ثورة الكرامة السورية


ثائر الناشف
2011 / 4 / 10 - 11:32     

تتعدد الثورات العربية وتتلون بتلون التراث الشعبي لدى كل بلد، ففي تونس ، كنا أمام ثورة الياسمين التي فاح منها عبق الحرية ، وفي مصر كنا أمام ثورة اللوتس ، تلك الزهرة الفرعونية التي ترمز إلى الحياة ، أما في سورية ، فنحن اليوم أمام ثورة الكرامة على الظلم والقهر والاستبداد .
لطالما عرف السوريون منذ الأزل ، أنهم شعب العزة والكرامة الذي لم يسمح لأي أحد كان ، أن ينتقص من كرامته أو يخدش من كبريائه ، فإنه اليوم يثور لاستعادة كرامته المصادرة في المعتقلات والزنازين ، ويثور دفاعاً عن حريته المسلوبة في أقبية الظلام .
عندما تستباح كرامة الشعب السوري لمدة أربعين عاماً ، وتستبدل بجدران سميكة من الخوف والرعب ، فإن هذا لا يعني فناء الشعب ، كما يراهن نظام الأسد ، ما دامت روح الإنسان حية باقية ، وها قد انتفضت تلك الروح بعد سبات طويل ، وعادت إليها الكرامة التي غابت في مجاهل القهر والاستبداد.
هناك الكثير من الشعوب التي تعيش بلا كرامة ، أو لا تعنيها الكرامة شيئاً ، قدر ما تعنيها لقمة العيش أو قدر ما تعنيها المصالح ، لكن الأمر يختلف اختلافاً كبيراً لدى الشعب السوري الذي يفقد وجوده ، عندما يفقد كرامته .
لهذا فإن ثورة 15 مارس / آذار ، هي ثورة الكرامة التي سلبها نظام الأسد ، ثورة على الظلم والقهر والفساد والاستبداد ، تلك الموبقات التي خطفت الشعب السوري من وجه التاريخ .
لقد أساء نظام الأسد إلى تاريخ الشعب السوري حيث استخف بعقله ، سفح دمائه ، اعتقل أحراره ، اغتصب حرائره ، ألغى تاريخه ، وباعد بين حاضر شبابه وماضي أجداده ومستقبل أجياله .
كل قطرة دم سالت على ثرى الوطن ، وكل صرخة ألم تأوهت بها أجساد المعتقلين ، ستمهد الطريق نحو الخلاص من طاغوت الفساد والاستبداد ، وستعيد روح العزة والكرامة والحرية إلى ملايين السوريين .
إنها ثورة الكرامة التي أنطلقت بشائرها في زمن الصحوة الثورية والهبة الجماهيرية ، هذه الثورة العظيمة التي انتظرها السوريون بفارع الصبر ، ستعيدهم كما كانوا بالأمس ، أعزاء لا أذلاء .