استعراض لكتاب كروبوتكين -الاستيلاء على الخبز-


مازن كم الماز
2011 / 7 / 11 - 00:19     

بقلم غاري هايتر

كان الناشط و المفكر اللاسلطوي ( الأناركي ) النقابي ج . ماكسيموف ( 1893 – 1950 ) يشك في حقيقة أن عددا قليلا فقط من مناضلي الحركة التحررية تجشم عناء قراءة كلاسيكيات اللاسلطوية ( الأناركية ) , و بالنتيجة وجدوا أنفسهم غير قادرين على مجاراة خصومهم السياسيين . ليس لدينا اليوم أي عذر كيلا نقوم بدراسة أعمال واضعي الإرث التحرري . أعمال بيتر كروبوتكين مثلا متوفرة في ترجمات انكليزية و في المتناول . تشمل هذه الأعمال كتب "المساعدة المتبادلة" , "الحقول , المصانع و أماكن العمل" , "الثورة الفرنسية العظمى" و أحد أكثر كتبه قراءة "الاستيلاء على الخبز" . هذا الكتاب هو الذي أريد أن أعرض له هنا .
ظهر كتاب "الاستيلاء على الخبز" لأول مرة في باريس عام 1892 , رغم أن كروبوتكين كان قد شرح نظرياته قبل عقد على صفحات الجريدة اللاسلطوية "الثورة" . شهد عام 1906 أول ظهور له في لندن باللغة الانكليزية . يشبه هذا الكتاب في أشياء كثيرة كتابه الآخر "الحقول , المصانع و أماكن العمل" ( 1912 ) , الذي هو أيضا مجموعة لمقالات كتبت بين عامي 1888 و 1890 . زود كلا الكتابين بعدد كبير من الإحصائيات المعاصرة التي استخدمت لدعم الآراء التي عرضها كروبوتكين . قد يقفز القارئ المعاصر على هذه الحقيقة , لأنه مهتم أكثر بالأفكار المذكورة نفسها .
ما الذي كان كروبوتكين يريد تأسيسه مع كتابه "الاستيلاء على الخبز" ؟ يبدو أنه كان يريد أن يثبت أن الإنسانية تسير بشكل حتمي نحو الشيوعية اللاسلطوية ( الأناركية ) , و أن هذا التطور يستند إلى العلم . على امتداد 17 فصلا شدد كروبوتكين على النقاط التالية ":
1 – أن الوضع السياسي و الاقتصادي الحالي غير عادل و يخدم فقط في إثراء قلة على حساب الأكثرية
2 – و أن الإنسانية تتحرك في اتجاه الشيوعية اللاسلطوية ( الأناركية )
3 – و أنه لكي نغير جذر ( أصل ) و فروع النظام ( القائم ) نحتاج لثورة على أساس شيوعي لاسلطوي تكون الكومونة الحرة وحدتها الإدارية
4 – و أن الشغيلة يمتلكون قدرات أخلاقية و تنظيمية هائلة غير مستغلة
5 – أن الشيوعية هي النظام الاقتصادي الوحيد العادل لأن أي إبقاء على نظام العمل المأجور يستند إلى تقييم اعتباطي لقيمة العمل , هو بالضرورة غير عادل
6 – أنه لكي تبقى الثورة يجب أن تسعى الكومونات الحرة لتحقيق أعلى درجة ممكنة من الاكتفاء الذاتي
