اسماء اغبارية زحالقة الناطقة باسم حزب دعم العمالي في إسرائيل في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التحديات امام بناء حزب يساري عمالي في اسرائيل على ضوء الثورات العربية.


اسماء اغبارية زحالقة
2011 / 5 / 15 - 13:08     

  أجرت الحوار: بيان صالح
من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا – 51 - سيكون مع الأستاذة اسماء اغبارية زحالقة  الناطقة باسم حزب دعم العمالي في إسرائيل حول: التحديات امام بناء حزب يساري عمالي في إسرائيل على ضوء الثورات العربية.

1- ما هو موقفكم من الثورات العربية، وتحديدا مصر وسورية؟

يقف حزب دعم العمالي موقف التأييد الكامل للثورات الشعبية الباسلة التي تعم اليوم الوطن العربي، يوحّدها شعار: "الديمقراطية والعدالة الاجتماعية". هذا الشعار افتتح مرحلة تاريخية جديدة، وطوى عقودا طويلة من الاستبداد والقمع والخوف، ونقل المجتمع العربي بسرعة البرق من العصور المظلمة إلى القرن الحادي والعشرين، والأهم انه فرض على ارض الواقع "الرأي العام العربي" كعنصر فعال ومؤثر يجب اخذه منذ الآن بالحسبان.
إن قوة هذه الثورات هي في انها كسرت المعادلة الثنائية التي سادت على مدار الثلاثين عاما الأخيرة، والتي احتكرتها "قوى الممانعة" و"قوى الاعتدال" وتم خلالها تغييب وتهميش قضايا الشعب وهمومه الحقيقية. في هذه الثورات خرج الرأي العام العربي ليقول ان هناك تيارا ثالثا جديدا ولد، تيارا شعبيا ديمقراطيا، لا ينتمي الى هؤلاء ولا الى هؤلاء، بل ينتمي الى حقوق الناس بالحرية والديمقراطية والعدل الاجتماعي.
هذا الادراك العميق وفضح كذب رواية الانظمة بان اسرائيل هي السبب في كل مصائب العرب (دون اعفائها من مسؤولياتها الجسيمة)، والفهم بان انظمتها نفسها استعملت اسرائيل كفزاعة لتصدير الازمات للخارج وحرف الانظار عن سياستها التي ادت للفقر والبطالة، للحفاظ على الحكم. وكان حرق عمال غزل المحلة لصورة مبارك عام 2008 محطة هامة في تحديد العدو الرئيسي للشعب والعمال وهو نظامه المستبد الرأسمالي. هذا الفهم كان واضحا ايضا في التحول الذي قامت به حركة كفاية عندما انتقل عناصرها من الزعيق ضد اسرائيل وامريكا الذي ابسط النظام المصري وأراحه، الى تحديد مبارك كهدف استراتيجي لنضالهم.
لا شك ان القشة التي قصمت ظهر البعير، كانت الدمج بين الطبيعة الاستبدادية والفاسدة لنظام الحكم وبين النهج الاقتصادي الرأسمالي النيوليبرالي الذي جرى "نسخه" الى دول عالم ثالث تنعدم فيها الديمقراطية وشبكة الأمان الاجتماعي، وتفوق فيها البطالة النسب المعقولة. وكانت نتيجة سياسة الخصخصة تعميق الفجوات الاجتماعية بين قلة من الحكام والمقربين منهم الذين نهبوا ثروات البلاد، وبين الأغلبية الساحقة الماحقة من الشعب التي كان عليها الاكتفاء بالفتات. في ظل الغليان الشعبي المتزايد، اصبح الانفجار مسألة وقت، وها نحن اليوم نشهده بقلوب مفعمة باليقين بان التغيير صار امرا واقعا.
