دراسة موسعة لأنواع الأبوذية

دراسة موسعة في أنواع الأبوذية *

تقسم الإبوذية إلى أقسام عديدة:

1 – (المولد) وهو الذي يأخذ جناسه من كلمة في بيت فصيح ويضمن معناه أيضا،
وهو كثير في الإبوذية. ومثاله بيت للشاعر حمزة آل ياكوت الفتلاوي أو للشاعر حسين الكربلائي الذي ولد جناسه من كلمة (سلوها):

وَلا تَقْتُلُوْهَا إن ظَفَرْتُم بِقَتْلِهَا
وَلَكِن سَلُوْهَا كَيْفَ حَلّ َلَهَا قَتْلِي

فقال:

رُوْحِي ابْضَيْم وِنْيَاحَه سَلُوْهَا
أحْبَابِ الْلِي يِحِبُّوْهَا سَلُوْهَا
سَلْمَى لَو ضِفَرْتوهَا سَلُوْهَا
إبْيَا مَذْهَب تِحِلّ إدْمَاي هِيَّه

ويقول الأستاذ البناء مجيد لطيف القيسي: ان المولد يُنظَم على (مستهل) من شطرين بقافية موحّدة.
فيأخذ الشاعر(نصف الصدر الأول) ويولِّد منه (نصف الشطر الأول) لبيت الإبوذية الأول،
ثم يأخذ (نصف رباط الإبوذية الأول) ويولد منه (نصف الشطر الأول) من البيت الثاني مثل هذه الأبيات للقيسي:

(رُوْحِي مَا تِمِل) صُبْحُ اوْمِسِيَّه
إتْنُوْح إو وَنّتِي الْفَگْدَك شِجِيَّه
(رُوْحِي مَا تِمِل) شَخْصَك شَمَلْهَا
تَرَاهَا الشُّوْگ چَاتِلْهَا شَمَلْهَا
غِدَت يَمْنَاي مَا تِشْبِچ شَمَلْهَا

(لَعِد فَرَگَاك) يَلْمِبْعِد عَلَيَه
(لَعِد فَرْگَاك) دَمْعِي سَال وَجْرَه
اوْغَضَه گَلْبِي لَهَابَه سِجَر وَجْرَه
إخِبْرَك بِالِمْحَتَّم صَار وَجْرَه
الْبِگَه ابْرَاسَك هَوَاك الْعَم عَلَيَّه

2 – المضمن (المجاراة) لبيت او لعدة أبيات من الفصيح دون توليد الجناس من مفردات الفصيح وهو كثير أيضا:

أرَاْكَ فَيَمْتَلِئْ قَلْبِيْ سُروْرَا
وَأخْشَىْ أنْ تَشُطَّ بِكَ الدِّيَاْرُ
فَجُرْ وَاهْجُرْ وَصُدَّ وَلا تَصِلْنِيْ
رَضِيْتُ بِأنْ تَجُوْرَ وَأنْتَ جَاْرُ

فيجاريه الشاعر الشعبي ويقول:

وَحَگِّ المَأتَمَهْ يِنِّصُبْ مَاْزَالْ
نِبَتْ حُبَّكْ ابْوَسْطِ الگَلُبْ مَـاْزَالْ
صِدْ اوْجُوْرْ اوْتِدَلّلْ عَلَيْ مَـاْزَالْ
جَاْرِيْ اوْمِنْ تِمُرْ إتْمُرْ عَلَيَّهْ
3 – المطلق وهو الذي ينظم دون النظر إلى غيره من الشعر وهو أكثر أبيات الإبوذية مثل بيت الشاعر محمد الخياط:

إظْعُوْن الشُّوْگْ مِنْ ابْجَايْ يَرْوَنْ
إشْكِثِرْ گلْبِيْ يَنَاْهِي اعْلِيْكْ يَرْوَنْ
إلَكْ نِهْدَيْن فُوْگْ الصَّدِرْ يَرْوَنْ
شَبِيْهْ الدِّرْ يَبُوْ اعْيُوْنْ السَّهِيَّةْ

4 – المدور وهو الذي يتصل آخر أحد أشطره بأول الشطر الذي يليه كقول الشاعر هادي السيد حيدر:

يِسِلِّ اسْيُوْفْ لَحْظَيِنَهْ مِنَ الرُّوْمْ
لِثَاْمَهْ وِالچَّبِدْ گَصَّهْ مِنَ الرُّوْمْ
نَسِلْ كِسْرَىْ أغَنَّ اغْيَدْ مِـنَ الـرُّوْمْ
إبْوَجْهَهْ حِسِنْ يُوْسِفْ لاْحْ إلِيَّهْ

