لماذا تأخرت الثورة السورية ؟


ثائر الناشف
2011 / 4 / 6 - 11:51     

تتردد أصداء هذا السؤال أعلاه ، لدى الكثيرين من الأشقاء العرب ، وكأن في سؤالهم هذا لمسة عتب على عموم أبناء المجتمع السوري ، الذين لا حول لهم ولا قوة حتى الأمس القريب .
أما اليوم ، ومع انطلاق فجر ثورة الكرامة في 15 مارس ، تغيرت الرؤية ، وتغيرت معها الكثير من الانطباعات والمفاهيم التي كانت تنظر للسوريين بقلة ذات اليد والحيلة ، وهم الذين ابتلوا بلعنة التوريث ، وقبل ذلك بلعنات الاستبداد والقمع ، منذ أن جرى اختطاف سورية من قبل عسكر البعث ، قبل خمسة عقود .
ألم يكن حرياً بالسوريين إطلاق ثورتهم قبل كل العرب ، لا سيما وأنهم نالوا من القمع والقهر ، ما لم تنله معظم الشعوب الأخرى؟.
فلماذا إذن تأخر قطار الثورة السورية عن الإقلاع ؟ الجواب عن السؤالين السالفين ، يقتضي منا الإشارة إلى حجم القمع والكبت الذي مارسه نظام الأسد ضد الشعب السوري ، فلا نبالغ إذا قلنا ، إن الأسد الأب الذي لازال يحكم سورية من قبره ، استطاع بطغيانه أن يقتل روح المبادرة لدى ملايين السوريين ، وقد تجلى ذلك بصمتهم المريب على نقل السلطة لنجله الوارث لعرشه .
فالشعب السوري لا يلام على صمته ، لكنه يلام إذا لم تؤت ثورته أكلها ، أي إذا ارتضى لحفنة الإصلاحات التي يتصدق بها النظام في محاولة يأسة منه لإطفاء جذوة الثورة المتقدة ، وهو ذات النظام الذي ظل حتى الأمس يتهكم على قلة النضج العقلي لدى الشعب السوري.
لهذا كله ، لا نستطيع القول ، إن الثورة السورية تأخرت عن موعد انطلاقها ، فالربيع السوري جزء من الربيع العربي ، وإن كانت سورية بتاريخها الحديث ، لها قصب السبق على غيرها من الدول العربية في إذكاء روح الثورة ، لا يضيرها اليوم أن تسلتهم هذه الروح الأبية من أشقائها .
فالهدف الأخير من الثورات العربية ، تحقيق التغيير الذي يرتضيه الشعب ، وهدف الثورة السورية لا يقل في مقداره عن أهداف الثورات الأخرى في بلوغ التغيير الذي ينشده الشباب .
وهذا التغيير لا يتم من دون تضحيات كبيرة يقدمها الشعب كضريبة مستحقة لسنوات الذل والحرمان في سبيل استعادته لحريته وكرامته ، ولعل التضحيات الجسام التي قدمها الشباب السوري في كل المدن والبلدات ولازال يقدمها ، من أولى معالم الطريق نحو التغيير والحرية .
طالما أن الثورة السورية لم تتأخر ، فإن التغيير لن يتأخر أيضاً ، طال ليل هذا النظام الفاشي أم قصر .