أوراق الأسد المتساقطة


ثائر الناشف
2011 / 5 / 24 - 08:40     

في ظل الربيع الثوري الذي يعيشه الشعب السوري ، والخريف الأخير الذي يعصف بنظام الأسد ، تتساقط أوراقه الملطخة بدماء الشعب الثائر ، بانتظار سقوطه المدوي عن عرش الفساد والاستبداد الذي ورثه عن والده في ليلة ظلماء لا قمر فيها.
رعبٌ حقيقي ، يعيشه نظام بشار أسد ، ويحاول نقله إلى الشعب الثائر ، الذي كسر حاجز الخوف ، وخرج عن صمته المطبق ، بعد أن استلهم من معاني وقيم ثورات الأشقاء في تونس ومصر وليبيا واليمن .
فها هي أوراق النظام بدأت تتساقط واحدة تلو الأخرى ، سواء ما تعلق منها بسياسته الخارجية أو الداخلية ، لأن دماء الشهداء الأبرار الذين قضوا برصاص الغدر والخيانة ، لا تسقط بالتقادم ، ولا تفتر إلا بسقوط السفاح .
فعندما تتصالح حركة حماس مع فتح ، بعد سنوات طويلة من الجفاء ، فهذا يعني أن ما في يد النظام من أوراق سياسية يساوم بها على حساب معاناة الأشقاء الفلسطينيين ، يعني أن ثورة الكرامة قضت مضجعه وزادت من تخبطه وتعثره ، وجردته من أهم أوراقه الأقليمية .
وعندما يشرع الاتحاد الأوروبي بفرض حزمة من العقوبات الرادعة على مسؤولي النظام ، ومن ثم يستكملها بإدراج رأس النظام ضمن القائمة السوداء ، فهذا يعني تجريده من الشرعية الدولية ، يضاف إليها حزمة العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية ، واللغة التحذيرية من مجلس حقوق الإنسان الدولي ، ممثلاً بالمحكمة الجنائية الدولية التي تتحفز لإصدار أحكامها في أي لحظة .
ولعل أهم ورقة فقدها نظام الأسد، هي الورقة الداخلية التي تتمثل هنا بما يسمى بالشرعية الشعبية أو الوطنية ، وفقدانه لهذه الورقة ، تجلى بالغضب الجماهيري الذي عم المدن والبلدات والقرى ، وبقتله المتعمد للمتظاهرين العزل وإجهازه على الجرحى في الشوراع والمستشفيات .
إن فقدان نظام الأسد لتلك الشرعية الزائفة، المبنية على البطش والغطرسة وخداع الشعب وإرعابه ، سيعني في نهاية الأمر ، سقوط آخر أوراقه المخضبة بدماء الأحرار .