حيث يتصل جناسه الأول بكلمة (لثامه) في أول الشطر الثاني فتصبح (من الروم لثامه)
أي عندما نبغي تقبيله. ومثله للشيخ داخل طارش الساعدي:

إنْحَلِت عَيْب أنْگِل إچْدَامِي وَلَـدْرَاك
لْهِدْمِي اوْهَم شِفِت مِثْلِي وَلَـدْرَاك
أحِبَّك طَبِع لاخَافَك وَلَدْرَاك
لَچَن حُبَّك فَرِض وَاجِب عَلَيَّه

(وَلَدْرَاكْ الْهِدْمِيْ) أي لا أستطيع حمل ثيابي، ولا يتم معنى الشطر الأول
إلا بقراءة الكلمة الأولى من الشطر الذي يليه، ومثله كثير أيضا.

5 - المقسوم: وكل شطر فيه مكون من قسمين وللأقسام الأولى قافية واحدة ومثاله للبناء للقيسي:

عَن إرْويْحِتــِي- رُوْحَك شَمَلْها
اوْشِجَاك العِشْرِتِي- إتْبَدِد شَمَلْهَا
شَرْچِي دِنْيِتـــِي- أحْسِبْهَا شَمَلْهَا
إبْجِفَاك اوْدَمْعِتِـي- إتْهِل دُوْم هِيَّه

وهو شبيه (بالتفويف) في الفصيح، حيث يأتي الشاعر بجمل منفصلة متساوية
بالوزن في البيت. كقول بديع الزمان الهمذاني:

يَكَادُ يَحْكِيْكَ صُوْبُ الغَيْثِ مُنْسَكبَا
لَو كانَ طَلْقَ المُحَّيَا يَمْطُرُ الذَّهَبَا
(وَالدهْرُ لَوْ لَمْ يَخُنْ) (والشَّمْسُ لَوْ نَطَقَت)
(وَاللَّيْثُ لَوْ لمْ يَصِدْ) (وَالبحْرُ لَوْ عَذُبَا)

6 – المخمس وفيه أربعة أشطر بجناس ورباط. ويبدأ كل منها بحرف وعند
جمعها تعطي كلمة معينة كقول الشاعر حسين الكربلائي:

الالِف - لَف الذِّوايِب مِنِّسَلْهَا
الْبَيـَه - بَادَت إضْلُوْعِي مِنِّسَلْهَا
الْتَـي - تَاهَت أفْكَارِي مِنِّسَلْهَا
الْثَـي - ثَارِي الْحَوَارِي مِنِّسَلْهَا
الْجِيْم - اوْجَنَّة الْفِرْدُوْس الْيَّه

7 - المزدوج: وهو بيتان من الإبوذية أحدهما بأربعة جناسات والثاني بثلاثة
ورباط البيت في البيت الثاني ومثاله للبناء اللقيسي ايضا:


لَوِيْن ْإرْحَلِت عَنَّي اوْشِلِت يَلْهَاج
إوْبِگَه تَايِه عَليْك الْفِكِر هَايَن
الْگَلُب حَبَّك اوْبِسْمَك دَوْم يَلْهَاج
دِلِيْلِي اوْلا تِظِن فَرْگَاك هَايِن
أشُوْفَك وِيْن گِتْلِي بَعَد يَلْهَاج
وِانْتَه أيَّام وَصْلَك غِدَن هَايَن
أخْبَارَك الْيَّه أوْصَلَن يَلْهَاج
شَخْصِي اوْلا تِخَاف الله اوْنَبِيَّه

8 - والإلغاز: للشاعر حسين العبادي:
شِـــنْهُوْ: الْلَّي يِوِن دَايِم بَلارُوْح
إوْشِـنْهُوْ: الْهَبَّت أرْوَاحَه بَلارُوْح
إوْشِـنْهُوْ: الْمَرْعِب الْعَالَم بَلارُوْح
إوْشِنْهُوْ: الْمَا ينَام إلا ابْتِچِيَّه

وجوابه: للشاعر حسين الكربلائي:

إلْهِــوَهْ: إلْلِّي يِوِن دَايِم بَلارُوْح
إلْــوَرِدْ: لُو هَبَّت أرْوَاحَه بَلارُوْح
إلْسِّرَاطْ: الْمِرْعِب الْعَالم بَلارُوْح
إلْفِيْلْ: الْمَا يِنَام إلا ابْتِچِيَّه