يولي حزب دعم اهمية قصوى للعوامل الاقتصادية التي أنضجت الثورات الشعبية. وقد بدا واضحا الدور النضالي الكبير الذي لعبته الطبقة العاملة العربية وخاصة في مصر في التمهيد للثورة على مدار العقد السابق، والذي بلغ ذروته في إضراب عمال الغزل والنسيج في المحلة الكبرى عام 2008 مما شكل إلهاما للشباب المصري. وكان دور العمال المصريين بارزا في خضم الثورة نفسها، وكان الدمج بين الشباب الطامح للحريات وبين العمال الطامحين لتحسين ظروف العمل والمعيشة مصدر قوة الثورة. ولا تزال الاضرابات والمظاهرات اليومية وانتزاع الحق الاساسي بالتنظيم النقابي، من اعمدة الثورة ومن أهم الضمانات لحماية مكاسبها واستمرارها حتى تحقيق كامل مطالبها، خاصة على ضوء المحاولات الحثيثة من جماعات النظام القديم للانقلاب على الثورة والتمرد على عجلة التاريخ.
ان الديمقراطية بحد ذاتها لا تضمن العدالة الاجتماعية، بينما العدالة الاجتماعية هي التي تضمن إرساء الديمقراطية. ومن هنا، فلا بد توحيد جهود شباب الثورة البواسل مع جهود العمال ونقاباتهم واحزابهم والاضطلاع بادوار رئيسية وقيادية في المرحلة الانتقالية لحماية الثورة من اعدائها وتأسيس المجتمع العصري الذي يليق بالشعب.
مصير الثورة المصرية سيحدد بدرجة كبيرة مصير الثورات العربية الاخرى، وخاصة تلك التي اندلعت في سورية، قلب المشرق العربي. فسورية ترزح تحت حمل شبيه من فساد وكم للأفواه وكتم للحريات وفقر، دفع بالمناطق الريفية اولا للتحرك حيث الضغط والفقر اكبر، ولكن لا بد ان تنضم دمشق ايضا، اذا استمر نظام الأسد في سياسة ابادة شعبه المطالب بأبسط الحقوق الانسانية وهي الحرية. وقد تكون اهمية الثورة السورية في انها بيان شعبي صريح بأن الشعوب العربية تريد ان يهتموا بهموم حياتها وانها لم تعد تشتري الأوهام التي بثتها شعارات المقاومة التي لم يكن يوما هدفها القضاء على اسرائيل بل قمع الشعب والحفاظ على الحكم.
ان الثورات الديمقراطية العربية تفتح المجال لتغيير اجتماعي جذري، ولكن امكانيات تقدمها نحو العدالة الاجتماعية تبقى مرهونة بنهضة النقابات والطبقة العاملة خاصة في العالم الغربي ضد النظام الرأسمالي النيوليبرالي الذي يتحدث باسم الديمقراطية ولكنه يفرغها من مضامينها الحقيقية، ويجر العالم نحو المزيد من الفقر والأزمات البنيوية العميقة.
ان حزب دعم يرى نفسه امتدادا لهذا البحر العربي المهيب، ولهذه الحركة التقدمية الرائعة، فهي تتناسب مع برنامجنا وموقفنا الذي اتخذناه منذ تأسيسنا كحزب عام 1995 على أساس مناهضة اتفاق أوسلو الجائر. فقد كان موقفنا ولا يزال بناء خيار ثالث، يساري أممي، مستقل عن كلا المحورين اللذين حكما المنطقة عقودا طويلة، وهما محور الممانعة وعلى رأسه ايران وسورية وحماس ومحور الاعتدال وعلى رأسه امريكا، اسرائيل، مصر مبارك، السعودية، وسلطة فتح. ولم يكن من السهل البقاء خارج الاجماع طوال تلك المدة، علما ان الاحزاب بما فيها اليسار اصطفت وراء احد المحورين، ولكن ايماننا اليقين بان الثورة في العالم والعالم العربي هي امر قادم لا محالة، جعلنا نبذل جهودنا في بناء هذا الخيار الثالث، وبناء الحزب والنقابة، والنشاط في صفوف العمال من عرب ويهود لتنظيمهم نقابيا وسياسيا، من اجل تحقيق التغيير السياسي والعدالة الاجتماعية.
 

