اليمن :شعب ابدع في ثورته..!!


رداد السلامي
2011 / 5 / 14 - 00:03     

لا يمكن أن تضيف الى الحياة شيئا مالم تكن متموضعا في القلب منها ، ولا يمكن ان تمنحك الحياة منها حياة مالم تتحدى قسوتها ، وتعيد تشكيلها على النحو الذي تحلم به ، صحيح ان التفكير انعكاس للواقع ، بمعنى انه من يحرك ويشكل الفكر لكن النتيجة متعاكسة .
حين تلتقي بكائن ضعيف القدرة على الانتاج يبادرك ساخرا اين قلمك ، فترد عليه ساخرا في الجيب بالتأكيد ، أين سيذهب ؟
ليس لديك الان ما تكتبه ، لأن ما كتبته سابقا لازال يمتد الى ما بعد الثورة ، حتى إذا استقرت الاوضاع على نحو جديد يمكن ان تبدا بالكتابة لتقول شيئا ولتتحدى قوى جديدة وتشارك في تشكيل الفكر المقاوم الذي سيكون بالتأكيد وليد التحدي القادم ، لست معنيا وحدك بالمقاومة بالقلم والفكر والثقافة الجديدة ، لأنك ستكون بلتاكيد ضمن منظومة فكرية وثقافية وسياسية جديدة ستقاوم ، وبالتأكيد ستتحدى المقاولين الجدد ، وأؤلئك الذين انضووا في ركب الثورة وتسلقوا وجائوا بترتيب ذكي مع قوى كانت فيها رتبت لهم مكانا شاغرا واستطاعت تلوينهم بلون الوطنيين والاحرار والشرفاء مع أنهم أبعد ما يكونوا عن كل صفة من هذه الصفات ، وكانوا جزء كبرا في تركيبة العفن التي سيرحل رأسها عما قريب بإدرادة الشعب وعزيمة الثوار .
عندما نقرر أن نخوض معمعة التحدي القادم علينا ان ندرك خارطة القوى وروابطها وامتداداتها ، وعلينا أن نرسم الواقع وفق خارطة يستبين لنا من خلالها القوى الحقيقة ذات المسؤولية التاريخية والقوى الطفيلية والقوى التي تلعب هنا وهناك وتلك التي تعمي حقائق الصراع وتلبس مسوح الصاحين والانبياء وتتحدث باسم السماء.!
تلك مهمة كل المشتغلين في الحقل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والاكاديمي ، وأيضا الثقافي فكل قوة من هذه القوى بالتأكيد لديها ثقافة يتحدد من خلالها سلوكها وتصرفها إزاء غيرها ، وعلينا ان نشجع المتقدم ونأخذ بيد المرتبك كي يتبين له الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ، ونفتت الصلب بإبداع ينشد النقل نحو الافضل .
اليمنيون أنجزوا ثورة ، واستطاعوا الحفاظ على سلميتها وتنمية رغبة التحدي والترحيل ، وبالتأكيد هذه ثقافة جديدة ، تنوعت وتعددت حتى اعدت لنا طبقا ثوريا فريدا يحوي تنويعة بديعة من قيم النضال والحياة والصمود ، إن هذا الشعب أذهل العالم ، وعلى العالم أن يتعامل معه بنضج وليس برغبة في جعله تابعا ، لأن شعبا صنع ثورته بهذا الابداع بالتاكيد لن تكون علاقاته مع غيره إلا ناضجة لن تملي عليه أي رغبة سوى رغبة التعاون الذي ينعكس ايجابا على تقدمه ونهوضه بين الامم .
نحن شعب ناضج ، والناضجون لا يمكن ان تضج خلافاتهم بالكراهية والاحقاد ، بل بالتعاون والشراكة والتعايش والتآزر ، بالدولة المدنية والنظام والقانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية وويل لمن يفكر يوما بأن يذل هذا الشعب العظيم الويل له ثم الويل.!