وهذا أيضا: للشاعر حسين العبادي

شِـنْهُوْ: الْلِّي عَلَى المَخْلُوْگ دَارَه
إوْشِنْهُوْ: الْبَاع بَزْرَه اوْسِكَن دَارَه
إوْشِنْهُوْ: الْمَايِــــعِيْش ابْغَيْر دَارَه
إوْشِنْهُوْ: ابْغَيْر دَم رُوْحَه طِرِيَّه

وجوابه: للشاعر حسين الكربلائي
إلْگُمَــرْ: الْلِّي عَلَى الْمَخْلُوْگ دَارَه
إلْعَبِـــدْ: الْبَاع بَزْرَه اوْسِكَن دَارَه
إلْسِمَچ :إلْمَايِعِيْش ابْغَيْر دَارَه
إلْجَــرَاد :ابْغَيْر دَم رُوْحَه طَرِيَّه

9 - ذو المقاصير: كقول الشاعر حسين العبادي:

حِچَت ْوِالدِّر تِنَاثَر مِنْشِفَتْهَا
سَهَيْت اوْتَاه عَگْلِي مِنْشِفَتْهَا
(لاهِي الْنَّار لاهِي الْنُّوْر)
(لاهِي الْطَّيْر فُوْگ اوْكُوْر)
(لاهِي النَّازْلَه إمْنِ الْحُوْر)
وَلا هِي الْلَبَّسوْهَا مِنْشِفَتْهَا
بَلْوَه اوْغَضَب مِن رَبّ ِالْبَريَّه
وكذلك هذا البيت للشاعر حسين العبادي:

هَلَه يَلِّي سَرَه نُوْرَه مَحَا الْلَيْل
التَجَافِي أهْلِ الْهَوَى عِدْهُم مَحَا الْلَيْل
(شَم إنْهُوْد مَص إخْدُوْد)
(نَوْم إطْبَاگ نَشْفِ إرْيَاك)
(لَف الْسَّاگ فُوْگِ الْسَّاگ)
كِل هَل عَدَد لِيْغَرّي مَحَا الْلَيْل
إلاهِي ابْيَا سَبَب يَحْرَم عَلَيَّه

والمقاصير من نفس تفعيلات البحر لتتلاءم مع وزنه. وهو شبيه (بالتفويف) الذي مر ذكره من جهة،
و(بالتسميط) من جهة آخرى، لكونه يحتوى على جمل متساوية بالوزن ومقفاة بغير قافية البيت. كقول سيد علي النابلسي:

وَيْحَكِ يَاْ نَفْسُ احْرَصِيْ وَطَاْوِعِيْ وَأخْلِصِيْ
عَلَى ارْتِيَادِ المَخْلَصِ وَاسْتَمِعِيْ النَّصْحَ وَعِيْ

10 - المُضَمَّن كقول الشاعر محمد جعفر البطاط:

الْحَــيْ: حَامِل حَبِيْبِي ابْخَدَّه وَرْدَه
إلْـــيَ: يَامَن شِرَب مِن فَاه وَرْدَه
إلْهَـيْ: هَاجَن عَلَيَّه إسْهَام وَرْدَه
إلنُّوْنْ: إنْوَاظِرَه كَتَّن عَلَيَّه

فإذا جمعت الحروف المذكورة في بداية الأشطر يظهر اسم (حَيْهِنْ) وهي حبيبة الشاعر.
ويمكن ان يكون بدون ذكر الحروف صراحةً. مثال للكاتب:

هَلَه ابْطَلْتَك يَنَاهِي يَوْم هَلَيَّت
أنَا لَجْلَك چِثِيْر إدْمُوْع هَلَيَّت
شَگُوْل أعْلى الْفُرَح بِجْفَاك هَلَيَّت
مَرِيْض إمْوَسَّد إفْرَاش الْمِنِيَّه

وحروفه الأولى في بداية كل شطر تكون اسم (هاشم).

11- المُقَطّع : وهو المكون من مقاطع قصيرة تتكرر فيها بعض المفردات.
للشاعر البناء القيسي وهو شبيه بالتفويف في الفصيح:

(هَا نَاح) الْگَلُب (هَا نِحَب) (هَاوَن)
(هَا ظَعْن) الْتَرِف (هَا رَحَل) (هَاوَن)
(هَا گَلْبِي) عَلِيْه (هَا صَار) (هَاوَن)
(هَا يِسْحَن) صَبُر (هَا دَوم) الْيَّه

وكذلك هذا البيت للشاعر نفسه:
هَا ْنَار الْگَلُب هَا سَرَت هَاجَت
هَا بَارَيْت هَا لِظْعوْن هَاجَت
هَا تِمْدَح بِنَا هَا تِذِم هَاجَت
هَا ترْحَم إو هَا تِظْلِم عَلَيَّه

وجميع الأنواع التي مر ذكرها قليلة عدى المطلق والمولد والمجاراة.


