في الأول من أيار ، عيد أم ماذا ؟


حزب اليسار الشيوعي العراقي
2011 / 4 / 28 - 20:47     

ياجماهير شعبنا .. يا أيها العمال والفلاحون .. ياأيها المثقفون الثوريون .. ياأيها العادلون ..
ها هو الأول من أيار يحل مرة أخرى ، ويوم بعد آخر ، وعام تلو عام ، تؤكد الطبقة العاملة في كل مكان ، المعنى الانساني والحضاري لتضامنها ووحدتها التي تلخص وحدة الجنس البشري بكل معانيه الانسانية . وصوتها يردد الهتاف عالياً : ( لا للحروب العدوانية.. لا للظلم والاستغلال الوحشي .. نعم للوحدة والتضامن ونهوض الانسان .. نعم للعدالة ).
لكن قلوبنا يعتصرها الألم ، لأننا ندرك أن الطبقة العاملة في العالم تمر بأسوأ فترة من تاريخ نضالها من أجل حقوقها. وهذا ما نلمسه الآن فعلاً . فها هي الرأسمالية تعيد تنظيم مصالحها في أمريكا وأوربا وتطالب برلماناتها بالحد من تدخل النقابات ، ومنع النشاط النقابي، ووضع المعوقات في طريق نضال العمال ، في محاولة مستميتة للانفراد بالعمال وهم معزولين بعضهم عن البعض الآخر. وخير دليل على ذلك هو النداء الذي أطلقته نقابات العمال الامريكية من أجل التضامن العالمي معها ضد القوانين التي سيصدرها البرلمان الامريكي بخصوص تحديد نشاط النقابات ، التي ستحرمها وتمنعها من أخذ دورها الحقيقي في مجال النضال المطلبي ، وحرمان العمال من اداتهم في نيل حقوقهم .
ها هي الذكرى تعود بعد اكثر من مائة عام، في نفس البلد الذي شهد انطلاقتها أول مرة ، لكنها تعود للأسف هذه المرة ، لتعيد الاحتكارات الرأسمالية عدوانها على الطبقة العاملة وبسط هيمنتها اللاإنسانية عليها ، وفرض وحشية استغلالها على العمال ، باصدار قانون من تحت قبة البرلمان الأمريكي يحدد ويمنع النشاط النقابي ، متحدية بذلك وحدة العمال وتضامنهم التاريخي. إن هذه الذكريات تؤلمنا ، لكننا واثقون من عدالة قضية الطبقة العاملة وانتصارها.
إن الاحتكارات الرأسمالية تشعر أن انسانية الحركة العمالية تهددها بالكشف عن وحشيتها ونواياها الاستغلالية ، وفضح عدوانيتها وهي تشن الحروب لنهب ثروات البلدان في العالم أيضاً. فبادرت لقطع الطريق على تنظيمات العمال ، لمنعها من العمل في مجالها الانساني المعهود ، في رفع بعض من الظلم عن الطبقة العاملة ، ورفع الحيف عنها.
أما في العراق ، فإن الطبقة العاملة العراقية تلقى أبشع صور الظلم والتعسف ومصادرة الحقوق. وتواجه جهل وغباء سلطة فاشية ظلامية ، تخدم المصالح الاستغلالية والاحتكارات الدولية عن طيب خاطر ، فيما هي مستعدة لاضطهاد عمال العراق وتهميشهم ونكران مصالحهم ، والعدوان على تنظيماتهم التي اكتسبت شرعيتها من العمال انفسهم ، ومن الاتفاقات الدولية التي تلزم حكومة العراق باحترامها . ولكنها كعادتها في تجاهل القوانين ، حتى التي تسنها هذه الحكومة الجاهلة نفسها ، اعتدت على الطبقة العاملة ، ومنعت التعامل مع نقاباتها ، واغلقت مكاتبها بذريعة ودونما ذريعة. لأنها عرفت أن هذه النقابات ما زالت فتية ولم تتمرس بالنضال بعد ، فوجدتها فرصة لقمع تطلعاتها وتحجيمها.
وفي برنامج الحكومة الذي وضعت عرفه قوات الاحتلال ، منع وزير النفط الشهرستاني سيء الصيت التعامل مع نقابات النفط العراقية،معتمدا قوانين النظام المقبور ليمنح الاحتكارات النفطية فرصة النهب دونما منغصات. اضافة إلى عملية البيع المخزية للعاملين في القطاع النفطي ، الذين جرى بيعهم بصمت، وبعقود عبودية لا حياء فيها، لكي يكونوا خدماً للاحتكارات وتحت رحمتها ، وعرضة للاذلال وامتهان الكرامة . ومع كل ذلك؛ قدم هذا الوزير بلاغات كاذبة ضد النقابيين متهماً إياهم بالارهاب، فجرى تقديمهم إلى المحاكم لتخويفهم ومنعهم من هذا النشاط النبيل . كذلك فعلت وزارة النقل التي منعت العمل النقابي وحرّمت على النقابيين السفر إلى خارج العراق بقرارات مثيرة للسخرية والألم معاً .
أما وزارة الكهرباء وبعد تولي الشهرستاني كرسيها نيابة ، فقد امر الوزير سيء الصيت هذا، جلاوزته بالهجوم المسلح على نقابات الكهرباء واحتلال مكاتبها ومصادرة موجوداتها . ومنع الحديث عن النقابات في اروقة وزارته .
أي تعسف وأي ظلم تلقاه الطبقة العاملة العراقية في الوقت الراهن . وأي سلطة هذه التي تضطهد أوسع طبقات المجتمع ، طبقة العمال ، دونما خشية من قانون أو عرف انساني . وفي هذه المناسبة العظيمة ؛ ندعو ابناء شعبنا إلى التضامن مع عمال العراق ، منتجي الثروة الوطنية وابطالها المجهولين . ونحن أذ نتذكر كل ذلك نشعر أن من واجبنا العمل بجد من أجل جعل النقابات قوية وقادرة على المواجهة والصمود بوجه التعسف الفاشي ، وطغيان اذناب الاحتلال وعصاباتهم . علينا أن لا نتضامن فقط وأنما علينا أن نعمل بين صفوف الطبقة العاملة ونقويها ونعضّدها ونعمل في النقابات بحسنا الانساني وحده ، مؤمنين بعدالة قضية الطبقة العاملة التي نذرنا انفسنا للنضال في سبيلها .
عاشت وحدة وتضامن الطبقة العاملة في كل مكان ..
عاش الأول من ايار .. عاش عمال العراق ..
عاش حزبنا ذو الامجاد العمالية العريقة ..

الحزب الشيوعي العراقي- اليسار
الأول من أيار