2- كيف ستؤثر هذه الثورات على الصراع العربي الاسرائيلي؟

لقد هزت الثورات العربية الشرق الأوسط وزلزلته زلزالا شديدا، انضمام شعوب الدول الممانعة والدول الموالية وراء المطالبة بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية، اخرج العرب من عزلتهم وشملهم في اسرة الدول التي حققت المطالب ذاتها كامريكا اللاتينية وغيرها، وبالمقابل وفي نفس الوقت، حشر اسرائيل ونظامها العنصري والاحتلال في زاوية ضيقة وضاعف عزلتها.
الحكومة الاسرائيلية تقف مربكة ازاء التطورات المتسارعة حولها، وهي لا تعرف كيف تهضم الثورات وتحدد موقفها منها، إنها تعرف العالم من منظور "معي أو ضدي"، ولا تريد ان تستوعب ان هناك للشعوب ارادة وحقوق وقضايا، لا علاقة لها باسرائيل ولا تقل اهمية عن الصراع الدائر معها. لذا تؤثر اسرائيل رفض الاعتراف بان طموح الثورات العربية هو الديمقراطية فعلا، وتروّج الى ان هدفها إعلاء انظمة متطرفة الى سدة الحكم، كالاخوان المسلمين والقاعدة وما شابه. بالنسبة لاسرائيل العرب لا يفهمون الا لغة الاستبداد والقوة، وهم غير قادرين على تقرير مصيرهم، او كما صاغها عمر سليمان بدقة: "غير ناضجين للديمقراطية".
هذا الانكار هو محاولة يائسة للابقاء على الادعاءات الاساسية لاسرائيل، وهي انها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط وانها الامتداد الطبيعي للغرب، وان العرب سيلقون بها الى البحر مما "يضطرها" لتعزيز احتلالها للضفة وغزة والجولان، وترسيخ عقيدتها بان امنها هو مبرر للدوس على حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق العرب عموما.
ان ما تخشى منه اسرائيل هو "الرأي العام العربي" الذي أسقط عنها دفاعاتها الاساسية، والتي تتجلى في الانظمة الموالية والممانعة على حد سواء. فاسرائيل كانت بحاجة الى مبارك لإعطاء الغطاء لتنازلات السلطة الفلسطينية ولحبك سياستها الحربية ضد غزة ولبنان. ولكن محور الممانعة خدمها بدرجة لا تقل اهمية، فقد استغلت الخطاب المقاوم العدائي، لتبرر عقيدتها الأمنية بأن العرب غير مستعدين للصلح واستغلت ذلك اما للتعنت في المفاوضات واما لضرب العرب عسكريا. وكان الانقسام في العالم العربي وما قابله من انقسام في الساحة الفلسطينية، بين المعسكرين ابلغ ضمان لادامة سياسة التعنت والرفض الاسرائيلية، وعدم الوصول الى تسوية مرضية مع الفلسطينيين.
الثورات العربية انهت الانقسام في العالم العربي، وخلقت توازنات اقليمية جديدة، الأنظمة الجديدة التي تتشكل او ستتشكل في العالم العربي ستضطر ان تأخذ بالحسبان الرأي العام العربي، والرأي العام العربي واضح في موقفه المعارض للمهادنة مع اسرائيل وامريكا، ومعارض ايضا للمقاومة الاسلامية المتطرفة، وطرح خيار المعارضة الشعبية السلمية كخيار ثالث، لا بد ان يجد تعبيره في التعامل مع الصراع مع اسرائيل.
الرأي العام العربي يحدد موقفه من امريكا حسب موقفها من الاحتلال الاسرائيلي، الأمر الذي سيفتح الباب امام تغيير في سياسات الادارة الامريكية التي تريد الحفاظ على علاقات مع الشرق الاوسط المتغير. ولا بد ان يؤثر الوضع الجديد على العلاقات (المتأزمة اصلا) بين امريكا واسرائيل.
 

3- ما هي برأيكم إمكانيات حل القضية الفلسطينية، هل تدعمون - دولة واحدة ثنائية القومية - ام حل الدولتين؟

