المتقاعدون .. سينما ومسرح!

المتقاعدون .. سينما ومسرح!
حسب الله يحيى

لا يعقل ان يصل حجم الفساد الاداري والمالي الى سرقة رغيف الخبز من جائع في الرمق الاخير من حياته ..لكن يبدو ان ما لايعقل ..بات معقولاً ومقبولاً وطبيعياً لدى بعض القائمين على دفة الامور وبسط النفوذ وادارة شؤون الناس الذين لاشأن لهم لدى هؤلاء المسؤولين .
ولم يعد مبلغ المليار دولار الذي صرف في الماضي على طلاء جدران دائرة السينما والمسرح كافياً ،ولا ملايين الدولارات التي اغدقت على نفر محدود من مسؤولي هذه الدائرة للايفادات المفتوحة الى بلدان العالم ..كافياً كذلك ..حتى ان القائمين على هذه الدائرة يؤكدون عبر الفضائيات ان الميزانية باتت (صفراً) !!
وبسبب (عدم الكفاية) التي هدرت اموالها من دون اوجه صرف معلومة ومحدودة ومعقولة ؛لم تجد دائرة السينما والمسرح امامها الا التجني والسيطرة على الحقوق المالية للمتقاعدين فيها ..
وهذا ماتشير اليه الشكوى التي رفعها نخبة من موظفي دائرة السينما والمسرح من المحالين على التقاعد الى انظار السيد رئيس الوزراء والى وزير الثقافة والمالية والمنشورة في (الصباح الجديد) بتاريخ 27/3/2011 .
وجاء في الشكوى : (ان دائرة التقاعد امتنعت عن تمشية معاملة المتقاعدين الا بعد تسديد اسهامات الدائرة ،في الوقت الذي ترفض فيه التسديد ) !
وهذا يعني ان هذه الشريحة من المجتمع ستظل محكومة بالظلم والفاقة والذل ..الى أن تستيقظ الضمائر في دائرة السينما والمسرح وتحسن الى شيخوخة العمر وتسدد ما بذمتها من الاموال التي تعود الى رواتب المتقاعدين أنفسهم ..لا منّة من الدائرة عليهم ،ليتسنى لهم استلام الرواتب التقاعدية التي ظلوا ينتظرونها منذ سنتين !!
وكان الامل والرجاء يتمثل في هذا الجمع من الفنانين المثقفين الذين يعملون في هذه الدائرة ويخاطبون الجمهور بالمثل العليا وقيم الفضيلة وزرع كل ماهو سليم ونزيه وعادل وامين بين الناس ..عبر عروضهم المسرحية ؛ان يكونوا القدوة الحسنة والانموذج الافضل قبل ان يشدوا حقائبهم ويتوجهوا الى ايفادات وسفرات دائمة وفعاليات هامشية دعائية فجة تصرف عليها الملايين ،أن يولوا أبسط حقوق زملائهم والاحتفاظ بالنسب المستقطعة من رواتبهم طوال سنوات خدمتهم ،لتكون عوناً لهم في مواجهة سنوات شيخوختهم ،لا ان يتم الاستيلاء عليها وصرفها وعدم تسديدها لأصحابها المتقاعدين .
إن الشكوى التي وردت من الموظفين المتقاعدين في دائرة السينما والمسرح ..تحتاج الى من ينصف اصحابها ويعيد اليهم حقوقهم المهدورة ،حتى لاتظل ظاهرة الاستئثار بالمال العام .. سينما ومسرح !