؟أنواع أخرى من الأبوذية

وهذه مجموعة أسماء جديدة اقترح إضافتها إلى أنواع الإبوذية لم تُسمَّ من قبل وهي:

1- الفصيح:
نَوَائِبُ لا تُرَى بِكُمُ تُرَابِي
فَمَاذَا يَفْعَلُ الآتِي تُرَابِي
خُذُوْا ذَهَبِي وَأعْطُوْنِي تُرَابِـي
ألا أنَّ التُّرَابَ هُوَ الهُوِيَّه

لَقَد فَارَقْتُكُم دَارَاً وَحَيَّا
وَقَلْبِي حَنَّ عِن بُعْدٍ وَحَيَّــا
سَأرْفَعُ ذِكْرَكُم مِيْتَاً وَحَيَّـا
واكتبكم على قبري وصيه

2 - المرفوء
وربما يكون تدوير البيت ملحق بالجناس لإكماله،.
ويسمى المرفوء ويختلف عن المدور من حيث ان المدور جناسه الأخير كامل
لكن لا يتم معناه إلا بالكلمة التي يبدأ بها الشطر الذي يليه.
أما في المرفوء فان الجناس نفسه لن يتم إلا بإضافة الكلمة الأولى او جزء منها إليه من الشطر الذي يليه:

رُمَانِي إهْوَاك يَامَدْلُوْل بَالسَّل
إوْدَمْعِي فَيَّض الْوِدْيَان بِالسِّل
أخِبْرَنَّك تَرَى ظَلَّيْت بَالسِّل
نِفَس يِصْعَد اوْيِنْزِل غَصُب بِيَّه

وتلاحظ ان الشاعر أضاف لجناسه الثالث كلمة (النفس) من الرباط فأصبح الجناس (بَسْ النّفَسْ) ومثله:
نِسِد عَالْخَصُم يَوْم الحََرَب بَابِــل هَزيْمَه اوْحِنَّا بِيْهَا إطْيُوْر بِابِــل الْسَّدَه ْوِالْرُّميْثَه وَارِض بِابـل إشْهِدَت بَافْعَالْنَا وَالْفَيْصَلِيَّه
وجناسه الأول مرفوء بكلمة الهزيمة في بداية الشطر الثاني (بَابِــل هَزيْمَه) ويعني باب الهزيمة.

3 – المكرر وهي أبيات تشابهت جناساتها لسبب او آخر ومثالها بيت الحاج زاير او الشيخ حسن الشيخ راضي:

نَحَل جِسْمِي اوْبَگَت رُوْحِي تَعَـالِي
إوْهِبَطْنَا وِالنَّذِل بِيْهَا تَعَالِي
يَجَارَه الْوَكِت مَا أنْصَف تَعَـالِي
نَخَبْط إهْمُوْمْنَا إوٍنِجْسِم سِوِيَّه

وبيت حسين الكربلائي:
وَحَگِ الْلِّي عَلَى أعْبَادَه تَعَـالَي
ابْغَرَامِچ وِالْهَوَى رُوْحِي تَعَالِي
يَسَلْمَى الْليْلَه الْجُمْعَه تَعَالِي
غَرَامِچ وَالْجِنُوْن إنْطبَگ بِيَّه

4 - المحافظ: وهي عدة أبيات لها نفس الكلمات ولكن تختلف بالقافية (الجناس) كالبيتين التاليين للشاعر حسين الكربلائي:

يَطَارِش خِذ مَعَك مَكْتُوْب وَصْلَه
لَعِد الْمَا گِطَع وَيَاي وَصْلَه
گِلَّه الْگَلُب چَان اوْيَاك وِصْلَه
ألِف وِصْلَه غِدَه بِجْفَاك الْيَّه

يَطَارِش خِذ مَعَك مَكْتُوْب وَدَّه
لَعِد الْمَا گِطَع وَيَّاي وِدَّه
گِلَّه الْجَرِح عُگْبَك خِزَن وَدَّه
دَال اوْمِيْم مِيْم اوْدَال مَيَّه

واقترحت تسميته بالمحافظ لان البيت يحافظ على معناه رغم تبديل جناسه
وهو يُذَكِّر بقصة في الأدب العربي حيث مر أحد الأمراء بجارية وهي تنشد:

