شباب معان المغرر بهم ... من المسؤول؟؟؟


وليد حكمت
2011 / 3 / 29 - 13:22     

أثارت عملية اقتحام دوار الداخلية استياء الشارع الأردني عامة وما رافقها من أعمال عنف ضد المعتصمين سلميا المطالبين بتحقيق إصلاحات وطنية معبرين عن الروح الحضارية للإنسان الأردني وسط هتافات وطنية تطالب بتسريع عملية الإصلاح واجتثاث الفساد و الفاسدين ، وجاءت عملية الاقتحام وفض الاعتصام بطريقة حاسمة ومستعجلة تحسبا لقدوم جماهير غفيرة من المحافظات والمتعطشة إلى التعبير عن رأيها في محاربة الفساد والاستبداد والتوريث السياسي والخبط الدستوري التي تطغى على المشهد الأردني ، فكان ما كان من جرحى ومصابين وشهداء....
وهذا أمر طبيعي في العرف السلطوي الذي يلغي الرأي الآخر ، قمع الاصوات المطالبة بالحرية والإصلاح والعدالة الاجتماعية والمساواة، فالحكومة التي لا تمتلك خطابا إصلاحيا واضحا ينأى بالوطن عن الفوضى والخراب ستكون ادواتها الهراوة والغازات المسيلة للدموع والضرب والإيذاء وامتهان الكرامة الإنسانية ولو كان لدى الحكومة وأصحاب القرار نوايا حقيقة للإصلاح لما تنادى الشباب في دوار الداخلية للاعتصام سلميا وهو حق كفله الدستور الأردني وكفلته المواثيق الدولية والشرائع الدينية .
ولم يك جديدا علينا خروج زمر البلاطجة من هنا وهناك لينقضوا على المعتصمين رجما بالحجارة وهذه ليست سنة نظام مبارك البائد بل عادة تاريخية قديمة ذكرت في القرآن الكريم والتوراة حيث كان الاحتشاد للرجم طقس ديني يؤدى كعقوبة للمصلحين والدعاة والأنبياء عند الشعوب القديمة في المشرق العربي ، ولكنها أيضا عادة غريبة ومستهجنة في مجتمعنا الأردني المعاصر الذي تشكل على التعاون والمساواتية واحترام الآخرين.
ولم تكتف بعض الرموز المتنفذة بذلك بل عملت على استقدام بعض الشباب المراهقين المغرر بهم من مدينة معان بسيارات حكومية وباصات حكومية (شركة تطوير معان – بلدية معان – وزارة الثقافة- ) وغيرها بعد ان تم تعبئة هؤلاء الشباب المغرر بهم بان هناك من يدعون بالإخوان يريدون تخريب الأردن وهناك شيوعيون وعلمانيون وهناك فلسطينيون حاقدون على الأردن يسعون للفتنة والتخريب ، وهكذا تمت عملية غسيل الأدمغة بطريقة تثير الخجل وتدل على مستوى الإفلاس الفكري لدى تلك الأدوات المحرضة التي فقدت شرعيتها و أدوات بقائها إلا من خلال زرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد ، وبعد أن تمت عملية التحشيد والتعبئة من قبل تلك الأدوات السلطوية التي خشيت على كراسيها استعانت ببعض نواب مدينة معان نواب 111 من الذي أحسوا بقرب رحيل البرلمان ومن الذين فقدوا شعبيتهم وسقطت عنهم الأقنعة بعد أن أعطوا الثقة بالجملة للحكومات الهالكة بدون تحقيق أية مكتسبات لمدينة معان المحرومة والمهمشة منذ عقود ،فأرادوا أن يقدموا مواقف وانجازات غوغائية تحميهم من عقاب أبناء معان لهم ولبعض المشيخات المستفيدة والتي تتقاضى رواتب من وزارة الداخلية ، هؤلاء الشباب الذين تم تسليحهم بالشباري والسيوف والخناجر والأمواس ليتم شحنهم في سيارات وباصات وزارة الثقافة لتقول للأردنيين جميعا ها هي معان عاصمة الثقافة الأردنية لعام 2011 وها هم شبابها جئنا بهم ليقدموا لكم نشاطات ثقافية ومهرجانات وطنية بالدبابيس والخناجر وكافة أدوات البطش والتنكيل لتعكس صورة رسالة وزارة الثقافة التي تحشد للعنف والبطش والممارسات المتخلفة وبعد أن حصل ما حصل في دوار الداخلية من قبل الشباب المغرر بهم زحف نفر من قيادات مهرجان البلطجة مسرعين نحو الديوان الملكي ليحققوا مكاسب شخصية على دماء الأردنيين وعلى حساب تشويه صورة معان وأبنائها ولم يسألوا أنفسهم هؤلاء النواب ومرافقيهم من المشيخات المستفيدة من الفساد ، ماذا حققت الحكومة لمعان وقد هدم قبل أيام مصنع الروفر وقبله أزيل مصنع الزجاج وسرقت أراضي معان وواجهاتها من قبل الأجهزة الرسمية لتباع إلى شركات مجهولة وفشلت التنمية التي روج لها إعلاميا مثل الميناء البري وشمس معان وغيرها وتم إقصاء أبناء معان عن مواقع القرار في الدولة وتم اعتقال وتعذيب أبنائها في السجون ، ما هو دور النائب هل دور النائب يكون في التطبيل والتزمير والرقص والتصفيق للحكومة أم مراقبتها ومحاسبتها ومساءلتها وتحقيق المكاسب التنموية لأبناء مدينته ومجتمعه المحلي هل دور النائب يتم من خلال تسليح البلاطجة بالفؤوس والشباري ويحثهم على شتم الأردنيين وتهديدهم متشبها بالكوز والسعود وغيرهم من إفرازات التزوير والدوائر الوهمية.