الحل الأمثل بالنسبة لنا كاشتراكيين هو قيام دولة واحدة اشتراكية، ضمن محيط اشتراكي عربي. ولكن لا يجب ان يقود هذا الموقف الى الخروج عن الاجماع الدولي والعربي بضرورة إنهاء الاحتلال الاسرائيلي لمناطق ال67 فورا. موازين القوى العربية والدولية اليوم تضع أسسا جديدة لامكانية الوصول الى حل فوري يرفع القهر والقمع عن الشعب الفلسطيني من خلال إنهاء الاحتلال وإزالة المستوطنات.
هذا السؤال يجب ان يكون محورا اساسيا في العمل الدبلوماسي والمقاوم للشعب الفلسطيني في المرحلة القادمة، بهدف الوصول الى اتفاق يزيل الاحتلال ويضمن للشعب الفلسطيني السيادة الكاملة في حدود الرابع من حزيران 1967، وبناء اقتصاد مستقل عن الدول المانحة واسرائيل، وضمان السيطرة المطلقة على الحدود ووقف التعاون الامني مع اسرائيل. أي المطلوب هو اعادة بناء المجتمع والاقتصاد والاجهزة السياسية والامنية على نحو يتلاءم مع المرحلة التي تمر بها المنطقة.
لا شك ان نقطة الضعف الاساسية اليوم هي الانقسام الداخلي الفلسطيني بين تيارين قادا الشعب الى طريق مسدود؛ خيار سلطة فتح المفاوضات العبثية والتبعية التامة لاسرائيل وامريكا وما رافقها من فساد واستبداد، وخيار المقاومة الاسلامية التي تعتمد على برنامج اصولي متطرف وقمعي. المصالحة التي تمت مؤخرا بين الفريقين لا تضمن زوال الفجوات السحيقة في المواقف السياسية، وعدم الاتفاق على حد ادنى من البرنامج السياسي الذي يمكن ان يقود الشعب للخروج من محنته.
ولا شك ايضا ان الثورات العربية، وخاصة في مصر وسورية، قد افقدت فتح وحماس حليفيهما واضطرتهما للتعاطي مع المتغيرات من حولهما. كلا الحركتين تدركان انهما جزء من العالم القديم وان الثورات موجهة ضد ما يمثلانه ايضا. ومما لا بد منه ان المناخ الثوري الجديد يعطي دفعة لبروز قوى سياسية جديدة على الساحة الفلسطينية، بدأنا نشهد بذورها في الحراك الشبابي، وهذه القوى يمكن ان تطرح برنامجا ديمقراطيا جديدا، بعيدا عن التبعية لاسرائيل وامريكا من جهة وعن التطرف الاسلامي من جهة اخرى، وأقرب الى القوى السياسية الشبابية والعمالية التي نشأت في مصر والتي قالت لا لسلطة مبارك الموالية لامريكا ولا للاخوان المسلمين ولبرنامجهم الطائفي غير الديمقراطي.
وكيف تقيّمون مواقف اليسار العربي من القضية الفلسطينية؟
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بدأت الاحزاب العربية اليسارية بمراجعة مواقفها، وكان ذلك تعبيرا عن تراجع جارف عن المبادئ الاشتراكية الثورية، وتفكك اليسار الى شظايا. وراح كل يفتش لنفسه عن معسكر يلوذ به، فبعض هذه الاحزاب كان اقرب للاعتدال وتماشى مع مواقف الانظمة سواء في مصر او لبنان او فلسطين، بحثا عن البقاء السياسي، وبعضها الآخر كان اقرب للمانعة ووجد نفسه في خانة واحدة مع الاسلام المتطرف الظلامي. في كل الحالات تنازل اليسار العربي عن اقتراح برنامج بديل، ومن هذه الناحية ترك الساحة خالية للحركات الاسلامية تصول وتجول فيها دون منازع، وتحتل عقول وعواطف الجماهير الواسعة، مما افقد اليسار عقدين من الزمان في دعم خيارات عقيمة، على نحو لم يقدم ولم يؤخر.
خلال الثورات العربية وخاصة في مصر بدأ يبرز على العلن دور شخصيات وحركات واحزاب يسارية شيوعية واشتراكية نشطت سرا، في التمهيد للثورة ودعمها، دون قيادتها. ومما لا شك فيه ان هذه الثورات لا بد ان تفتح الباب واسعا امام النشاط اليساري الاشتراكي لإعادة صياغة مواقفه من جديد، لتتلاءم مع المرحلة الجديدة على اساس النشاط الجذري في صفوف الطبقة العاملة، بعيدا عن التبعية للتيارات القائمة.

 
4- هل لديكم عمل وتنسيق مشترك مع الحزب الشيوعي الإسرائيلي؟

كانت المجموعة المؤسسة لحزب دعم جزءا من "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" التي يشكّل الحزب الشيوعي عمادها الاساسي، غير ان العلاقة انقطعت على خلفية دعم الجبهة لاتفاق اوسلو عام 1995 وتصويتها معه في الكنيست، ودخولها "الكتلة المانعة" التي دعمت رئيس الحكومة حينها، يتسحاق رابين. وانتهجت الجبهة سياسة "أهون الشرين" لتبرر دعمها العلني لمرشح حزب العمل لرئاسة الحكومة، شمعون بيرس، عام 1996 ثم ايهود باراك عام 1999، ناهيك عن مشاركة نواب الحزب في السلطات المحلية في ائتلافات رؤساء البلديات من حزب العمل، الليكود وكديما على مدار السنوات، في تل ابيب وحيفا واللد والرملة وغيرها.
في الانتفاضة الثانية عام 2000، انقلب الحزب الشيوعي من هذا الموقف 180 درجة، وتحول الى خطاب دعم المقاومة وايران وحزب الله، الى درجة لم تدع مجالا للتعاون فيما بيننا وذلك لمناهضتنا كلا الموقفين. ولا بد من القول ان دعم معسكر الممانعة يعبر عن موقف العرب في الحزب بما في ذلك امينه العام، بينما لا يزال اليهود في الحزب يتمسكون بالموقف البراغماتي السابق واساسه دعم ابو مازن ومعسكر الاعتدال. بمعنى ان الحزب منقسم على نفسه على اساس قومي بين عرب ويهود، والشق العربي منه يتصرف كحزب قومي اكثر منه كحزب شيوعي أممي، في حين يفتش الشق اليهودي عن هوية ملائمة لليسار الاسرائيلي ويركز على قضايا "خفيفة" وغير مخيفة، مثل جودة البيئة.
وفيما عدا الاختلاف الجوهري في المواقف السياسية، هناك أمر اهم وهو اننا لا نرى لدى الحزب الشيوعي اية مبادرة او برنامج عملي حقيقي لمعالجة المطالب الدنيا للطبقة العاملة والجماهير العربية داخل اسرائيل سواء البطالة والتشغيل، المشاكل بين الشباب، العنف الداخلي، وضع المرأة، وكل ما يتطلب التغيير الداخلي.
ولا شك ان نقطة الضعف الاساسية في الحزب الشيوعي هو انعدام أي نشاط عمالي له. فالحزب منضوٍ داخل الاتحاد العام للنقابات (الهستدروت)، ولا يقوم بنشاط عمالي مستقل. بل يتوجه الحزب بشكل عام لشريحة المثقفين والطبقة الوسطى، سواء العربية او اليهودية، ويعبر عن مصالحهم، وهو بعيد كليا عن هموم العمال والطبقة العاملة.

