مشروع -الحزب الشيوعي الکردستاني ، مشروع لتثبيت الحکم الاستبدادي !!


رعد سليم
2011 / 3 / 10 - 15:20     

بعد المظاهرات و الاحتجاجات للجماهير الغاضبة في مدينة السليمانية في کردستان العراق ، و بعد استمرار و توسع بقعة التظاهرات لتشمل المدن الکردستانية الاخری مطالبين بمعالجة البطالة و الفساد و تحسين الاوضاع المعيشية و توفير فرص العمل و تقديم المسٶولين الفاسدين الي المحاکمة. کانت رد فعل القوات الامنية و المليشيات التابعة للاحزاب الحاکمة باطلاق النار علی المتظاهرين و قتل عدد منهم وجرح العشرات من المشارکين. وبعدها قامت تلك القوات باعتقال العشرات من منظمی التظاهرات و استخدام اساليب عده من اجل قمع تلك التظاهرات . لکن سرعان ماتحول سير التظاهرات و مطالب المتظاهرين بالمطالبة بحل الحکومة المحلية و البرلمان ، و طرد المليشيات و مقرات الاحزاب المسلحة الي خارج المدن و محاکمة مسٶولي الاحزاب الحاکمة الذين امروا باطلاق النار علی المتظاهرين الي المحاکم العادلة. و بعدها شکل المتظاهرين في ميدان الحرية في مدينة السليمانية لجنة مٶقتة للمتظاهرين . وقامت اللجنة باعداد لائحة من المطالب و وضعتها امام الاحزاب الحاکمة في الاقليم . و الجدير بالذکر قدمت احزاب المعارضة في البرلمان برنامجها الاصلاحي للخروج من الوضع الراهن في الاقليم حسب قولهم.
والان قدم الحزب الشيوعي الکردستاني مشروعا باسم" مشروع الحزب الشيوعي الکردستاني للاصلاح في کردستان" الهادف الي الاصلاح و اعادة صياغة الحياة السياسية/ الادارية في کردستان. وانا اود في هذه المقالة ان انتقد هذه المشروع الذي طرحه الحزب الذي حمل اسم " الشيوعية" الذي تناقض مع مطالب الجماهير المتحررة في کردستان العراق و حتی انه لا يتوافق مع مشروع حرکة التغيير الذي هو الاخر قدم مشروع استجابة مع الوضع الراهن ،و الذي طالب فيه حل الحکومة و التغيير. ان جوهر هذا المشروع بالرغم وجود العدد القليل من المطالب لمصلحة الجماهير، لکن بالشکل العام المشروع ليس له اي صلة من قريب او بعيد بمطاليب الجماهير المنتفضة المطالبة بالحرية المساواة و العدالة الاجتماعية.
لکن المشروع له خصوصية الاصلاح و النصيحة النزيهة للاحزاب القومية الحاکمة في کيفية استمرارهم في الحکم و تثبيت حکمهم الاستبدادي و خروجهم من الازمة الراهنة، وانقاذهم من الغضب الجماهيري ‌‌هذا من جانب، و من جانب اخر يريد المشروع ان يخدع الجماهير المنتفضة و يغلق عيونهم و ابعادهم عن نضالهم من اجل الحرية و الحياة الافضل.
والجدير بالذکر اصدر الحزب الشيوعي الکردستاني بيان اخر بتاريخ ٢٠/٢/٢٠١١ اي بعد احداث ١٧ شباط في مدينة السليمانية يطلب فيها تهدئة الاوضاع من اجل الحفاظ علی امن الاقليم والرجوع الي الحوار بين اطراف الحکم والمعارضة من اجل حل المسائل المتعلقة بالازمة.
