مخيم اللاجئين.. المعادلة الصعبة


أحمد جميل حمودي
2011 / 7 / 11 - 03:36     

في الثورة السورية يتماهي الإنساني بالسياسي ليشكل جدلية تُوقع القوى السياسية المعارضة للنظام السوري بأزمة أخلاقية بين الضغط على الشارع السوري للاستمرار بالاحتجاج وبين المزيد من التضحيات التي يقدمها الإنسان السوري الذي كتب له أن يدفع أثمانا باهظة من أجل دفع العجلة باتجاه التغيير الديمقراطي المأمول.
امتدادا لهذه الجدلية يَفتح ملف اللاجئين جرحا نازفا في قلوب السوريين فالشعب الذي كتب له أن يكون مستضيفا لشعوب متماثلة أومتشابهة الظروف- وقد كتب له ايضا ان يعيش تحت الطغيان- نراه اليوم مجردا من كل ما يمتلك ويتجاوز كل رصيده الاجتماعي والمادي من أجل إسقاط نظام يرى أن هذا الحراك الشعبي تحد حقيقي لاستمراره في البقاء، وبين ضغط النظام على اللاجئين على النزوح مرة أخرى الى سورية وضغط قوى المعارضة والقوى الإقليمية والدولية يعيش اللاجئون السوريون حالة إنسانية صعبة بل حالة من الحرمان تتمثل بأولئك الأطفال الذين يجاهدون من أجل أن يشتروا ما يسليهم ويروح عن أنفسهم.
القوى الشعبية والسياسية في سورية بالداخل والخارج تعيش نوعا من التآلف والتعاون لسد احتياجات الناس لم يكن يشعره الناس من قبل.. كما تلاشت الفروق الإجتماعية الى حد كبير.. لكن البلاد تعيش استنزافا اقتصاديا حادا فآلاف الموظفين حجبت عنهم وظائفهم وآلاف أخرى نزحت من بلادها الى حيث لا دخول ولا إنتاج وحالات البطالة زادت بين شريحة الشباب التي يقع على عاتقها إحداث هذا الحراك.
وفي الوقت الذي يشيّع الآلاف شهداء سقطوا دون أية جريرة سوى المطالبة بالتغيير الديمقراطي نجد السلطة في واد آخر تجرجر بخيلاءها تضحيات هذا الشعب عبر ما سمي بالحوار مع قوى لا تعبر عن القاعدة الشعبية وحتى عن القوى المعارضة التقليدية! مثل عارف دليلة وفايز سارة وهيثم المالح وميشيل كيلو.. وطويلة قائمة الذين رفضوا الحوار مع قاتل ما زال يستمر على هذا النهج مخلصا له.. يعتقل وينكّل بالشعب السوري الحر.. هل يعقل مدينة بأكملها(جسر الشغور) تنزح من جيش يقول عنه النظام انه جاء لحماية الأهالي!
هذا النظام فقد المصداقية فما زالت المدينة المذكورة تعيش نفس النهج من اعتقال وتخريب لها بالاستعانة مع حثالة ربيت على أيدي النظام الفاشستي القمعي.. فاليوم شاب- وقد أباه صغيرا وعاش وحيدا لأمه اللطيمة- يختطف من بيته على حين غرة إنه الشاب "خالد الشيخ ابراهيم" من بلدة بداما بمحافظة إدلب.. أيضا يتم احراق منزل الناشط محمد عدنان حمودي بعد اقتحام قوات الأمن لمنزله في ناحية بداما بمحافظة ادلب من أجل اعتقاله حيث لم تستطع القبض عليه.. أية دولة هذه تمسك طاولة الحوار بيد وباليد الأخرى تبطش بهذا الشعب؟! هذا الشعب عاهد نفسه أنه لن يعود إلى المنزل دون اللحاق بركب التغيير الذي يشهده ربيع الثورات العربية.
نداء إلى الشرفاء لا تتركوا الشعب السوري وحده مدوا أياديكم البيضاء لهذا الشعب.. يقولون أن ثمن الحرية غال ولكن ليس إلى حد يتخلى عن المرء أهله وبني وطنه لنكن يدا واحدة من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية يتعايش فليها الجميع تحت خيمة الوطن.. وعاشت سورية حرة أبية