من قتل رحيم الغالبي؟


نعيم آل مسافر
2011 / 7 / 8 - 12:31     

من قتل رحيم الغالبي؟؟؟
  
الى المفتش العام في وزارة الصحة المحترم ..
الى اللجنة الصحية في مجلس محافظة ذي قار المحترومون ..
إلى السيد رئيس صحة ذي قار المحترم  ..
إلى من يهمهم الأمر .. 
لابد ان أكثركم يعرفون الشاعر الكبير رحيم الغالبي . ولمن لا يعرفونه فهو : شاعر سبعيني شريف لم يهادن على حساب الحقيقة . وتعرض للأذى والإضطهاد بسبب موقفه النبيل هذا . وكانت نتيجة صبره ورفضه مع بقية الشرفاء أن تحرر العراق من الطغمة الفاشية التي تحكمه .. ولم يستفد من ذلك التحرير سوى فرحه في الأيام الأولى برؤية مدينته خالية من (الزيتوني) .
رحيم لم يساوم على وطنيته طوال عقود من الظلم والاستبداد . بقي صامدا ورفض مغادرة العراق مع من غادروا ، وعادوا بعد ذلك معارضين يتسنمون المناصب . والمغادرة المؤهل الاكبر في استلام تلك المناصب .
عموما رحيم الغالبي أديب فذ ، وأثرى الساحة الأدبية بنتاجه الثر لعقود طويلة ، وهو أعرف من أن يعرف . 
تعرض رحيم ذات صباح لحروق في جسده ونقل على اثرها إلى (مستشفى الحسين التعليمي) . وكان يمكن أن يشفى منها لولا الإهمال المتعمد الكبير ، الذي تعرض له في المستشفى سيء الصيت. 
فلا إنسانية في تعامل المنتسبين الذين يتعاملون بتعال أجوف . ثم هل هو مستشفى أم معتقل؟ وسجن الناصرية أنظف بكثير من هذا المستشفى . فقد زرته قبل فترة ورأيت النظافة بادية فيه . وذكر لي مدير السجن السيد (عباس) ان السجناء يتصلون به ليلا ويطلبون إطفاء منظومة التبريد لأن البرد يؤذيهم في هذا الصيف القائظ . وهو سجن مليء بالأرهابيين والقتله . 
أهكذا يعامل الإرهابي ؟ وكذا يعامل المواطن الشريف ، وهو مريض؟ (مالكم كيف تحكمون).
مامعنى أن يمر الطبيب المختص على المريض ولا يتكلم ؟ والمريض ومرافقيه ينتظرون كلمة طيبة منه ، وهذا واجبه . وان كان عاجزا عن علاجه لماذا لم يقل لهم ذلك بوقت مبكر ؟ لينقلوه الى بغداد أو إلى الخارج . هل كان ينتظر أن يزوروه الى عيادته من اجل ثمن بطاقة الكشف؟ فقد قال لهم بعد سبعة ايام من المعاناة وبعد زيارتهم له في عيادته ، أن حالة المريض ميؤوس منها . 
وبعد أن قبض ثمن هذه الكلمة ونطقها ، تم نقل المريض إلى مستشفى مدينة الطب التعليمي في بغداد . وكانت الامور مختلفة وكأنه في بلد آخر . أوليس بلدنا واحدا؟ ووزارة الصحة واحدة؟ حيث كانت المعاملة إنسانية تماما ً . وقال الأطباء هناك : لانصدق أن هذا المريض كان في مستشفى ، بل كان في البيت وهذا ( طب عرب ) .
 كان هناك حمام لغسل مرضى الحروق في مدينة الطب ولم يتوفر مثل هذا الحمام في (مستشفى الحسين التعليمي) . وهذه ادانة بحد ذاتها . وما هو السبب؟
وما معنى أن تمنع زيارة مرضى الحروق لمنع التلوث ؟ علما ً أن  دورات المياه متصلة بردهة قسم الحروق مباشرة ، وهذا قمة التلوث !!! ثم يطلبون من مرافيقه إخراجه إلى ساحة المستشفى ليتعرض لأشعة الشمس؟ في يوم تتعرض فيه المدينة إلى عاصفة ترابية !!! وفي ذلك إدانة أخرى واضحة .
وغير ذلك من الممارسات اللاإنسانية التي يتعرض لها المرضى ومعروفة للجميع . والمواطنون لا يشتكون بسبب تعقيد الاجراآت ، وربما لانهم لايجدون آذانا صاغية لشكواهم . 
حالة رحيم ليست الاولى والأخيرة ، فقد توفي الكثيرون بسبب الإهمال المتعمد من المنتسبين ، هذا وهم ملائكة الرحمة ، إذن كيف سيكون الأمر لو كانوا ملائكة العذاب؟ 
وكما هو معروف شرعا ً وقانونا أن المريض الذي يموت في المستشفى بسبب الإهمال يكون دمه في عنق المتسببين في ذلك ..
إذن من قتل رحيم الغالبي؟؟؟ وإن كان من قام بذلك قاصرا ً أو مقصرا ً فالأمر سيان .  
ارجو من السادة المسؤولين اتخاذ التدابير والأجراآت الازمة للحد من ذلك . ونشر ردهم وماقاموا به من إجراآت في وسائل الإعلام ليعرف المواطنون انهم في بلد القانون . علما أني اعرف مسؤولين وطنين في الجهات المعنية بالشأن الصحي ، ولا اريد أن احكم جزافا على من لا أعرفهم ، حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الأسود . 
وان لم يقوموا بواجبهم الذي هو تكليف لا تشريف ، وأمانة في أعناقهم يحاسبهم عليها الله والشعب طال الزمن أو قصر . فسأذكر في المقال التالي التفاصيل بالأسماء والشهود .. علما أن مرافقي المريض منتسبين في الصحة ولديهم الأدلة الكافية .. وسنتقدم بشكوى رسمية إلى أعلى الجهات فور انتهائنا من مراسم العزاء وحيثياته . وسنستخدم كافة الوسائل السلمية لتحقيق الغاية المبتغاة ، حفاظا على حياة المواطنين . 
والله من وراء القصد ..