لا يا شباب معان لا تكونوا أداة تحركها بعض الرموز الفاسدة التي شعرت بان الخطر يتهددها .
وانتم يا من تدعون أنكم تمثلون معان في الديوان الملكي وقد ذهبتم لتحقيق مصالح شخصية ولتلعقوا بعض الفتات لتبيعوا دينكم ومبادئكم بعرض من الدنيا زائل لن ولم تمثلوا معان في يوم من الأيام ، معان التي قدمت الشهداء في فلسطين والقدس والعراق والأردن ، معان التي أنارت ظلام الاستبداد عام 1989 م وجلبت الديمقراطية للأردنيين كافة لن تكون مصدرا للارتزاق وعنوانا له .
إن ما يخشاه أبناء معان المخلصون الشرفاء أن يتم جلب العاطلين عن العمل والشباب المهمش في معان لتتم تعبئتهم واستغلالهم واستخدامهم كأدوات توجه لصالح بعض الرموز الأمنية التي هتف بسقوطها في دوار الداخلية ولماذا يقع الاختيار على شباب معان فقط ؟؟؟؟، ويتم استقدامهم إلى دوار الداخلية سؤال يطرح نفسه ورسالة خطيرة وهامة إلى جميع أبناء معان ليفهموها .
شباب معان الذي ترك فريسة للحبوب والمخدرات ليواجه مصيره مع البطالة والفقر والبؤس والتحطيم المعنوي والنفسي فلا رياضة ولا ثقافة ولا عمل ولا مستقبل والجميع يعلم من المسؤول عن ذلك .
إن أبناء معان ومثقفيها وناشطيها يدركون اللعبة ومضامينها ويدركون الأدوات المحركة وارتباطاتها مع بعض القوى في عمان ويدركون أنها تقبض الثمن على حساب الزج بالشباب العاطل عن العمل والمغرر به والمعبأ إقليميا وشوفينيا ، ويا للأسف أيضا أن يترك هؤلاء الشباب في عمان - بعد أن وعدوا بتقديم الطعام والشراب والفلوس والمكافآت – بدون غداء الأمر الذي دفعهم إلى الذهاب إلى احد المطاعم ليطلبوا الطعام وليقولوا لصاحب المطعم ليس معنا نقود لقد تركونا في عمان بدون غداء حينها أشفق صاحب المطعم عليهم وعلم قصتهم وقدم لهم الطعام مجانا ، شباب جائع ومحروم ومهمش يتم تعبئته واستقدامه واستخدامه ثم يترك في عمان مسلحا بأدواته الحربية بدون طعام يا للعار يا للعار ، معان وأهالي معان كافة بفعالياتها وعشائرها تستنكر كل ما حدث وتحمل المسؤولية الكاملة للحكومة وبعض نواب معان وبعض المتنفذين الذين لا هم لهم إلا أن يحافظوا على امتيازاتهم ومكاسبهم وأعطياتهم حتى لو كانت على حساب الوطن وأبناء الوطن ودماء ابناء معان ، معان تتمسك بالوحدة الوطنية وتنتمي للوطن وأبناء الوطن من كافة الأصول والمنابت ولن تخذل الوطن يوما ما .