هل الجيش السوري وطني ؟


ثائر الناشف
2011 / 4 / 28 - 18:42     

تساؤل عميق يطرح نفسه قبل وأثناء ثورة الكرامة السورية ، هل الجيش السوري وطني ؟ قبل أن نجيب عن هذا السؤال ، علينا أن نعود إلى تاريخ تأسيس الجيش السوري في آب / اغسطس عام 1945 .
لقد كان الجيش السوري منذ بداية تأسيسه ، جيشاً وطنياً ، يجسد الحالة الوطنية التي كانت سائدة آنذاك ، كما كانت عقيدته مبنية أساساً على الدفاع عن شرف الوطن والذود عن ترابه ومائه وسمائه ، فما الذي تغير اليوم في عقيدته القتالية ؟.
من الواضح أن تغييراً كبيراً طرأ على عقيدته التي تعد بمثابة الدستور الذي تهتدي عليه الدول والشعوب ، فلم تسلم عقيدته من التغييرات والتعديلات الكبيرة التي أدخلها نظام حافظ الأسد ، عندما تولى السلطة بانقلاب 16 نوفمبر / تشرين الثاني عام 1970 ، لكونه أحد أبرز جنرالات الجيش .
فالتغيير الكبير الذي طرأ على عقيدة الجيش ، أن نظام الأسد أفرغ العقيدة من محتواها الاصلي الذي تأسست عليه ، بحيث لم تعد مهمة الجيش محصورة فقط على الدفاع عن الوطن ، بل أصبح جيشاً عقائدياً ( حزبياً) مهمته الأساسية الحفاظ على أمن النظام واستمراره في الحكم .
إن تحويل الجيش السوري من جيش وطني إلى جيش عقائدي بصبغة طائفية تحصر المراكز الحساسة والمواقع القيادية إلى حاشية النظام ، لهو أكبر مؤامرة في تاريخ الجيش ، إضافة إلى توريث الحكم من الأب إلى الابن ، من دون أن يكون للجيش أي موقف أو رأي .
فالجيش العقائدي ( الحزبي ) من أفشل الجيوش وأكثرها فساداً ، وكل مَن خَدَمَ في الجيش السوري ، يعلم حجم الفساد الذي يمارسه بعض الجنرالات المتنفذين ، نقول ذلك ونحن على اعتاب مرحلة جديدة من التغيير السياسي الذي تشهده سورية أسوة بغيرها من الدول العربية .
لسنا هنا بصدد التشكيك بوطنية بعض الضباط الشرفاء والغيارى على مصلحة شعبهم ووطنهم ، وعلى عاتق هؤلاء الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب ولم تتلوث عقولهم بأيديولوجية البعث ، تقع المسؤولية الكبرى في إنقاذ وخلاص الشعب السوري من براثن العصابة الفاشية .
لكنه مجرد سؤال يتبادر إلى الذهن ، وقد طرحه العديد من الناشطين السوريين ، حول وطنية الجيش ، بعد أن رأينا بأم أعيننا جحافل الجيش وهي تجوب شوارع درعا ودوما والمعضمية وبانياس ، والكل يعلم علم اليقين ، ألا وجود لأي جماعات سلفية مسلحة في عموم سورية .
الجيش السوري الآن أمام مفترق طرق حاد ، فإما أن يلتحق بصف الشعب الثائر ، كما فعل الجيش التونسي والمصري ، أو يتحول إلى أداة قتل بيد العصابة المحتلة .
الخيار بيد الجيش ، وعليه أن يصحو قبل فوات الآوان ، ويتذكر جيداً ، أن الجيوش لحماية الأوطان ، لا لحماية الأنظمة المتسلطة على رقاب شعوبها .