استند كروبتكين على أمثلة تاريخية ليشرح المناسبات التي لم يتمكن فيها العمال من دفع الأوضاع الثورية إلى نهاياتها المنطقية و دفعوا حياتهم ثمنا لذلك , كما كان الحال في فرنسا في أعوام 1789 , 1848 و 1871 . يحتوي الكتاب على بعض الأمثلة عن فهم حقيقي لمكانيزمات الثورة , و قد ولد الكثير منها في الثورة الروسية لعام 1917 بعد صدور أول طبعة انكليزية للكتاب ب 11 سنة . مثلا في الفصل الذي بعنوان "الغذاء" يصف كروبوتكين مخاطر الثورة "الجماعية" ( الجماعية Collective هو الوصف الذي كان يطلق على أنصار ميخائيل باكونين و الذي دعا إلى استخدام معيار وقت العمل المبذول في إنتاج سلعة ما لتحديد مكافأة العامل على إنتاجه في المجتمع الاشتراكي محافظا بذلك على جوهر نظام العمل المأجور , الأمر الذي رفضه كروبوتكين و عارضه بالشعار الشيوعي : من كل حسب جهده و لكل حسب حاجته – المترجم ) ( اقرأ اشتراكية الدولة أو الماركسية بدلا من الجماعية ) التي ستحتفظ بنظام العمل المأجور . حيث يرى أن الجوع و البطالة هي نتيجة محتملة لإعادة تنظيم الاقتصاد . كتب كروبوتكين :
"لن يكون الناس صبورين أكثر , و إذا لم يصل الخبز فإنهم سينهبون المخابز . عندها إذا لم يكن الناس أقوياء بما فيه الكفاية ليخرجوا جميعا ستطلق عليهم النار , و ذلك بحجة إعطاء الجماعية فرصة جيدة للتجربة . لإنهاء هذا يجب المحافظة على "التظام" بأي ثمن – النظام , الانضباط , الطاعة !" .
بعد ذلك :
"غير مكتف بقتل "اللصوص" , سيبحث حزب "النظام" عن "رؤوساء العصابات" . سينصب المحاكم من جديد و سيعيد تعيين رجال المقصلة ( منفذي الإعدام ) من جديد . سيرسل أكثر الثوريين حماسة إلى المقصلة . سيتكرر عام 1793 ثانية" .
أخيرا :
"إذا أعيد فرض "النظام" , فإننا نقول , أن الاشتراكيين الديمقراطيين ( اقرأ البلاشفة ) سيشنقون اللاسلطويين ( الأناركيين ) , و أن الفابيين ( نسبة للجمعية الفابية , و هي منظمة اشتراكية ديمقراطية بريطانية إصلاحية – المترجم ) ( اقرأ حزب العمال ) سيشنق الاشتراكيين الديمقراطيين .. و ستصل الثورة هكذا إلى نهايتها" .
من الواضح أن كروبوتكين تنبأ بهذا استنادا إلى معرفته الكبيرة بالثورات المختلفة في فرنسا منذ عام 1789 , و أن هذه السيناريوهات يمكن أيضا تطبيقها على ثورتي روسيا فقي عام 1917 , و ألمانيا 1918 و إسبانيا 1936 – 1937 .
في مكان آخر في نفس الفصل يتحدث كروبوتكين عن مواضيع عملية تطرحها الاضطرابات الثورية , يجري غالبا تجاهلها من قبل العناصر الأكثر مثالية في الحركة التحررية حتى اليوم .
"الخبز , إنه الخبز هو ما تحتاجه الثورة" .
إن ضمان الإمداد بالبضائع الأساسية ضروري في أي ثورة ناجحة . ربما لن تكون مشكلة الغذاء اليوم هامة في بريطانيا كما كانت بالأمس , لكن لاحظ كيف تنفذ البضائع بسرعة عندما تكون هناك إشاعة عن نقص في مادة معينة . بالفعل تنبأ كروبوتكين هنا مرة أخرى بقضية مركزية في الثورة الروسية لعام 1917 , التي كان شعارها "السلام , الخبز و الأرض" . اقترح كروبوتكين أيضا أنه :
".. فيم إذا كانت الثورة ستبدي نفس الخصائص في كل مكان فإن هذا أمر مشكوك فيه" .