الفجوات الاجتماعية في المجتمع الاسرائيلي تعتبر الأكبر في العالم الصناعي المتطور. ما هي السياسة الاقتصادية المتبعة، وكيف تؤثر على المجتمع الاسرائيلي عموما، والعربي خصوصا؟
لقد مر المجتمع الاسرائيلي في العشرين سنة ونيف الاخيرة بتحول عميق، فمن مجتمع تعاوني مؤسس على القطاع العام انتقلت اسرائيل الى اقتصاد نيوليبرالي عماده الخصخصة وتطبيق تعليمات صندوق النقد الدولي والاجماع الواشنطوني بحذافيرها. صحيح ان اقتصاد اسرائيل يتمتع بنسبة نمو مرتفعة وبطالة منخفضة، الا ان الحقيقة ان النمو يبقى في اعلى الهرم ولا يتغلغل للشرائح الدنيا من المجتمع، ويضطر مليون عامل للعيش من الحد الادنى للاجور ومواجهة تآكل حقوقهم الاجتماعية ومنعهم فعليا من حقهم بالتنظيم النقابي رغم ان القانون يكفل لهم ذلك، ومن جهة اخرى تنتشر ظاهرة التشغيل المؤقت سواء بالعقود الشخصية او من خلال شركات القوى العاملة، دون ضمان حق العمال او المعلمين وغيرهم من حقهم في التثبيت.
هذه التحولات ادت إلى تقويض التضامن والنسيج الاجتماعي الداخلي الذي ميز المجتمع اليهودي، ويترك هذا التغيير أثره على الجيش وعلى استعداد الناس للتضحية والتطوع في سبيل دولة لم تعد تتصرف كدولة اليهود بل كدولة الاغنياء.
تدخل رأس المال بالسياسة واتساع ظاهرة الفساد هز بعنف ثقة الجمهور الاسرائيلي بقيادته، وصارت علامات الاستفهام تُطلق على كل شيء، والبقرات المقدسة تُذبح الواحدة تلو الأخرى.
اسرائيل هي دولة صناعية متطورة تتمتع بشبكة أمان اجتماعي، ولكن الثروة آخذة بالتكدس شيئا فشيئا بأيدي الطغمة المالية، وهي عبارة عن نحو 15 عائلة باتت تمتلك المرافق العامة، في حين يتفشى الفقر ليطال 20%، الأعلى في دول العالم الصناعي، كما ان الفجوات الاجتماعية فيها هي الأكبر. ويخلق هذا استياء شعبيا عارما بين المواطنين اليهود انفسهم وهم يرون كيف يتراجع مستوى معيشتهم بينما يغنى ويثرى اصحاب رؤوس الاموال ويفسد ويسمن الساسة الذين يمثلون مصالحهم.
هذا الغليان يفتح المجال لحزب يساري للوصول الى قطاع واسع من المجتمع، وخاصة من العمال العرب واليهود الذين تضررت ظروف عملهم وانخفض مستوى معيشتهم، حتى بات من الصعب على الكثيرين تحديد الامتيازات التي يتمتعون بها كمواطنين يهود في "دولة اليهود"، ولا يجدون الفرق الكبير في وضعهم اليوم عن وضع العرب الذين يعملون بأعمال مشابهة، وهناك في اوساط معينة نوع من بداية الفهم بان دولة اليهود قد هربت من بين اصابعهم، ليحتلها أصحاب الرساميل، مع احتفاظ النظام بالرواية الصهيونية لمواصلة تدجينهم وتجنيدهم.
لا شك ان للعرب حصة الأسد من الفقر والفجوات والأزمة، فهم يشكلون اكثر من 50% من الفقراء مع ان نسبتهم من المجتمع لا تتعدى ال20%. التقليصات التي تم اعتمادها في مجال خدمات الرفاه، ومخصصات البطالة وفرص العمل، مست اول ما مست الجمهور العربي. فالعرب يعانون اصلا من التمييز العنصري البنيوي في كل نواحي الحياة، فهم لا يجدون فرص عمل ملائمة، مستوى التعليم والصحة وخدمات البلدية منخفض، واتت سياسة التقليصات لتسدد لهم ضربة اضافية ماكنة.