قُوْلِي لِطَيْفِكِ يَنْثَني عَن مَضْجَعِي وَقْتَ المَنَام
كَي أسْتَريحَ وَتَنْطَفِي نَارٌ تَأَجَّجُ في العظام
مُضْنَىً تُقَلِّبُهُ الأكُفُ عَلى وِسَادٍ من سُقَام
أمَّا أنَا فَكَمَا عَلِمْتِ فَهَل لِوَصْلِكِ مِن مَدَام

فقال لها ان كانت لك هذه الأبيات فغيري القافية وحافظي على المعنى فقالت:

قُوْلِي لِطَيْفِكِ يَنْثَني عَن مَضْجَعِي وَقتَ الرُقَاد
كَي أسْتَرِيْحَ وَتَنْطَفي نَارٌ تَأجَّجُ في الفُؤآد
مُضْنَىً تُقَلِّبُهُ الأكُفّ ُعَلَى وِسَادٍ مِن سُهَاد
أمَّا أنَا فَكَمَا عَلِمْتِ فَهَل لِوَصْلِكِ مِن مَعَاد

5 - المُجَنَّس وهو الذي صيغت معظم مفرداته من كلمة واحدة. كبيت الشاعر ملا الباقي العماري:

صَدْلِي اوْصَاد گَلْبِي صَيْد مَنْصَاد
رُمَى اوْمِن صَاب صَب إرْصَاص مَنْصَاد
صَلِب گَلْبَه صَخَر وِالصَاد مَنْصَاد
صَعُب يَصْبَح صَبِي إتْصِيْدَه صَبِيَّه

ومعناه: صَدَّ لِي وَصَاد قَلْبِي صَيْدَا عندما صَدَّ بعينيه، ورمَى سِهَامَه
وحين أصاب كأنه صَبَّ رصاصا عندما صادني، وصُلْب قلبُه كالصَّخْر وَالصَّد الذي هو
من أشد أنواع الصخر أي من صَدٍّ، وربما يقسم بحرف الصاد (في صورة صاد) (صاد*والقرآن ذي الذكر) بأن قلبه من الصد.


وهذا البيت للحاج نعمة الفريجي:

يَخَل يَالْخَال خَالِي وَنْتَخَالِي
تِخِل بِالْخِل خَلِيْلَك ونْتَخَالِي
تِظَل مَابِيْك نَخْوْه وِنْتَخَالِي
إلْيِضِدْ، وِالْخِل يِخِل خَلَّات بِيَّه

يقول يا أيها الخِل أي الصديق يا خال يا خالي وأنت أخ لِيْ، تُخِل بالصديق وهو صديقك
وأنت خال من الهموم، وتَظَل ما فيك نَخْوَة وحَمِيَّة وقد إنْتَخَى لِي
الذي يَضُدُّني بينما الخِل الصديق يُخِل خِلات جمع خِلَّة أي نقيصة أي ينتقص مني.

6 - الملمَّع: وهو ان تأخذ شطر بيت فصيح من الوافر فتلمع به بيت الإبوذية؛ وهو مثل القصائد الشعبية الملمعة بالفصيح.

يقول ابن الدهان:

أَمَا وَجُفُوْنِكَ المَرْضَى الصِّحَاحِِ
وَسكرَة مُقْلَتَيْكَ وَأَنْتَ صاحِ
وَمَا في فِيْكَ مِن بَرَدٍ وَشَهْدٍ
وَفي خَدَّيْكَ مِن وَردٍ وَراحِ

وأقول:

(وَسَكْرَةِ مُقْلَتيْكَ وَأَنْتَ صَاحِ)
لَهِيْب إجْفَاك سَلْنِي وَانْتَ صَاحِي
أظِل عَطْشَان تِقْبَل وِانْتَ صَاحِي
نَبِع شِفْتَك دِوَى الْعِلْتِي الْخِفِيَّه

صاح الأولى عكس نائم والثانية عكس مريض والثالثة صاحبي
ولابن حجر العسقلاني:

بِخَدِّكَ وَالعذارِ أهِيْمُ وَجْداً
وَلم أقطع لبعدي عنكَ يَاسا
وَآسَفُ في الصُّدُوْدِ لِسُوْءِ حَظِّي
إذا لَم ْأنْتَشِق وَرْدَاً وَآسا

وأقول:

أوِدَّنَّك يَنَاهِي عَنْكَيْاسَه
(وَلَم أقْطَع لِبُعْدِي عَنْكَ يَاسَا)
وَرْد الْرُوْض يِسْأل عَنْكَ يَاسَه
وَرِد خَدَّك عَجَب مَا نِشَف مَيَّه


د. هاشم الفريجي
* مقتبس من كتاب (نقد الشعر الشعبي العراقي-الابوذية اولا) للكاتب نفسه