ثورات بطيخية فشلت ج 2 جورجيا


محمد كوحلال
2011 / 6 / 27 - 17:35     

مقدمة كاتب و أكاديمي من العيار الثقيل من مصر المحروسة
// ثورات المواطنين الديمقراطية لا تغير مجتمعاتها و دولها بين ليلة و ضحاها , بل هي تطلق طاقات التغيير الفردية و الجماعية و قد تنجح شريطة الحفاظ على قوة دفعها و مكتسباتها الأولى و التفعيل طويل الأجل لطاقات التغيير في بناء المجتمع الجديد و الدولة الجديدة...//. عمرو حمزاوي
حياكم الله أيها الإخوة و الأخوات , من مراكش حتى المنامة , أحييكم مرة ثانية تحية نضالية عالية ,عربية امازيغية افريقية .
اربطوا الأحزمة بليززززززززز الأمر يستدعي منكم ذالك
بعد فورة أوكرانيا انتقل بحضراتكم , و نحرك المجاديف صوب جمهورية قريبة , و السهم سوف يسقط في قلوب الغشاشين, اللذين لبسوا لبوس الثورة و هي ,أي الثورة , بريئة منهم.
جمهورية جورجيا فقيرة لا تملك ما بحوزة جارتها أوكرانيا .
شهر تشرين الثاني / نونبر 2003 انطلقت موجة شعبية بسواعد الكادحين الدراويش على كل شبر من تراب الجمهورية الجورجية. سميت / الفورة الوردية/ ب ثورة الورود, حيت وظف اليساري الغشاش أبو وجهين متناقضين , الورود في حملته ضد الاستبداد و الفساد المالي و السياسي الذي عم البلاد و أرهق العباد , ضد الرئيس الجورجي آنذاك , ادوارد شيفرنادزه ’ السياسي و آخر وزير في الاتحاد السوفيتي, الذي داع صيته في عالم الدبلوماسية الدولية و السياسي الذي احترمه احتراما كبيرا. لان ملفه السياسي و الدبلوماسي كان زى اللبن / الحليب / .أبيض اكتر بياضا من مسحوق أرييل. لكن الإنسان معرض للتغييرات مع مرور الدهر و تقلباته, و السياسة لعينة, و قد تمس حتى قناعات و مبادئ الفرد بالمجتمع ...
اللهم لا شماتة ..
نظرا للفساد الذي حط على كل قطاعات البلاد , طالب الشعب برحيل ’ شيفرنادزه ’ و بعد مد و جزر بين السلطة والشعب , سقط الرئيس بقوة الشارع الجورجي المتماسك كالبنيان المرصوص, لبنة تبوس أخرى أخخخخخخخخخخخخخخخ ... يا عيني.. يا عيني ..
الفورة تزعمها نائب برلماني و عمدة محافظة ’ تبيلسي’ العاصمة و معروف بخطبه الجياشة و أسلوبه السياسي الذي اعتمده لإقناع الجماهير باللحاق بمركبته للإطاحة بالرئيس.
قائد الفورة الوردية , هو الزعيم الجورجي المعروف و يدعى ’ميخائيل ساكاشفيلي ’ و هو القائد الفعلي للفوة الجورجية. و عندما كان الثوار الشباب ينتفضون , استغل الثوري الغشاش ’ ميخائيل ’ خطاب الرئيس المخلوع ’شيفرناذزه’ و اقتحم قبة البرلمان و قاطع خطاب الرئيس المخلوع , رافعا في وجهه وردة حمراء و يطالبه بالرحيل.
سقط حكم الرئيس و استلم الثوريون الغشاشون مقاليد الحكم بجمهورية جورجيا , بعد انتخابات حصل فيها الثوري المزور ’ على نسبة 93 في المائة من أصوات شعب جورجيا الفقير و خلال أربعة أعوام بالتمام و الكمال , من حكم الزعيم النصاب انتفض المتظاهرة و تحركت كل شوارع البلاد و عمت الاحتجاجات كل بلدة و محافظة بالجمهورية الجميع يطالب برحيل الرئيس الدكتاتور ’ميخائيل ساكاشفيلي ’ و عرفت العاصمة ’ تبيلسي ’ أكبر انتفاضة في تاريخ الجمهورية البيضاء و ذالك مرده للأوضاع الزفت المنيلة التي حطت على عهد الرئيس الذي نط على أكتاف الجماهير . فقد وصلت العطالة إلى نسبة مخيفة 40 في المائة , فاستجاب الرئيس لمطالب الشعب , بالرصاص المطاطي الذي كان يلعلع في أفق العاصمة تم الهراوات و القمع , و أطلق يد الاستخبارات تعتقل الوجوه التي تحرك الشارع الجورجي , و تقتحم حرمة ديارهم .
حملة شرسة قادها الخطيب و الثوري الذي ضحك على الشعب و استغل أوضاعهم المتناكة لتحقيق مكاسبه السياسية . لكن و ألف لكن , لم يستسلم الشعب الجورجي, و لم ينحني للرصاص و القمع , بل ارتفع مؤشر المقاومة. لان الشعب أحس , بالحكرة , و الاحتقار و الحسرة. فما كان على الرئيس الدكتاتوري إلا أن وضع شحمة أدنيه لساسة البيت الأبيض ,طالبا المشورة للخروج من المأزق بأقل تكلفة. حيت نصحته ماما أمريكا بتنظيم انتخابات , و هو ما كان و مرت الانتخابات تحت بنض عريض . تزوير و تدليس و شراء أصوات بعض زعماء الثورة اللذين باعوا ضميرهم بحفنة من الدولارات , ليعود الرئيس إلى منصبه و قاعدته سالما غانما بنسبة 51 في المائة . فقد اجمع الإعلام المحلي و الدولي على ان الانتخابات الجورجية عرفت خروقات جمة.
تلك أيها السادة الكرام كانت شعلة و ثورة لم يكتب لها النجاح و الاستمرارية , فقد عاد الشعب يرفل همومه و معاناته في بلد فقير جدا جدا . لقد ركب المزيفون باسم الثورة على ظهور البسطاء للوصول إلى الحكم. و رغم ذالك ظل الشعب الجورجي يصف الرئيس بأبشع الصفات فهو المستبد الجبار الدكتاتور , الذي لا يتوانى عن قمع أي انتفاضة حتى و لو كانت مكونة من 10 أنفار بوحشية.
خاتمة مفكر بحريني من العيار الثقيل و بعدها.. باي
// إننا اليوم في مرحلة تحول تاريخي صعب , و لكن زاد من تعقيداته أننا ثوريون و محافظون , أرجأنا مواجهة متطلبات ’ الحسم ’ التاريخي في التطور و الإصلاح الحقيقي الذي لا بد منه . و غالطنا و مازلنا أنفسنا بالإعلام الزائف , حتى طفح الكيل , إنها فواتير التطور التاريخي التي أجلناها و تهربنا منها شعوبا و أنظمة و مفكرين. و ها هي ساعة الحسم , و أرجو ألا تكون ساعة العقاب // محمد جابر الأنصاري