وما هي آلياتكم لبناء حزب دعم العمالي في الظروف الراهنة؟

نعمل على نشر فكر الحزب من خلال النشاط بين العمال والشبيبة والنساء، ونسعى لبناء تحالفات مع المؤسسات والعناصر التي نجد معها قواسم مشتركة في عدة نقاط، ومن ذلك المؤسسات النسائية جمعيات حقوق الانسان او حقوق العمال المهاجرين. كما نعزز علاقاتنا ونشاطنا بين جمهور الفنانين العرب واليهود الذين يشاركون في معارض فنية تحمل اسم "خبز وورود" ننظمها سنويا ويُرصد ريعها لتمويل مشاريعنا من اجل تدعيم النساء العربيات ودمجهن في العمل الكريم.
ننشر مواقفنا من خلال مواقعنا بثلاث لغات العربية (alsabar-mag.com)، العبرية (etgar.info) والانجليزية (Challenge-mag.com)، ننظم الندوات السياسية والمظاهرات في مواضيع مختلفة، نحيي مظاهرات الاول من ايار والثامن من آذار في شوارع تل ابيب. نشارك بانتظام في حملة الانتخابات للكنيست، ونقترح خلالها موقفنا المميز كحزب يساري اممي عمالي. ويحظى موقفنا باحترام عناصر واسعة من الطبقة العاملة والليبرالية في اسرائيل، التي ترى في موقفنا مساهمة هامة في مكافحة الاحتقان الذي يقود المجتمعين لطريق مسدود.

أسستم نقابة مستقلة هي نقابة معا العمالية، وهي تنظم عمالا عربا ويهودا. لماذا لم تختاروا الانضواء في الاتحاد العام للنقابات في اسرائيل "الهستدروت"؟
السبب الاول هو سياسي ايديولوجي، فالهستدروت هي جزء من المؤسسة الصهيونية ومربوطة تاريخيا بالحركة الاستيطانية ولها مواقف تدعم الاحتلال وكل الحروب التي خاضتها اسرائيل حتى اليوم. ولكن السبب العملي هو انه بعد التحولات الاقتصادية الآنفة الذكر، فقدت الهستدروت احتكارها للطبقة العاملة، وانخفضت نسبة العضوية فيها من 80% الى 25% مما يعني ان قطاعا واسعا من العمال بات غير مؤطر ومهدور الحقوق، مما فتح المجال لنشوء نقابات جديدة بينها معا التي تتمسك بصفتها الأممية، وهي لا تسعى لأن تكون بديلا للهستدروت، ولكنها تقدم للعمال غير المؤطرين عنوانا ينضمون اليه ويناضلون من اجل حقوقهم من خلاله.
من نضالاتنا البارزة تنظيم سائقي الشاحنات العرب واليهود، والنضال من اجل حقوقهم في توفيرات التقاعد، بدل الساعات الاضافية، بدل الاقدمية. كما توصلنا لاتفاق جماعي هو الأول من نوعه في الضفة الغربية لعمال فلسطينيين في كسارة اسمها "سلعيت"، ادارتها اسرائيلية، وذلك بعد مفاوضات تخللتها اضرابات للجنة العمالية. ويكفل الاتفاق للعمال رفع اجورهم، الحق في التقاعد، وضمان تطبيق تعليمات الأمان في العمل، وذلك لمجموعة عمال رفضت الشركة على مدار 20 عاما اعطاءهم حتى قسائم الاجور واعتمدت على ترهيبتهم واخافتهم.
كما نجحنا في التوصل لاتفاق جماعي لمحاضرين يهود في كلية فنون بالقدس، يضمن لهم التثبيت في العمل، بدل تشغيلهم على اساس عقود شخصية كانت تسمح للادارة بفصلهم كل ثمانية اشهر دون ضمان تجديد العقد معهم للسنة التالية، وذلك رغم مرور سنوات طويلة لعملهم في الكلية، وكل ذلك للتهرب من الالتزام بدفع بدل الحقوق الاجتماعية للمحاضرين. بعد هذا النجاح توجه الى معا محاضرون في مؤسسات تدريسية عليا اخرى، وحتى مطاعم في تل ابيب. والأمر المثير ان كل هؤلاء ساروا كتفا الى كتف مع العمال الفلسطينيين، في مظاهرة الاول من ايار التي نظمناها مؤخرا في تل ابيب تحت شعار التضامن مع الثورات العربية.
اننا لا نسعى لاستفزاز المجتمع الاسرائيلي اليهودي، بل ننشط من اجل إيجاد القواسم المشتركة بين الشعبين التي تسمح ببناء معسكر يساري مناهض للسياسة الاقتصادية وللعنصرية والاحتلال. دورنا هو فتح قنوات تواصل مع المجتمع الاسرائيلي تمكننا من طرح مطالب الجماهير العربية للتأثير على الرأي العام وبالتالي على السياسة العامة المتبعة ضدها، هذا من جهة، ومن جهة اخرى تجنيد العمال اليهود للنقابة وإشراكهم في نضالاتها، وهو امر لا مناص منه بسبب الدمج الكامل بين العمال العرب واليهود في مختلف المرافق الصناعية، واذا ارادت الطبقة العاملة تحسين ظروفها فعليها التوحد ضمن سقف نقابي واحد دون تمييز على اساس قومي، عرقي او سواه.

