نظام الأسد الطارئ


ثائر الناشف
2011 / 4 / 22 - 08:36     

حالة الطوارئ ، ليست تلك القضية الشائكة التي تداعى لأجلها ملايين السوريين ، كما يظن النظام السوري واهماً ، فالمشكلة الحقيقية والعقبة الكأداء ، تتمثل في المقام الأول بنظام الأسد ، لكونه نظاماً طارئاً منذ ما يزيد عن أربعة عقود .
ولا يهم كثيراً لدى عموم السوريين ، إن رفعت حالة الطوارئ أم لم ترفع ، فالأمر سيان ، لكن الشيء الأهم ، هو رفع نظام الأسد عن السلطة ، وتخليص الشعب من بلائه الذي أذل كرامته وخدش كبريائه في الصميم .
وسواء استجاب النظام السوري لمطالب الشعب الثائر ، أم لم يستجب ، فإن عدم استجابته حتى الآن ، يؤكد أنه يسير في الاتجاه الخاطئ ، الذي سارت عليه كل الأنظمة المستبدة التي سبقته في الرحيل ، وستحين ساعة رحليه ، طال زمن بقائه في السلطة أم قصر .
نظام الأسد يحاول الالتفاف في كل مرة على جملة المطالب المحقة للشعب السوري ، ظناً منه أنه يستطيع خداع الشعب هذه المرة ، كما كان يفعل في كل المرات السالفة ، وفاته أن حقن التخدير والتخويف فقدت مفعولها المؤثر على ضمير الشعب.
كل التنازلات التي قدمها النظام للشعب السوري لا تساوي شيئاً أمام شلالات دماء الأحرار التي أهرقت برصاص الغدر والخيانة ، ولن تفيده في حرف مسار ثورة الكرامة عن خطها الوطني الذي ارتضاه الأحرار .
فالثورة اليوم ، اتسع نطاقها ليشمل كل الأطياف التي يتكون منها المجتمع السوري ، كما لم تقتصر على مدينة أو يوم بعينه ، فكل المدن تهب بالتضامن والتعاطف مع المدن الأخرى ، وهذا ما يقلق النظام ويزيد من حجم تخبطه ، ويُفشل مخططاته في بذر الفتنة الطائفية والعرقية ، ليبرر لنفسه البقاء في السلطة .
لم يبق أمام النظام سوى الفهم ، أن الشعب ليس مغفلاً وساذجاً إلى الحد الذي يعتقده ، وأن ثورته لن تهدأ قبل رحيله من السلطة التي ورثها بشكل غير شرعي ، فقوة الشعب على الأرض لا تقهرها أي قوة أخرى ، والكلمة الأولى والأخيرة هي للشعب عندما يقرر ما يريد ، ولن تقف أي قوة في طريقه .
والشعب اليوم يريد إسقاط النظام ، نظام الطوارئ والأحكام العرفية التي أذلت الكرامة وأعادت سورية إلى ما قبل مرحلة تأسيس الدولة .