الثورة العربية تحاصر الاحتلال


حزب دعم العمالي
2011 / 6 / 5 - 09:39     

بيان حزب دعم العمالي


تتزامن الذكرى الرابعة والأربعين للاحتلال الاسرائيلي، مع الثورات الديمقراطية التي تزلزل عالمنا العربي، مما يبعث الأمل بأن الشعب الفلسطيني لم يعد وحيدا في معركة الحرية التي كلفته ثمنا باهظا في الأرواح والممتلكات. ملايين العرب المطالبون بإسقاط النظام وإحلال الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، يصنعون بأيديهم حاضرهم ومستقبلهم ويدلّون العالم اجمع على الطريق الصحيح للحصول على الحقوق المسلوبة.

بعد 44 عاما من بطش الاحتلال الاسرائيلي، يواجه الشعب الفلسطيني واحدة من أحرج مراحل نضاله. فقيادته، بشقيّها فتح وحماس، فشلت في تحريره بل عمقت معاناته وأحالت حياته إلى جحيم، وذلك منذ التخلي عن النضال الشعبي واتباع مسار المفاوضات العبثية باوامر امريكا أو المقاومة المتطرفة باوامر ايران. وليست المصالحة بين فتح وحماس الا محاولة لانقاذ الذات، دون التوافق على برنامج عمل وإستراتيجية نضالية مشتركة، مما يشل العمل السياسي بدل تعزيزه.

لسنوات طويلة استفادت اسرائيل من الانقسام الفلسطيني والعربي وادعت بعدم وجود شريك للاتفاق، كذريعة لادامة احتلالها وتوسيع استيطانها. ولكن سقوط نظام مبارك أفقدها الحليف الاستراتيجي الأهمّ في المنطقة الذي ساعدها بشكل فعال في حصار الشعب الفلسطيني. ان الثورة المصرية الباسلة تضع اسرائيل في محنة تاريخية حقيقية، وهي اليوم تواجه عزلة دولية وضغوطا لإنهاء احتلالها وتهديدا بفقدانها الشرعية.

لقد وضعت الثورة العربية اسرائيل في مواجهة غير مسبوقة مع الرئيس أوباما الذي اوضح لاسرائيل في خطابه بأن عليها الاصطفاف داخل السرب، لان الوقت لم يعد يلعب لصالحها. امريكا تدرك ان التصريح بدعمها للديمقراطية وحقوق الشعوب العربية لا يكفي، بل يتطلب موقفا واضحا ضد الاحتلال الاسرائيلي. لذا وضع اوباما في خطابه خطا فاصلا وواضحا هو خط ال67، كأساس للحدود بين اسرائيل والدولة الفلسطينية مع تبادل الأراضي، الأمر الذي أثار نقمة الحكومة الاسرائيلية.

ان خطاب نتانياهو امام الكونغرس ذي الاغلبية الجمهورية المعارضة لاوباما، عمّق الخلاف العلني بين الرئيسين. فقد جند نتانياهو الكونغرس لموقفه الرافض لحدود 67، لتقسيم القدس الى عاصمتين والبحث في قضية اللاجئين. نتانياهو لا يؤمن بالثورة العربية بل يراهن على ان يسيطر عليها الاخوان المسلمون لتعود اسرائيل من جديد الى حضن الاجماع الدولي وتبقى للأبد الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.

اننا كحزب دعم العمالي نؤكد ان الثورات الديمقراطية العربية هي الاطار السليم لتحرير الشعب الفلسطيني. لقد أثبتت الشعوب العربية في تونس، مصر، اليمن واليوم سورية، انه لا بديل اليوم عن التحرك الجماهيري السلمي. ان الانتفاضة السلمية القائمة على أساس برنامج ديمقراطي بعيد عن الفساد والرأسمالية من ناحية وعن الأصولية الدينية من ناحية أخرى، كفيلة بطرد الاحتلال ودحر الاستيطان.

ان هذه الثورات نفسها، تضع الجمهور الاسرائيلي امام خيار مصيري: إما دعم نتانياهو وحكومته اليمينية أو الوقوف إلى جانب الشعوب العربية المناضلة من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. ان الثورة العربية هي فرصة للتغيير الجذري داخل اسرائيل، وتحويل عدم الثقة بالسياسة والسياسيين الفاسدين، والنقمة على الظلم الاجتماعي والعنصرية تجاه المواطنين العرب واستغلال العمال والتعب من الحروب ومواجهة العالم كله بسبب الاحتلال - الى قوة سياسية اجتماعية جديدة تقول بوضوح: لا للحرب، لا للاستيطان، لا للاحتلال، نعم للسلام، نعم للثورة العربية نعم للديمقراطية والعدالة الاجتماعية.