أكشفوا الحرامية والمرتشين


أمير الحلو
2011 / 5 / 11 - 12:18     

أكشفوا الحرامية والمرتشين
أمير الحلو-بغداد

لا أريد أن أكون (قاسياً) في أحكامي على الناس وأميل الى الطريقة الغاندية في معالجة الأمور من دون عنف، ولكن ظاهرة السرقات والغش أصبحت مستفحلة حتى أصبح المسروق أكثر من الموجود، والمشكلة أن الظاهرة مستمرة ما دام الجاني لا يواجه العقوبة المطلوبة، فبعد مهزلة الشاي المغشوش وعدم معاقبة (أحد) نتيجة الهدر المالي وضياع حصة المواطن، تعاد الحالة من جديد ويجري اكتشاف وجود نشارة خشب مصبوغة في مخازن التجارة ومعّدة للتوزيع على المواطن العراقي أضافة الى (حقوقه) الأخرى في الزيوت المنتهية صلاحيتها والمواد الرديئة.
وكان من المفروض ومن اول سرقة كبيرة حدثت أن لا يجري أهمال تفاصيلها وملاحقتها واعلام المواطنين بنتائج التحقيق ومصير الفاعلين، ولكن الذي حصل ويحصل لحد الأن هو (طمطمة) الأمور حتى تسقط بالتقادم ولا ندري ما الذي جرى بعد كشف الفضيحة، وذلك بحد ذاته يشجع الاخرين على الغش والسرقة، لذلك فبعد الشاي والزيت أرسلوا لنا لعب أطفال بدلاً من مواد كهربائية وذلك حباً بالطفولة وتعويضاً لها عن الحرمان الذي شهدته في السنوات الماضية، لذلك فجميعنا نتوقع أن تتصاعد مثل هذه السرقات وتستمر أبتداء من الطائرات ومكائن الكهرباء الى المواد الغذائية وغيرها، وكان بودنا كما تفعل القوى الامنية بأظهار من تتهمهم بالارهاب، أن يجري أظهار من يرتكب جرائم أقتصادية على شاشات التلفزيون وكشف تفاصيل الجريمة، ليجري فضح الفاعلين ودمغهم بالفضيحة والعار وليكونوا عبرة لمن يريد (انتاج) هذا المسلسل الدرامي على حساب أموال وصحة الشعب العراقي.
في كل أسبوع أو أقل نقرأ في (صحفنا) على فضائح في السرقة والنهب ولكن بعد أن تأتي حادثة جديدة يجري تناسي القديمة ولا نعرف مصير فاعليها، ولتأكيد ذلك أسأل كغيري من المواطنين: ما الذي حصل للذين غشوا وسرقوا ونهبوا، وكيف فرّ بعضهم عبر المطار بجوازه (الخاص)؟
ومن المعروف أن السارق وحتى اذا كانت لا تهمه سمعته الشخصية فأنه يحسب حساب عائلته ومعارفه فقد يصيبهم بالخجل والعار فيتردد عن الأقدام عن السرقة خشية كشفه أمام الرأي العام.
أرجو من السلطات المختصة أن تجرب هذه الطريقة، ولتظهر لنا على شاشات التلفزيون، وليس في مناقشة لطيفة في المجلس النيابي، السراق والمرتشين ليتحدثوا عن فعلتهم الشنيعة، ثم تظهر أجزاء من محاكمتهم ثم ما يصدر بحقهم، وذلك هو الأسلوب الصحيح لقطع دابر الاستمرار والتواصل في السرقة والغش، فلماذا يتحمل شعبنا بعد أن تحمل الكثير من مخاطر على حياته الخاصة، ليضاف الى ذلك استهداف صحته وأمواله، ثم يذهب الجناة الى حيث لا ندري.
نحن بأنتظار ان تقوم فضائياتنا وبأوامر حكومية بأجراء مقابلات مع السراق ليشرحوا لنا ما الذي فعلوه ليحولوا بطريقة سحرية نشارة الخشب الى شاي، وكيف تختفي المليارات ونبدأ بالتحدث عنهم فترة من الزمن ثم تختفي القضية ذاتها؟
نرجوكم الرحمة بهذا الشعب وضعوا حداً للفساد والسرقة فقد (طاخت) الأمور كثيراً حتى لم يعد ينفع الصمت، وأكشفوا المجرمين علناً واعلمونا ما الذي حصل معهم؟ رجاء