الشارع السوري يقود المعارضة


ثائر الناشف
2011 / 7 / 16 - 09:31     

ساد اعتقاد خاطئ لدى الكثيرين من المراقبين والمتابعين للشأن السوري ، أن المعارضة السورية بأجنحتها التقليدية، هي الأكثر قدرة على قيادة الشارع السوري في مرحلة الثورة ضد نظام الأسد، انطلاقاً من معرفتها باحتياجات الشارع ، وما يريده الآن وفي المستقبل .
لكن ربيع الثورات الشعبية، كشف عن واقع المعارضات العربية بما هي معارضات تقليدية هرمة، لا تحمل برنامجاً سياسياً واضح المعالم للمستقبل، وربما يعود السبب في ذلك إلى ممارسات النظم المستبدة حيالها، بعد أن نجحت في تقليم أظافر المعارضة والحد من دورها السياسي .
المعارضة السورية ليست مختلفة كثيراً عن قرينتها المصرية والتونسية والليبية واليمنية، بما تحمله من تشتت في الرؤية السياسية، وتباعد أيديولوجي بين أطرافها الأسياسية، فضلاً عن عقدة التشكك من القوى الشبابية الصاعدة .
بالمقابل لا يختلف حراك الشارع السوري الثائر عن حراك الشارع المصري أو التونسي ، ودوره الرائد في تحقيق التغيير من خلال صناعة الثورة السلمية .
حتى تلتقي المعارضة السورية بأطيافها المختلفة على أرضية مشتركة، وحتى تتفق على خارطة طريق تحدد معالم المستقبل، وحتى تنتهي من عقد مؤتمراتها التي تشير إلى مخاض سياسي يسبق مرحلة الولادة الكبرى، يظل الشارع السوري هو القائد الفعلي والحقيقي للثورة، وهو البوصلة التي ستحدد معالم الطريق نحو المستقبل، وتبقى المعارضة – هكذا يفترض أن تكون – الصدى العميق لحراك الشارع .
عندما يقود الشارع الثورة، يعني أنه يقود المعارضة أيضاً، وذلك لأن دائرة المطالب التي خرج لأجلها الشارع أوسع بكثير من دائرة مطالب المعارضة، فالشارع هنا يمثل شريحة كبيرة من الشعب، إن لم يكن الشعب برمته، بينما المعارضة تمثل طيفاً سياسياً بديلاً عن النظام عندما تسنح الظروف .
ولعل ما هو حاصل اليوم في مدن سورية من مظاهرات واحتجاجات واضرابات مفتوحة يقودها الشارع الغاضب، كما حصل في بعض المدن العربية، أبرز ما يميز الثورات في العصر الحديث، ألا قائد ولا زعيم لها سوى الشارع الذي سيفرز قياداته ويحدد خياراته المستقبلية .