ثورة الكرامة لا تقهر


ثائر الناشف
2011 / 4 / 16 - 16:53     

يستميت نظام الأسد في إخماد شعلة الحرية التي ألهبتها سنوات القمع والقهر والاستبداد ، ولكن من دون جدوى ، فالوقت تأخر كثيراً ، وحجم المعاناة لا يقدر بحفة إصلاحات ترقيعية لا تغني أو تسمن من جوع .
لقد فشل النظام السوري في وقف المد الثوري ، كما فشلت من قبله كل الأنظمة الشمولية ، وها هو اليوم يفشل فشلاً ذريعاً في قهر ثورة الكرامة السورية ، التي هبت نسائمها في كل أرجاء الوطن السوري .
يستمر النظام في الكذب على نفسه ، ويحاول أن يصدق كذبته السمجة ، بل ويريد من الآخرين أن يصدقوا أكاذيبه المملة ، بأنه نظام المقاومة والمواجهة المزعومة ، ويزيد في مقدار كذبه ادعاءاته المتهافتة بأن ما يحصل في سورية مؤامرة مدبرة من أطراف خارجية وداخلية .
ولعل الصورة الحية من بلدة البيضه الواقعة على الساحل السوري ، والتي ظهر فيها عناصر أمنه المدججين بالسلاح والعتاد، وهم يقومون بالدوس والركل على رؤوس وظهور المواطنين العزل في انتهاك فاضح وصارخ لكرامة وعزة الشعب السوري ، كذبت ادعاءاته وأسقطت قناع الزيف عن وجهه النتن .
إن المجتمع السوري بمختلف أطيافه ومكوناته العرقية بريء براءة كاملة من عبث النظام واستهتاره بكرامة السوريين ، فشراذمه المسماة بالشبيحة لا تمثل ولا تسيء سوى نفسها المريضة بداء الهستيريا الذي يصيب النظام كما يصيبها .
وقد حاولت تلك الشراذم المريضة ، أن تقهر كرامة الشعب السوري ، التي ولدت مع انبلاج فجر الثورة والحرية ، لكنها فشلت وستفشل في وقف ثورة الكرامة التي اقتربت من استرداد الحرية .
كرامة الشعب السوري أغلى من أي شيء ، أغلى من حفنة الإصلاحات الترقيعية التي يتصدق بها النظام في الوقت الضائع ، وأغلى من تماثيله وأصنامه التي تشوه حاضر سورية وماضيها المجيد ، فلن يستطيع من بعد اليوم قهرها أو كسرها .
ولأن ليل الظلم لا يدوم طويلاً ، فإن قهر نظام الأسد لكرامة السوريين لن يدوم أيضاً ، ومثلما استطاع نظامه الفاشي قهر كرامة السوريين على مدى أربعة عقود مضت ، فإن ثورة الكرامة ستقهره بذات القدر، في يوم موعود لا ينفع فيه الندم .