الذكرى الثامنة والعشرون للاستشهاد المناضل الشيوعي علي لفته العبيدي


ماجد لفته العبيدي
2011 / 4 / 17 - 19:53     


أقدمت الديكتاتورية الفاشية الصدامية قبل ثمانية وعشرين عاما على اقتراف جريمة بشعة بحق المناضل الشيوعي على لفته ألعبيدي ومجموعة من رفاقه الذين استشهدوا تحت التعذيب في أقبية مديرية الأمن العامة , والذين تم تبليغ ذويهم فيما بعد عن إعدامهم , وبالتزامن مع استعدادات الحزب لعقد مؤتمره الرابع عام 1984 في جبال كوردستان العراق .
ولد الشهيد علي لفته ألعبيدي في مدينة الناصرية , وقد عرف عنها كباقي المدن العراقية بسالتها ومقاومتها للظلم والاضطهاد , و ساهم الآلاف من أبنائها بنشاط في صفوف الحركة الوطنية والديمقراطية العراقية , ولد الشهيد علي في واحد من أفقر أحيائها الشعبية (محلة الشرقية ) , من أسرة فقيرة كادحة , و قد تشكل وعيه السياسي عبر المعاناة الحياتية اليومية , وبتأثير أخوته وجيرانه وزملائه , فانتمى في عام 1964 إلى صفوف الاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية ,
وحصل على شرف العضوية في الحزب الشيوعي العراقي عام 1971 , وعمل في صفوف اتحاد الشبيبة الديمقراطية في عام 1975, وكان عضو في أحد اللجان العمالية في مدينة الناصرية , وأصبح في عام 1976 ممثل للطلبة الشيوعيين في معهد الإدارة بغداد , وعضو في اللجنة الحزبية المشرفة على عمل المعاهد الطلابية في العاصمة بغداد .

أعتقل في عام 1977 على اثر تصديه لزبانية النظام من أزلام الاتحاد الوطني في معهد الإدارة , وظل في المعتقل لمدة شهر , مورس بحقه شتى أنواع ا لتعذيب ,وقد عجز جلاديه من انتزاع الاعترافات منه أو الحصول على تعهد بعدم العمل السياسي , ذلك القرار السيئ الصيت الذي استخدمته الدكتاتورية الفاشية للإسقاط السياسي في بداية الحملة على الشيوعيين والديمقراطيين في عام 1978.
وبعد خروجه من المعتقل واصل الرفيق علي لفته ألعبيدي ارتباطه في الحزب في ظل الحملة القمعية وعمل في صفوف التنظيمات السرية في بغداد , ومن موقع عمله في وزارة الصناعة , كمسئول عن قسم المخازن في الوزارة , أستطاع إن يقدم للحزب الكثير من القضايا اللوجستية لحماية الرفاق , مثل الأختام والهويات , والسكن والمساعدات المادية ..الخ
القي القبض على المناضل علي لفته العبيدي في نهاية 1982 ضمن الحملة التي شنتها الدكتاتورية الفاشية على تنظيمات الحزب في عموم العراق , , في مدينة الناصرية قرب كراج بغداد السابق الواقع في شارع عشرين , الذي يطلق عليه الشيوعيين في الناصرية (شارع فهد )الكائن في محلة السراي , إثناء توجه إلى عمله في بغداد , وبوشاية من المجرم ضابط الأمن عامركاظم وبالتعاون مع احد مخبريه في محلة الشرقية , ظل حتى أخر لحظاته صامدا في وجه جلاديه على الرغم من وسائل التعذيب الهمجية ولاأنسانية التي استخدمت معه حسب رواية أحد شرطة الأمن السابقين .
أستشهد الرفيق علي لفته في أواخر عام 1983 حسب ما وجد في الحاسوب الالكتروني لمديرية الأمن العامة , ولم يعثر على رفاته أو قبر له , لكنه كان يعلم إن قبره سيكون في قلوب الشيوعيين .
Karim [email protected]