بطالة.. وتظاهرة


نقاء حسب الله يحيى
2011 / 3 / 11 - 19:42     



تعد مشكلة البطالة واحدة من المشكلات التي تستحق الدراسة والبحث وإيجاد الحلول المناسبة القابلة للتطبيق .. فهي ظاهرة تستحق الوقوف عندها .. ولفت الانتباه فالواقع يؤكد ان معدلات البطالة في تزايد مستمر، فالجميع يحاول البحث عن طريق للخروج من الأزمة ولكن الواضح انه يزداد ابتعاداً !.
فالبطالة على أشكال منها وجود أفراد قادرين على العمل وراغبين فيه ولكنهم لا يجدونه، وكذلك يمكن أن يعاني الأشخاص المشتغلون (الموظفون) من بطالة مقنعة عندما يكون إنتاجهم واستغلال مهاراتهم وقدراتهم متدنٍ إلى حد كبير، وهذا يعد من أسوا أنواع البطالة ، وان البطالة في العراق تشكل الغالبية العظمى من خريجي الجامعات والمعاهد ، كما يلاحظ إن نسبة المتعلمين بدأ يزداد وهذا يعني إهدار طاقات وموارد استثمارية للبلد من دون إنتاج إشغال هذه الطاقات لتصبح منتجة ومفيدة .. فالبطالة بالنسبة للخريجين هي مزيد من الآلام للمريض ..
البطالة منتشرة في جميع ميادين الحياة فالزراعة لا وجود لها ، والصناعة تعتمد على المستورد، لا وجود سوى قطاع ( الخدمات ) قطاع مؤهل لكنه مخنوق حيث تصل نسبته الى 30 % في حين يصل في معظم الدول الى 75 % .
فالبطالة سبب من أسباب التظاهرات التي تشهدها اغلب محافظات العراق فضلاً عن تردي الخدمات والواقع الأمني وملف المعتقلين .. وسواها من حقوق مطلوبة ومشروعة .. إن المتظاهرين يريدون ضمان مستقبله.
وأكد أحد المتظاهرين إن التغيير لا يحدث إلا بوقفة مشرفة من كل شعب وبتكاتف ايادٍ شبابية جميعاً .ان حضور نخب منوعة من أطياف الشعب العراقي من مثقفين وفنانين عراقيين ثم تأكيدهم على انهم ماضون في التظاهرات حتى تتحقق مطالب الشعب العراقي .
وفي لقاء مع فنانين تناقلته وكالات الأنباء .. أكدوا على أهمية المشاركة، وان المسرح والفنون العامة من أدوات التغيير وعدما يجد المتظاهرون الفنانين والمثقفين يشاركون في المظاهرات يدركون أهمية ووزن مظاهراتهم ..
وأشار جميع المثقفين إلى إنهم قطعوا المسافة مشياً على الأقدام للمشاركة في التظاهرات المطالبة بتحسين الخدمات وتوفير الأمن ومحاسبة المفسدين . وشارك في التظاهرات عدد من الأديبات والفنانات مؤكدين إنهم سيشاركون في المظاهرات القادمة ..
ترى من يستجيب للنداء: التظاهرة أم الحكومة العراقية ؟
هذا وذكر أحد الشباب المتظاهرين في لقاء معه يجب أن تكون المرجعية مع المتظاهرين وتمنحهم حقوقهم وتدعمهم ضد من أساء للشعب وانتهك حقوقهم وأمام الحكومة العمل ، يقول الامام علي (عليه السلام) : ( الظالم ومن أعان على الظلم ومن رضي به شركاء ثلاثة).
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها ( تظاهراتنا مشروعة ومطالبنا عادلة ) وأكدوا فشل مجالس المحافظات واستغلالهم المال العام .كما أكدوا ان اتخاذ قرار منع التجوال في بغداد أو المحافظات الساخنة وإغلاق الجسور بالحواجز الكونكريتية وكافة الطرق المؤدية للمنطقة سبق لإعاقة التظاهرات بدلاً من الإخفاء لمطاليب أصحابها .
يقول أحد شباب التظاهرة .. لقد أجبرتني القوات الأمنية للعودة الى البيت على الرغم من انني كنت مستعداً للتظاهرة وقد شتموني وهددوني بإطلاق النار إن لم ارجع إلى بيتي .
إن مطاليب المتظاهرين واضحة وعادلة ومعلومة ومشروعة وهناك قوائم من الطلبات قدمت إلى الحكومة تحتوي: إقالة مسؤولين فاسدين، وتوفير فرص العمل، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومحاربة الفساد المالي والإداري المستشري في الميادين كافة، وإعادة النظر في مسألة البطاقة التموينية، وإلغاء مجالس المحافظات ومجالس البلدية التي ترهق رواتبهم ميزانية الدولة في حين لا تقدم أي خدمة للمواطنين .