و " .. ستأخذ الثورة طبيعة مختلفة في كل من الأمم الأوروبية المختلفة , النقطة التي ستبلغها جمعنة الثروة لن تكون نفسها في كل مكان" .
و أخيرا , "جنبا إلى جنب مع الكومونات الثورية فإن أماكن كهذه ( المناطق الزراعية ) ستبقى في مزاج مترقب و ستواصل الحياة في نظام صناعي" ( هو نفس ما حدث في إسبانيا عام 1936 ! ) .
عن دور اللاسلطويين أنفسهم كتب كروبوتكين القليل فقط . فقد كان مهتما أكثر بالإشارة إلى الخصائص التحررية التي كانت توجد بالفعل في العامل العادي , عندما ستأتي مثل هذه الظروف إلى المقدمة , و هو نفس الموضوع الذي ركز عليه في كتابه "المساعدة المتبادلة" ( الطبعة الانكليزية 1902 ) . كما لم ينشغل بأي شكل خاص من التنظيم يجب أن يستخدمه الثوريون قبل أو حتى بعد المرحلة الثورية . كان يقول باستمرار أنه :
" .. ببقائه بين الناس , سيعمل الثوري المخلص جنبا إلى جنب مع الجماهير .." .
إن كروبوتكين مبهم جدا فيما يتعلق بهذه القضية , بهذا فهو نقيض باكونين الذي أولى أهمية كبرى للأشكال التنظيمية التي على الثوريين أن يتبنوها . لكن يجب أن ندرك أن المقالات التي تشكل كتاب "الاستيلاء على الخبز" كانت قد كتبت في الثمانينيات من القرن التاسع عشر , فترة كان فيها اللاسلطويون في فرنسا , حيث كان كروبوتكين يعيش في ذلك الوقت , يمرون بمرحلة من إعادة التنظيم و إعادة تقييم التكتيكات التي ظهرت بعد قمع كومونة باريس عام 1871 حيث قتل عشرات آلاف العمال الثوريين , و هم خلاصة الطبقة العاملة يومها . حيث كان اللاسلطويون يعملون في مجموعات صغيرة من أفراد متشابهين في التفكير مكرسة للإطاحة برأس المال و الدولة . و كانوا يقاومون الأشكال التنظيمية , كالأحزاب السياسية , التي قد تهدد بتدمير الزخم الثوري للناس عندما يحين الوقت ( أي وقت الثورة ) . كان دور اللاسلطويين محصورا بإلهام الجماهير و , ".. تقوية أفكارهم الثورية " .
في خطاب ألقاه في المؤتمر اللاسلطوي ( الأناركي ) العالمي عام 1881 في لندن , كان هناك القليل من الشك في أن موقف كروبوتكين من المنظمة اللاسلطوية ( الأناركية ) كان يقع تحت تأثير دراساته التاريخية عن الثورة الفرنسية , حيث اعتبرت الفعالية الذاتية للعمال و الفلاحين الفرنسيين كافية بحد ذاتها . فكرة العفوية هذه إلى جانب فكرة حتمية الشيوعية اللاسلطوية ( الأناركية ) أضعفت التأثير التنظيمي للأفكار التحررية في فرنسا حتى تسعينيات القرن 19 عندما عادت من جديد إلى الحركة العمالية .
كلا , إن "الاستيلاء على الخبز" ليس كتابا عن المنظمة الثورية , إنه بالأصح كتاب عن الاقتصاد و التاريخ الشيوعي اللاسلطوي ( الأناركي ) , إنه العمل الأكثر بناءا ( إيجابية ) في الإرث التحرري . كان كروبوتكين بحلول عام 1880 قد تخلى عن الفكرة الباكونينية عن المكافأة على العمل في المجتمع ما بعد الثورة . بينما كان باكونين و التيار الفيدرالي في الأممية الأولى قد اقترحا فترة من الانتقال الاقتصادي بين الرأسمالية و الشيوعية التحررية . اعتقد كروبوتكين أنه من الضروري القفز من هذه إلى الأخرى , منذ اليوم الأول للثورة . و أن الإبقاء على نظام العمل المأجور بأي درجة و بأي شكل كان , مثل شيكات العمل أو كوبونات الوقت الذي يستغرقه العمل , سيؤدي فقط إلى استغلال و ظلم جديد . أشار كروبوتكين إلى أنه :
"بعد الثورة "الجماعية" , عوضا عن القول , "بنسان" من الصابون , سنقول , "خمسة دقائق من الصابون" .