ان الحزب الشيوعي الکردستاني يعرف بان ‌هذه الاحداث وقعت نتيجة الصراع بين الاحزاب الحاکمة و الاحزاب المعارضة في برلمان کردستان، و لايعترف بالانتفاضة الجماهيرية للشعب الکردستاني بوجه السلطة القومية و مليشيات الاحزاب الحاکمة في الاقليم، ولا يتطرق الی المطلب الشعبي للجماهير باسقاط حکم الاحزاب الحاکمة و ومعاقبتهم لتورطهم في الفساد و سرقة اموال الشعب.
ان المطلب الاساسي للمحتجين هو حل الحکومة و البرلمان، و حل المليشيات المسلحة الاحزاب الحاکمة بما فيه اجهزتهم الامنية القمعية، و وطرد مقراتهم الحزبية المسلحة من المدن. ومحاکمة المسٶولين من الاحزاب الحاکمة الذين امروا باطلاق النار علی المتظاهرين الي المحاکمة العلنية و معاقبتهم. لکن مشروع الحزب الشيوعي الکردستاني لايشير لهذه المطالب و لا يتکلم عن المطلب الجماهيري و بدلا عن ذلك يکرر کلام مسعود البرزاني باجراء انتخابات مبکرة، اي انتخابات مبکرة تتکلم عنها قيادة هده الحزب التي نتائجها معلومة مسبقا من قبل الشعب،، ای اعادة هٶلاء لکرسي الحکم لمره اخری. لا يحق لهم الکلام علی مسالة الانتخابات المبکرة في الوقت الذي تسيطر هذه الاحزاب علی کافة الامکانات و ميزانية الاقليم ، ولديهم عشرات الالاف من المليشيات المسلحة ويسيطرون علی کل جوانب الحياة في الاقليم ، ليس هذا الا کلام فارغ و باطل، و الراي الاصلح ان تحل الحکومة و البرلمان، و تجريد الاحزاب الحاکمة من سلاحهم له الاهمية الکبيرى و بدون تنفيد هده المطالب لا نستطيع ان نتکلم علی التغيير او حتی الاصلاح، و ينبغي علی الجماهير ان تستمر بالمطالبة بهذه النقطة و تنضال من اجل تحقيق هذه الهدف.
انا لست بصدد ان ارد علی کافة النقاط في المشروع الذي هي بمثابة برنامج اصلاحي برجوازي و خارطة الطريق للاحزاب الحاکمة و لسلطة مليشيات في الاقليم من اجل تبرير الاوضاع السائدة.
ان هذا المشروع ليس مشروع لحزب يسمي نفسه بالشيوعي، الذي ينصح فيها برجوازية القومية الرجعية في الاقليم لتثبيت حکمها الاستبدادي بوجه العمال و الکادحدين و الشباب المتحرر، ان هذه المشروع ليس له من يشتري في الشارع الکردستاني، لانه المشروع کليا ضد مطالب و امال الجماهير المنتفضة التي تطالب فيها بالتغيير الحقيقي و صياغة الدستور الجديد المتمدن للاقليم ، ورفع شعارات : حل الحکومة و البرلمان و طرد الاحزاب الحاکمة ، ومحاکمة المسٶولين من حزب البرزاني الذين اطلقوا النار علی المتظاهرين في محاکمة علنية و عادلة، وايجاد فرص العمل للعاطلين او دفع ضمان البطالة بما يساوي الحد الادنی للاجور، العدالة الاجتماعية ، الحرية السياسية بدون قيد او شرط ، الغاء قانون الاحوال الشخصية ، محاکمة المفسدين من الاحزاب الحاکمة... الي اخره.
وحان الوقت لاعضاء و مؤيدي الحزب الشيوعي الکردستاني ان ينتقد هذه السياسة الانتهازية لقيادة حزبهم ، ومطالبته بالدخول في صفوف الجماهير المنتفضة في ساحة الحرية و المدن الاخری والمطالبة باتهاء الحکم الرجعي للاحزاب الحاکمة في الاقليـم. وان هذه الفرصة الوحيدة امامهم للاحتفاظ بسمعتهم بين الجماهير.