شكوى من أم ليبية إلى منظمة العفو الدولية


محمد كوحلال
2011 / 4 / 13 - 22:20     

شكوى من أم ليبية إلى منظمة العفو الدولية
اقتباس محمد كوحلال
ياربى
إنى أم ليبية
إسمى كجميع الأسماء المعروفة من زمن
في كل الأرض العربية
والوشم الباهت في خدي
رسموه غداة زواجى من رجل
عيناه بلون الصحراء الكبرى
وبحار الرمل الليبية
وبعمق الحزن المحفور فى صدرى
وهموم الأم الليبية
***
ياربى
إنى أم قد ذبح القذافى رجلى
وتمرغ صبيته وعساكره في أوصالي
لمجرد أن نسى المرحوم
حضور لقاء اللجنة الشعبية
إذ لم نعرف
ان الإعدام عقاب النسيان
لم ندرك قبل خطاب (القائد)
موت الإنسانية فينا والإنسان
كنا أسلمناه
كل صحارينا وسواحلنا
وهجرنا كل مساجدنا وجميع حصون معاقلنا
ونسينا حتى القرآن
لنعيش إماء عبيدا، فى ظل أمان القرصان
لكن لم ندرك أن (معمر) هولاكو
ولجان الثورة خصيان..
***
إننى لم أدرك رغم المأساة
فداحة ظلم القذافى
فأنا فى الأوًل فتاة نجوع وفيافى
حتى شنقوا فى يوم مغبر أسود
ولدى الأوحد
تلميذا مخضر العود ووافى
لم يعرف بعد سواد الكحل من البارود
ساقته لجان الخصيان المرحى
معصوب العينين وحافى
وبساحة مدرسة الأطفال رموه قوادم
وخوافى صلبوه
فمالت جثة طفل من حبل
فيما خلف الأسواتر يلوح القذافى
****
وكأم طالبت بجثمان حبيبى
وكتبت عرائض أستجدى
وعرائض أخرى أستنكر
وكشفت جميع مساحاتى
للجان الخصيان وللعسكر
لكن حرمونى قبرا لحبيبى
فالطفل أهان كتاب السلطان الأخضر
وعقوبة هذا الجرم الموت
ولو قدروا كانت أكثر
****
يا خالق هذه مأساتي
وحكاية أم ليبية
إنى لا أعرف ما إسمى
إني لا أعرف عنواني
فأنا لا أملك أوراق هوية
وبقايا ذاكرتي، لا تحفظ إلا أوجاعي
وهدير وصية ...
أن يثأر لى أهلى من هولاكو
من صبيته، من عسكره
من كل لجان العهر الشعبية والثورية..
للأعلى
شاعر مجهول