إذا قامت الثورة على الاعتقاد بأن كل الأشياء هي ميراث مشترك للبشرية و يجب بالتالي أن تكون مشتركة بين الجميع , لماذا يجب الاستمرار بالعمل , بما هو منطقيا نظام اعتباطي للمكافأة , الأمر الذي لا يعني أن كل الأشياء مشتركة بين الجميع ؟ إن الجماعيين يريدون إصلاح نظام العمل المأجور عوضا عن أن يقوموا بتدميره .
هذه الحجة قوية لكنها تفترض الكثير . إنها تفترض أن العمال , المحرضين على الثورة و المنتصرين فيها , هم من طبيعة أخلاقية مرتفعة جدا . من دون شك أن الكثيرين هم كذلك و أن الكثيرين ممن ليسوا كذلك سيتغيرون ما أن تقع الثورة . الثورات تغير الأفراد . يصبح الجبناء أبطالا , و الكسالى مجتهدين , غير المنظمين يصبحون هم المنظمون . لكن كم سيستمر هذا ؟ قد تؤدي صعوبات الإنتاج و تأثيرات النزاع الأهلي إلى توزيع منتجات معينة بطريقة الحصص ( التقنين ) لفترة من الزمن , الأمر الذي قد يؤدي إلى كنز هذه البضائع و بالتالي إلى المزيد من شحها . إن التضامن و التضحية بالنفس هي بالفعل جانب من الطبيعة الإنسانية , لكن الانانية و الفردانية هي الجانب الآخر . يفترض سيناريو كروبوتكين درجة غير واقعية من الفائض في كل سلعة ليصبح تحقيق الانتقال إلى الشيوعية اللاسلطوية فورا اقتراحا قابلا للتطبيق .
موقف كروبوتكين المتناقض من الأشكال قبل الثورة من التنظيم , و خاصة موقفه المتشكك تجاه اللاسلطوية النقابية كان , كما أعتقد , ضعفا كبيرا في نظريته . فالنقابات الثورية هي مدارس يمارس داخلها الأعضاء المساعدة و التعاون المتبادلين , و يطورون و يثقفون أنفسهم استعدادا لمجتمع ما بعد الثورة . الأخلاق الثورية يجب أن يعاد تعلمها و ممارستها باستمرار و أن تعزز بينما ما نزال نحيا في ظل الرأسمالية . أعضاء الكونفيدرالية الوطنية للشغل ( نقابة لاسلطوية إسبانية , كانت ذات جماهيرية هائلة في العشرينيات و الثلاثينيات من القرن العشرين و لعبت دورا هاما في الثورة الإسبانية و محاولة بناء الحياة , و الاقتصاد و الإدارة في المناطق المحررة من إسبانيا أثناء الثورة على أسس شيوعية تحررية – المترجم ) مثلا بعد سنوات النضال كانوا قد تتلمذوا جيدا على ما تحتاجه الثورة و كان تماسكهم الأخلاقي هو الذي أبقى التعاونيات الزراعية و الصناعية تستمر لفترة طويلة في ظروف معادية بشدة . أصبح كروبوتكين في نهاية حياته داعما ( مؤيدا ) أكثر للموقف اللاسلطوي النقابي , لكنه كان دائما حذرا ضد ما اعتبره تيارات إصلاحية أو بيروقراطية .
