيال الديني" في عصرنا الحالي، بل سأتناول قصر النظر في هكذا حكم والإصرار عليه.
وهو حكم تعاني منه المرأة من "البلد الفلاني" بمرارة لاتستطيع الفكاك منه ،عرّضها ويعرّضها لانتهاك كرامتها الانسانية بما فيها الاغتصاب ،ناهيك عن المضايقة والتحرش الجنسي من رب العمل او من عابر السبيل وفي أهون الافعال " النظرة الرخيصة " فيما لو سافرت أو هاجرت لأي سبب كان...!
هذا الحكم المسبق له علاقة بعدد بائعات الهوى اللواتي قد يكون التقى بهن صاحب الحكم هو أو اصدقاءة او مجرد سمع اوقرأ وتكرر على مسمعه " البلد الفلاني "،ولايقتصر هذا الحكم على أبناء البلدان من مجتمعات تخضع للمحظور الجنسي ، بل يتعداه ايضا لمن ينتمون الى بلدان تتمتع بحرية جنسية كبيرة، بل انه يتجاوز الرجال الى حكم مسبق من نساء ضد بنات جنسهن من "فلان بلد" ضمن فكرة جمعية ترسخت بمرور الوقت حتى صارت حقيقة لاتشوبها شائبة رغم مايكتنفها من ظلم وتجني وعنصرية...!
لن يكون مثلنا بلدا عربيا رغم وجود اكثر من بلد كي نتجنب الحساسية التي قد يثيرها هذا ،وسنكتفي بذكر النظرة الى النساء "الروسيات " في اوربا الغربية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
في لقاء ضم مجموعة من الروسيات كلهن يمارسن مهنة الطب في الدنمارك..!
تحدثن بمرارة عما يواجهنه من فبل من يعرفهن حقا ومن لايعرفهن الا بكونهن روسيات ،ليس لسبب الا لان الدنماركيون شاهدو توافدا ملحوظا "لبائعات الهوى" من بلدان اوربا الشرقية وروسيا بعد انهيار جدار برلين ،سببه فارق الدخل الهائل بين تلك البلدان وبلدان اوربا الغربية خصوصا وان الإنفلات والفساد السياسي والاقتصادي الذي اعقب ذلك تسبب بفوارق طبقية كبيرة..!
تقول احدى الطبيبات :" هل من المعقول ان يكون قصر النظر الى درجة انهم لايرون بروسيا غير بغاياها ..!؟ماذا عن الشاعرة العظيمة " انا اخماتوفا " ؟ ماذا عن "دستويفسكي" ،عن "جايكوفسيكي" عن مئات الاسماء في العلوم والفنون والادب من نساء ورجال ،هل كلهن بغايا وكلهم ابناء بغايا؟؟!".
لاجدال بان العامل الاقتصادي هو الاهم في ممارسة هكذا مهنه وهو ماتعرفه البائعة تماما كواقع يومي تعيشة ومايعرفه ايضا المشتري كشريك لابد منه لاستمرار المهنه رغم انه يتناساه ببراءة ليصدر حكمه جهارا بلا ريب " نساء البلد الفلاني كلهن عواهر".
وفي مثال اخير بهذا الموضوع، سألت في يوم ما.. احد المعارف عن بلد عربي محدد، كونه زاره سائحا لاكثر من عشرين مرة ولمختلف مدنه.
قال وبدون تردد :" نساءه قحاب ".
قلت باستغراب واستنكار وقد زرتُه ايضا لاكثر من مرة :" كلهن "؟! اجاب :" الاغلبية"..!!
سألته عن الزي الذي يلبسه أطفال المدارس في ذات البلد، اجاب بعفوية صادقه من انه لم ير اي من اطفال المدارس في زياراته الكثيرة لانه ينام فجرا ويستيقظ عصرا..!
هنا توضحت الصورة "فالإناء ينضح بما فيه"..!
أنّى له ان يرى " أطفال العواهر " يذهبون للمدرسة وأماكن ارتياده ووقتها لايبدء الا بعد منتصف الليل..!!
نعم الذنب ليس بذنب صاحبنا ، بل ذنب ملايين الفلاحات والعاملات والموظفات وربات البيوت وغيرهن من اللواتي لايسهرن الى مابعد منتصف الليل ولايرتدن أماكن صاحب الزيارات العشرين..!.