ثورة الشارع ، ام صناديق الاقتراع ؟!!


رعد سليم
2011 / 2 / 23 - 13:48     

بعد بدا ثورة الجائعين و العاطلين عن العمل و الانتفاضات الشعبية في تونس و مصر و سقوط نظامي مبارك و بن عڵي ، بدات الاحتجاجات الجماهيرية الکبيرة في بلدان ومناطق اخری مثل اليمن ، الجزائر ، ليبيا ، البحرين ، العراق ، کردستان العراق .
ان کثير من الرٶساء و الحکام المستبدين في تلك البلدان بما فيها الرئيس اليمني علی عبدلله صالح ، و حسني مبارك ، والرئيس الجزائري بوتفليقة ، ورئيس الوزراء نوري المالکي ، ومسعود البرزاني رئيس اقليم کردستان ... الي اخره
يکررون نفس الکلام و التصريحات و يمکن للمرء ان يقول ان هٶلاء الحکام الديکتاتورين اتفقوا بالاجماع علی نفس الکلام . هٶلاء يقولون ان ماجری و يجرئ في الشارع العربي و في تلك البلدان اي التظاهرات هي محاولة لزعزعة استقرار البلد ، وهي محاولة لخلق الفوضی و الدمار، ان التظاهرات يجب ان يكون لها اطار قانوني و دستوري . و يقولون ان الحل ليس في التظاهرات و الثورات ، و انما حل ينبغي ان يتم حسمها عن طريق صناديق الاقتراع، اي الانتخابات. وفي التصريحات الاخيرة لعلي عبدلله صالح و المالکي و البرزاني قالوا امام شاشات التلفيزيون بصراحة " لن نقبل شعارات السقوط ، ولن نقبل باي تحرك ضد مصالح الدولة و القانون ، ولا محاولات لاحداث توترات و اعمال عنف ، لن نسمح بتظاهرات و اضرابات عامة ضد الامن الدولة ، لا نريد تغير بهذه الشکل....... لکنهم يکررون نقطة ان " اي حزب يريد ان يغير النظام ينبغي ان ينتظر يوم الانتخابات وحسم الصرعات السياسية " . هذا کلام هٶلاء الحکام "منتخبين من قبل الشعب" الذين جاءو للسلطة عن طريق الانتخابات الحرة و النزيهه" و دعا هٶلاء الحکام من اجل تهدنة الاوضاع و حل الخلافات بالحوار و النقاش في اطار التجربة الديموقراطية و ليس عن طريق الشارع و اعمال العنف و الشغب.
لکن اي ديموقراطية او صناديق الاقتراح التي يتکلمون عنها هٶلاء الحکام ؟ اي دستور او قانون يتكلمون عنه هٶلاء المفسدين؟
نحن" الشيوعين العماليون " نعتبر ان الديموقراطية و النظام البرلماني، هي نظام و بناء سياسي فوقي للمجتمع تستمد شرعيتها وقانونيتها من تصويت الشعب، ولکن بدون التغير في النظام الطبقي السائد التي تسيطر عليه الطبقة الرأسمالية ، وان هذا النظام لا يتحدد بالتصويت ولا من قبل البرلمان . وان الديموقراطية تحددت اطارها السياسي مسبقا، اي إن الديمقراطية هي دكتاتورية للطبقة البرجوازية من خلال تبادل الادوار للنخب البرجوازية، ماتسمى بلغة سياسية تداول السلطة بين الاحزب البرجوازية. و ان الديموقراطية ليس اطار لمشارکة جماهير في شٶون الدولة و السلطة السياسية ، بل انها تبرير و غطاء لممارسات وسلطة طبقة، علی المجتمع، اي بمعنى اخر انها عملية سياسية منظمة لإبعاد الجماهير وبالتحديد العمال من العملية السياسية و تقرير مصيرهم السياسي، من خلال جولات إنتخابية التي تتم عبر اطار عملية سياسية تقودها البرجوزية من خلال الدولة ومؤسساتها ودستورها و قوانينها المختلفة. و هي لاتضمن صيانة الحقوق الاولية لافراد المجتمع بوجه تهور اصحاب السلطة ، لکن هي عبارة عن مجموعة من القرارات و المقايس لکيفية اضفاء الشرعية علی التنکر و مصادرة الحقوق المذکورة . و نحن لدينا بديل اخر للحکم بدلا من النظام البرلماني ، و نحن نعتقد بان الحکومة المجالسية بديلا مناسبا و عادلا، لکي يضمن حقوق المواطنين و کل فرد من المجتمع .وبالرغم لدينا الانتقادات الجذرية و العميقة لنموذج الديموقراطية و النظام البرلماني للحکم ، و نعتبرها نموذجا للدفع ولابقاء نظام العمل الماجور والاستبدادية للطبقة البرجوازية ، ونعتبرها بعيدة عن الارداة الناس .

هذا من جانب ومن جانب اخر ان عملية الانتخابية هي سيناريو سياسية للطبقة البرجوازية الحاكمة ومضمونة النتائج لها كطبقة سياسية مسيطرة، مثلا في امريكا نتائجها مضمونة مسبقا تفوز الجمهوريين او الديمقراطيين، اي منهما تفوز سوف تبقى الطبقة البرجوازية في الحكم. إّذن انها لعبة سياسية برجوازية بين مختلفة اجنحتها واحزابها. انها سيناريو لضمان بقاء السلطة تحت سيطروة الراسمال. عليه ان الثورات التي اتي بدأت هي فعلا ثورات ضد هذا السيناريو، ضد هذه الطبقة بكل ما معنى من الكلمة. ان سيناريو صناديق الاقتراع، هو سيناريو لفرض الفقر والمجاعة، لفرض قلة الاجور والقمع والاستبداد... والجماهير انتفضت ضد الفقر والمجاعة والبطالة. ان الانتفاضات والثورات الجماهيرية هي سيناريوهات مختلفة بوجه السيناريو الانتخابية بوجه صناديق الاقتراح لان الجماهير والعمال تأيست من نتائج صنتاديق الاقتراع، ووجدت ان عملية الانتخابية وفق صناديق الاقتراع في كل رابعة سنوات انها عملية تضليلة كاذبة، لتحميق الجماهير وابعادهم من النضال السياسي، و جعلهم فريسة لتلك السياسات. أذن يا سيادة الرؤساء والملوك، الجماهير انتفضت، من اجل حياة افضل ولمشاركة فعلية في تقرير مصيرهم السياسي، و لكي يعيشوا برفاه ومساواة وحرية، وهذه التطلعات الانسانية و العمالية، لا يتحقق عبر صناديقكم. ان صنادقكم عتيقة و متعفنة.
والان بعد نزوح الجماهير المعترضة و المحرومة الي الشارع واصبح الخطر الحقيقي علی حکم هٶلاء الحکام ، بدا بنداء الي ‌هدٶء والحوار و رجوع الي الصناديق الاقتراع لتبادل السلطة و التغير ووعود بالاصلاحات . لکن هذه النداءات اتت متاخرة ، ليس لها جواب في الشوارع الثورية المنتفضة ، بن علی ومبارك اطلقوا هذه النداءات، والان القدافي و علی عبدلله صالح و المالکي و بالرزاني اطلقوا نفس النداء . لکن الشارع العربي بما فيه العمال و الشباب و المتحررين واعين، و کشفوا هذه اللعبة السياسية لهٶلاء الحکام ، و اختاروا ثورة الشارع لتصفية الحسابات مع هٶلاء الحاکم الديکتاتوريين . .