هذا يصل بنا إلى المفهوم الذي عكسه كروبوتكين عن اللاسلطوية ( الأناركية ) في كتابه "الاستيلاء على الخبز" و أعماله الأخرى . لا يبدو أنه كان يرى اللاسلطوية ( الأناركية ) كإيديولوجيا سياسية توازي الماركسية مثلا , بل كان يراها كتيار حاضر بشكل دائم داخل المجموعات الإنسانية . تكون اللاسلطوية عندها صنفا ( نوعا , تعريفا ) انثربولوجيا أكثر منه سياسيا بالنسبة لكروبوتكين . في كتابه "المساعدة المتبادلة" بحث في القبائل الأوروبية القديمة , في دول المدن القروسطية ( من القرون الوسطى ) , و في النقابات الحرفية ( أو المهنية في مدن القرون الوسطى و أول العصور الحديثة ) و حتى في عالم الحيوان , عن أمثلة عن التضامن و التضحية بالنفس و المساعدة المتبادلة – أي كل جوانب الفكر اللاسلطوي ( الأناركي ) . في كتابه "الاستيلاء على الخبز" فعل نفس الشيء . سلط الضوء على أحداث من الثورة الفرنسية حيث ظهرت اتحادات العمال لزراعة الأرض معا . و نظر إلى جوانب الاستخدام الكوموني للأرض من قبل الفلاحين الروس و السويسريين إضافة إلى طواقم السفن الانكليزية الذين كانوا يساعدون طوعا البحارة الآخرين الذين يواجهون الخطر . هذه هي الأهمية الحقيقية لكروبوتكين – في مجال التاريخ و الأخلاق . صحيح أن بعض استنتاجاته التاريخية يمكن انتقادها : مثلا لم تكن المدن القروسطية ديمقراطية و مسالمة كما أرادنا أن نعتقد . لكنه أضاء جانبا من التاريخ الإنساني الذي كان قد جرى تجاهله تماما . كان أكاديميو القرن 19 تحت التأثير الهائل للأفكار الداروينية الجديدة التي سعت لتبرير كل من الرأسمالية و الإمبريالية . كان كروبوتكين أحد أوائل الذين حاولوا نقض فكرة "البقاء للأصلح" . النقطة الأساسية في هذا النقض كانت أن البشرية قد حققت معظم تقدمها تحت ظروف التعاون الذي يمتد على طول و عرض كتاب "الاستيلاء على الخبز" .
يحتوي الكتاب كثيرا مما يهم التحرريون اليوم . حيث قارب فيه كروبوتكين مسائل "التعليم الكلي" , الإنتاج الزراعي في المدن , التجارة العالمية , لامركزة الصناعة و أشياء أخرى كثيرة هامة اليوم أيضا . نكرر أنه أحد أعظم الأعمال اللاسلطوية البناءة و واحد من القلة المتاحة باللغة الانكليزية . لا بد من قراءته و دراسته من كل لاسلطوي – نقابي جاد . لكروبوتكين نقاط ضعفه – فقد عجز عن ربط الهدف الشيوعي اللاسلطوي بالقوة التنظيمية للنقابات الثورية , كما فعل التحرريون الإسبان دائما و كما كان التحرريون الفرنسيون في طور فعل ذلك في تسعينيات القرن 19 . لو أنه فعل ذلك لربما كان ماكسيموف و رفاقه الروس في وضع أفضل ليؤثروا في أحداث ثورتي عام 1917 ( هذا في الواقع هو أحد انتقادات الاسلطويين النقابيين أو السينديكاليين الرئيسية للشيوعيين اللاسلطويين , الذين يتهمونهم بالمقابل بأنهم يفتقدون بسبب نقابيتهم للقدرة على الانخراط في معارك فكرية سياسية كبرى كالثورات مثلا – المترجم ).

نقلا عن http://libcom.org/library/a-review-of-kropotkins-the-conquest-of-bread
ترجمة مازن كم الماز