سورية المعمدة بالدم


ثائر الناشف
2011 / 6 / 12 - 10:38     

سيسجل التاريخ في صفحاته ، أن ثمة عصابة مارقة حكمت سورية في القرن العشرين ومطلع القرن الحالي بالحديد والنار، واستخدمت في سبيل إدامة تسلطها وهيمنتها على رقاب الشعب ، أعتى أشكال القوة والغطرسة .
ليس غريباً على تلك العصابة البربرية أن تَعمَدَ إلى قتل البشر والشجر والحجر ، ليس غريباً عليها أن تصادر حرية الشعب وكرامته ، إن كان ذلك يوفر لها أسباب البقاء إلى أجل غير مسمى .
جرائم عصابة الأسد ، تعدت كل الخطوط الحمر، فهي ليست ضد عدو يتربص بأمن الوطن، بل هي ضد الشعب الذي ينتفض الآن لاستعادة كرامته المهدورة تحت نعال قطعان العصابة الباغبة .
إن ما يجري اليوم في سورية ، لهو مشهدٌ مهيبٌ ومريع ، لم يتكرر في مشهد الثورات العربية ، حيث يَظهر إصرار الشعب على انتزاع حريته بصدوره العارية ، رغم غزارة الرصاص المنهمر من كل حدب وصوب ، رصاص ميليشيات العصابة المحتلة .
ورغم الألم والمرارة التي يعانيها الشعب السوري ، إلا أن بشائر النصر ، باتت قريبة ، قرب الساعة التي سترحل فيها العصابة عن تراب سورية بعد أن تنال جزاءها العادل .
وقبل أن ترحل العصابة ، يبدو أن رئيسها القاصر، يعد العدة الآن للانتقام من الشعب الثائر، استباقاً لساعة رحيله التي لا ريب فيها ، بعد أن فشل في دق الأسفين بين أبناء الشعب الواحد.
ولن يعيد التاريخ نفسه، فسورية اليوم ، بشعبها الحي، ليست كسورية الأمس، المطوقة بأسوار الخوف، وإن استطاعت العصابة اجتياز العاصفة الشعبية في ثمانينات القرن الماضي، فلن تستطيع اجتيازها اليوم، والشاهد على ذلك هو التاريخ.