الثورة السورية ليست مؤامرة


ثائر الناشف
2011 / 4 / 1 - 16:58     

ها قد انطلقت بشائر الثورة السورية من أقصى الجنوب ، من قلب درعا الثائرة بشبابها وشيبها ، لتصل إلى أقصى الشمال ، إلى جبابرة القامشلي ، جبابرة كاوا الحداد وصلاح الدين ، بعد أن ذاق الشعب السوري مرارة اليأس والذل والهوان من أسوأ نظام فاشي عرفته سورية في تاريخها القديم والحديث .
قطار الثورة ، انطلق مسرعاً ولن يتوقف إلا في محطته النهائية ، وهو ليس حكراً على جهة أو طرف بعينه ، بل هو من صنع الشعب ، انطلق مع انطلاق ربيع الثورات العربية بعد عقود من التعطل والشلل .
إن الثورة السورية ، وما أشيع عنها من أقاويل وأباطيل لا تستند إلى البرهان الصحيح ، ليست مؤامرة كما يظن أو يعتقد أصحاب العقول المريضة ، الذين دمغت ذاكرتهم بنظرية المؤامرة .
إنها ثورة شعب يتوق الى الحرية والعزة والكرامة ، مثلما تاقت إليها الشعوب العربية في جمهوريات الخوف والقمع والفقر ، جمهوريات النهب والفساد والتوريث .
فلا يزايدن أحد على ثورة الشباب السوري الذي خرج يهتف بنداء الحرية ، خرج بشكل سلمي وحضاري ، عاري الصدر ، عزيز النفس ، شامخ الهامة .
إذا ما أردنا أن نتحدث عن المؤامرة التي يتشدق بها نظام الأسد للالتفاف على مطالب الثورة ، فإن أكبر مؤامرة تمثلت بإطلاق النار على المتظاهرين العزل ، الذين طالبوا بأبسط حقوقهم ، قبل أن يوغل النظام المتغطرس في قمعهم واعتقالهم .
فليست نداءات الحرية ، سلعة مستوردة من الخارج ، كما أنها ليست مؤامرة مدبرة ، إنها حق مدني نادت به كل شعوب الأرض قاطبة .
فمتى يفهم نظام الاسد أن حرية الوطن والمواطن فوق الجميع ؟ متى يعلن النظام السوري أنه فهم شعبه ؟.
الواضح من مسار أحداث الثورة السورية ، أن نظاماً توليتارياً فاشياً كنظام الأسد ، ليس بصدد فهم معاناة شعبه ، طالما بقي عقله مسكون بنظرية المؤامرة .
فهكذا نظام يتغذى من المؤامرات ويستمد وجوده منها ، لن ينجلي ليله إلا بالثورة على تلك المؤامرة التي يحيكها ضد خيارات شعبه في الحرية والعدالة والمساواة .
ليعلم النظام السوري ، أن زمن المؤامرات البائدة ولى إلى غير رجعة ، وأن زمننا اليوم هو زمن الحرية والتغيير ، وأن الثورة مستمرة حتى النصر .