وكحزب عمالي عربي يهودي، ما العراقيل والتحديات الاساسية التي تقف امام طرح كهذا في مجتمع تسوده العنصرية؟

من المسلّم به ان العنصرية متجذرة في المجتمع الاسرائيلي، ولكن السؤال الملح المطروح يوميا امام العامل اليهودي هو بسيط: ظروف عمله مطابقة لظروف زميله العربي، وهو يرى ان دولته سرقها الاغنياء، وعليه ان يختار إما الخنوع لغسيل الدماغ والرضا بخدمة دولة الاغنياء والموت في سبيلها، او التضامن مع زملائه العرب لتغيير ظروف معيشته. هذا الخيار الذي نضعه نحن أمامه. من خلال تجربتنا مع المعلمين والنادلين وسائقي الشاحنات وقطاعات اخرى، وجدنا ان الاعتبار الاساسي الذي يمنع الوحدة بين العمال وحتى نضال مجموعة واحدة دون اخرى، ليس العنصرية (وهي قائمة ومنتشرة) بل شراسة وممارسة اصحاب رؤوس الأموال الذين لا يدخرون طريقة من رشاوى لتهديدات للفصل الفعلي، في سبيل منع العمال من تنظيم انفسهم نقابيا للنضال من اجل حقوقهم وتحسين ظروف عملهم.
السؤال، هل سيكون من الممكن ترجمة المكاسب النقابية الى دعم لبرنامج سياسي يساري، يعوزنا المزيد من الوقت للرد عليه، لأنه متعلق بمسار التحولات في العالم العربي، وكيفية تأثيرها علينا. فالتحدي الاساسي الذي نواجهه هو المناخ العنصري الذي تبثه الدولة بكافة مؤسساتها ضد مواطنيها العرب، سواء بالممارسة ومؤخرا ايضا في سن قوانين تتعلق باشتراط المواطنة بالولاء لإسرائيل، وقانون "الدخول لإسرائيل" الذي يضع قيودا على حق المواطنين العرب في الزواج من مواطني الضفة والقطاع، اضافة الى قيود على حق الفلسطينيين بإحياء ذكرى النكبة وغيرها من القيود. هذه السياسة تدفع الاحزاب العربية للرد تلقائيا بالتعصب القومي والانغلاق.
كلا المناخين، العنصري والقومي المتعصب، مسيطران على المجتمعين العربي واليهودي، الأمر الذي يشكل حجر عثرة اساسي امام برنامجنا الأممي. لذلك، فنحن نضع آمالنا العريضة بالتحولات التي يشهدها العالم العربي، ويقيننا ان هذا يمكن (وبدأ بالفعل) في جذب قطاعات واسعة من الجمهور اليهودي لموقف يساري اجتماعي عادل بعيد عن العنصرية. 
 
5- يعطي حزبكم دورا بارزا للمرأة، فكنتم على مدار عدة دورات انتخابية الحزب الوحيد الذي رشح امرأة عربية على رئاسة قائمته الانتخابية. ما هو موقفكم من وضع المرأة في اسرائيل وما الخطوات التي تقومون بها لرفع مكانتها في المجتمع؟

