بربرية الأسد الوريث


ثائر الناشف
2011 / 4 / 24 - 01:12     

لقد سجل التاريخ القديم في صفحاته السوادء أن هناك غلاماً قاصراً يدعى ( نيرون) حرق روما عن بكرة أبيها في لحظة جنون أعمى ، كما سجل أيضاً أن هناك سفاحاً دامياً لا يمت للإنسانية ( هولاكو) أباد شعوباً متمدنة وأفنى مدناً عريقة ، فإن التاريخ الحديث سيسجل في صفحاته القاتمة، أن هناك وريثاً قاصراً يدعى ( بشار) قتل واعتقل وعذب من الشعب السوري، ما لم تفعله فرنسا طيلة سنوات انتدابها لسورية.
دموية الأسد الوريث ، وصلت إلى حد الاعتداء على الجرحى والتنكيل بجثث القتلى ، وهو ما لم تفعله إسرائيل في حروبها مع العرب ، بل تعاملت معهم كأسرى حرب ، وليت كان تعامل أزلام العصابة ورجال أمنها مع الجرحى السوريين كأسرى حرب .
ما يدمي القلوب ويستقطر المآقي ، أن رصاص الغدر والخيانة الذي تستخدمه العصابة المحتلة هو من دم وعرق جبين الشعب السوري ، وكل رصاصة غادرة أطلقت ، ستدفع العصابة ثمنها عاجلاً وليس آجلاً .
إن دم الشهداء الأحرار الذي سُفح على ثرى سورية ظلماً وعدواناً ، هو فاتورة الحرية التي يتوجب على أي شعبٍ يتوق إلى الحرية دفعها ، وهو قربان الخلاص من نير العصابة المحتلة .
ولن يبقى لهذه العصابة المسلحة بالخسة والنذالة والحقد ، لن يبقى لها أثراً بعد عين ، مهما طغت وتجبرت ، ومهما قتلت واعتقلت ، فإن طوفان ثورة الكرامة سيجرفها إلى مزابل التاريخ ، كما يجرف السيل الرمال .
سيصمد الشعب السوري في وجه هذه العصابة القاصرة ، صموداً بطولياً ، وسيبذل الغالي والرخيص في سبيل دحرها إلى مهاوي الدناءة والرذالة التي جاءت منها، وستعود إليها وهي تجر أذيال الخيبة والعار، ولكن ليس قبل أن تدفع ثمن دماء الشهداء الذي أراقته بسلاح الجبن والغدر .
يبدو جلياً من مشاهد الدماء المسفوحة والرصاص المصبوب ، أن الحقد أعمى قلوب العصابة المحتلة ، وجعلها تطلق العنان لزبانيتها لكي يقتلوا ويعتقلوا الأصوات الحرة التي لم تعد تكتفي بطلب الحرية ، بل راحت تنادي بإسقاط العصابة المصابة بجنون العظمة .
قد لا يروق لبارونات العصابة المافيوية سماع مقولة " الشعب يريد إسقاط النظام " فهي لم تعتد على سماع مثل تلك المقولة ، وإن تردد صداها في البلدان المجاورة ، وبدلاً من سماعها ، ها هي الآن تسد آذانها بالعجين والطين ، عسى ألا يصلها صوت الحرية ، بل راحت ترد عليه بالنار والغاز ، لكنه سيصل في نهاية المطاف ، وسيجعلها تفقد صوابها ، بانتظار سقوطها المدوي .