عساكر المالكي تقتحم مقرات الحزب الشيوعي


عودت ناجي الحمداني
2011 / 3 / 7 - 10:54     

الاقدام بأمر رئيس وزاء الحكومة العراقية بتطويق المقر المركزي للحزب الشيوعي العراقي ومقر جريته المركزية طريق الشعب من قبل قوات عسكرية في السادس من اذار الجاري مدججة بالسلاح ومتخذة مواقعها في ساحة المقر وبعضها على اهبة الاستعداد لرمي الرصاص وطلبها بتنفيذ توجيهات المالكي باخلاء المقرات خلال24 ساعة . فأن ذلك يعكس اصرار السيد المالكي وصرامة توجيهاته لألحاق الاذى بحزب وطني وتقدمي وقع عليه العبأ الاكبر في التضحيات في محاربة النظام الصدامي وغيره من الانظمة الدكتاتورية.
وقد شكل هذا العمل المنافي للديمقراطية صدمة كبيرة لجماهير الشعب ومنظمات المجتمع المدني التي تدرك وتتفهم موقف الحزب الشيوعي المميز بوطنيته التي لا يزايد عليها احد وبدفاعه الذي لا حدود له عن مصالح الكادحين والفقراء والمسحوقين وفي دفاعه المستميت عن مصالح الوطن.
ان منظمي الحملة على مقرات الحزب الشيوعي نسو وتناسو ان الحزب الشيوعي العراقي من الاحزاب التي دعمت بقوة العملية السياسية وهو حزب سياسي ساهم بنشاط بالبرلمان والحكومة السابقة رغم ما يثار عليها من ملاحظات وتحمل من جراء هذة المواقف الكثير من حملات النقد والتشويه والاتهام بموالاته للحكومة التي تنتهج نهجا طائفيا وعدائيا للشعب .
ان تطويق مقرات الحزب الشيوعي يصب في خانة العداء المسعور للشيوعية ويعكس مدى تنامي العداء للديمقراطية والحريات السياسية ويبرهن على ان القوى المتنفذة في الحكومة العراقية تستخدم شعارا الديمقراطية كخطوة تكتيكية لتثبيت اقدامها وعندها سوف تشن هجموها العدواني على الديمقراطية والديمقراطيين .

ان الحملة على مقرات الحزب الشيوعي انتهاك صارخ للحقوق السياسية والدمقراطية التي كفلها الدستور العراقي والتي تستهدف وضع العقبات للحد من تنامي نفوذ الحزب الجماهيري والحزبي وتحجيم نشاطه في تعبئة جماهير شعبنا للمطابه بحقوقها المغتصبه التي تتلخص في حياة كريمة وحره ونزيهه تتوفر فيها مستلزمات العيش الاساسية من كهرباء وماء وتعليم وصحة وسكن وغير ذلك من الخدمات اليومية .
فمن حق الحزب الشيوعي ان يقف بجانب جماهير الشعب ويدعم مطالبها المشرعة ويدعم كافة انواع الاحتجاتات التي عبرت عنها المظاهرات المليونية والتي شكلت استفتاءا لعدم ثقة الشعب بالحكومة وعجزها في حل مشاكل المجتمع والازمات التي خلقتها بسبب ادائها الفاشل.
ان على السيد الملكي ان يقدر الموقف الوطني للحزب الشيوعي ودوره في تعبئة الجماهير ضد الارهاب وفي تعزيز دور مؤسسات الدولة ,ومن الواجب الوطني ان يقدم اعتذاره عن اوامره بغلق مقرات الحزب وعن سلوكيات افراد عساكره التي اهانت بعض العاملين بالمقرات سواء بالركل او الرفس او بالترهيب باشهار السلاح .
ان هذة الحملة التي تستهدف مضايقة نشاط الحزب الشيوعي ليس لها مبرر سوى مبرر واحد هو لثني الحزب عن دعم مطالب الشعب ورفضه للسياسات الطائفية وتمجيده لمبدأ المواطنه كبديل للطائفية التي رفضها شعبنا واصرت عليها الحكومة.