وضع المرأة العربية في اسرائيل يعكس وضع المرأة في العالم العربي، وتأثر سلبا بتراجع مكانتها في العالم العربي خاصة مع تزايد نفوذ الحركات الاسلامية الأصولية. قد يخفف من حدة الوضع حقيقة اننا نعيش في دولة عصرية صناعية سنت قوانين تدافع عن المرأة، ولكن عند المقارنة الاولى بين وضع المرأة العربية بالمرأة اليهودية تبدو الفجوة هائلة. ففي حين اكثر من 50% من النساء اليهوديات يعملن، تصل البطالة بين العربيات الى 83% الأمر الذي يسبب انتشار الفقر بين العرب. سبب رئيس هو التمييز في التشغيل الذي تتبعه الحكومات الاسرائيلية ضد العرب، وتعترف به الاوساط الرسمية دون ان تحرك ساكنا لتغير الوضع. ولكن سبب لا يقل اهمية وخطورة هو انه باسم العادات التقاليد تُمنع الكثير من النساء من الخروج الى العمل سواء من قبل ازواجهن او آبائهن او حتى ابنائهن.
بالمقابل، وفي ظل عدم وجود استقلالية اقتصادية للمرأة، هناك ارتفاع ملحوظ في نسبة الزواج المبكر بين النساء، وانتشار ظاهرة العنف بكل اشكاله ضد المرأة، وهو ما يجر بطبيعة الحال العنف ضد الاولاد ويخلق مجتمعا مشوّها ومريضا عاجزا عن مواجهة قضاياه الحياتية والسياسية الكبرى.
بالنسبة لنا في حزب دعم، مقاومة العنصرية والاحتلال تتطلب اولا مقاومة كل هذه العادات والتقاليد القمعية التي تحولت الى احتلال داخلي لا بد ان نتحرر منه اذا اردنا التحرر من الاحتلال الخارجي. وكتعبير عن الاهمية التي نوليها لرفع مكانة المرأة في المجتمع يدأب حزب دعم على ترشيح امرأة عربية على رأس قائمته، كما ان تركيبة القائمة تتمتع بحضور نسائي قوي. ومن هنا فاننا نعمل بدأب على دورات التدعيم النسوي وعلى مشاريع ملموسة تهدف الى تشجيع النساء العربيات على الانخراط في سوق العمل وخاصة في فرع الزراعة مع كامل الحقوق الاجتماعية، وذلك على اساس عمل ميداني حثيث ونضال في الاوساط البرلمانية والإعلامية ضد السياسة الحكومية التي تفضل الاستيراد المنظم للعمال الاجانب للعمل بالزراعة بنصف السعر. وتمكنا من تحقيق انجازات طيبة في هذا المجال.
في هذا المجال لا يسعني الا ان اعرب عن تأثري العميق بالدور الذي لعبته المرأة المصرية والتونسية في قيادة الثورة، وهي تشكل نبراسا لنا واثباتا على القدرات الهائلة للنساء في احداث التغيير الاجتماعي.

وماذا عن النشاط الشبابي، وما الذي يميز حركة شبيبة دعم عن الحركات الاخرى وما احتمالات نجاحها، علما ان العنصرية ضد العرب متفشية بين اكثر من 70% من الشبيبة اليهود؟
العنصرية متفشية بين الشباب اليهود، هذا صحيح، ولكن هذا نابع بدرجة كبيرة من غسل الدماغ الذي يتعرض له الشباب من قبل حكومته، وايضا من طبيعة المجتمع المؤسس على الفصل التام الجغرافي والثقافي بين المجتمعين. فكل مجتمع يعيش في بلدات منفصلة (ما عدا حالات معدودة)، ولكلٍّ مناهج تعليمية مختلفة، وقد تمضي مرحلة الشباب كلها دون ان يلتقي يهودي بعربي في حياته على الاطلاق. وبما اننا نتحدث عن شباب في سن المراهقة، فلا ادوات لديهم لمواجهة غسيل الدماغ والدعاية الصهيونية التي تبثها الحكومة ووسائل اعلامها.
ولكن من جهة اخرى، هناك في المجتمع اليهودي قطاع معين من المعلمين والمربين في بعض المدارس معنيين بكسر الفصل، ويبدون قلقهم من تحول مجتمعهم من ديمقراطي الى عنصري يسن قوانين عنصرية جديدة ويحل نفسه من مبادئ الانسانية، الأمر الذي يفقده مقومات وجوده.
بين أشخاص كهؤلاء نجد شركاء لنشاطنا، مستعدين لإجراء لقاءات بين شبيبة عرب ويهود، تتناول التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشكل قاسما مشتركا بين المجتمعين، بدل ابراز الفوارق الجلية بين الشعبين. من خلال البدء بمناقشة القضايا المشتركة (مثل الوضع الاقتصادي وانتشار ظاهرة العنف والمخدرات بين الشباب وتدني مستوى التعليم...) يمكننا كسر الجليد، وخلق اساس للحوار والثقة، يمكن المجموعة من التحول الى شركاء في التغيير الحقيقي وبناء مجتمع ديمقراطي يضمن مكانا لجميع مواطنيه العرب واليهود دون تمييز، ينهي الاحتلال ويكفل العدالة الاجتماعية.
ان هذا المشروع الشبابي بدأ يقطف ثمار نجاحه الأولى، لان نفس الحكومة التي تنتهج العنصرية ضد العرب، هي التي تستهتر اليوم بحقوق شرائح واسعة من المجتمع الاسرائيلي نفسه. رسالتنا للشباب هي ان المجتمع لا يمكن ان يكون نصف ديمقراطي، فإما ان يكون ديمقراطيا للجميع وإما ان يستبد في نهاية المطاف ضد الجميع.