ساحة التحرير


حمودي عبد محسن
2011 / 2 / 4 - 21:03     

ساحة التحرير

منذ سنة واحدة فقط تمزقت ثيابي
ليس لأنني كنت أمشي بين الأشواك
ومنذ سنة واحدة فقط تمزق حذائي
ليس لأنني كنت أتسلق الصخور
لا ... أبدا
لم يقتل أحد الظلام أو السماء
ولم يقتل أحد الملاك والشيطان
ولم يقتل أحد فوضى العذراء
أو حور العين الحسناء
لا ... أبدا
لم يطعني أحد بسيف بتار
أو يرميني أحد بسلاح هذه الأيام
ولم ينزف دمي فوق الرمال
لا ... أبدا
إلا أن قلبي اختلج في سكون
قلبي ... قلبي الذي تفتح لكل شيء
أخاديد زرعت فيه
جنائن ملائكية غرست فيه
شعلة أوقدتها السوسنة البيضاء
قي ساحة التحرير ... ساحة التحرير
أوقدتها راية الحرية المفقودة
إذ نار صوفية تلتهب فيه
( إحن الشعب الغلبان )
ثمة جموح في ساحة التحرير
أعاصير ... هبات جماهير ... طعان ...
رمي بالحجارة ... تشابك بالأيدي ...
ثمة جموح آخر – السوسنة البيضاء –
( إحن الشعب الغلبان )
حصان يفرق حشود ... بعير يفرق حشود
رمي بالحجارة ... تشابك بالأيدي ...
هذه صرخة السوسنة البيضاء
( إحن الشعب الغلبان )
جرح عميق ... نزف عميق ...
السوسنة البيضاء الحمراء :
احملني فوق ذراعيك
حبني ... وافعل ما تريد
افعل ما تريد طوال سنين
جرد السماء من نجومها
املأ الأرض طوفان
حطم أجنحة الهاربين
حطم سفن الناجين
وحزنهم العميق ... والليل العميق
لكن اسقط عروش الطغاة
( إحن الشعب الغلبان )
ها أنا أتألم يا سوسنة بيضاء ... حمراء
لأنك مرهفة ، رقيقة ، ناعمة ،
ولأنك كنز سريري ، وكنز حبي
أنت أيضا تتألمين أكثر مني
نعم ، أنا جدير بألمي
أما أنت فغير جديرة بالألم
ألا يكفي هذا ياسوسنة بيضاء ... حمراء
ألا يكفي أن تكوني من الأحرار
لقد تألمتي كثيرا
ألا يكفي هذا أن تنالين جسدي ،
وروحي بغبطة أبدية
في عالمنا المفقود ، المزعوم
ها نحن طيران محلقان في الفضاء
فوف ساحة التحرير ... ساحة التحرير
قلبان في قلب واحد
لكن في هذا العالم المزعوم ...
آلاف ... آلاف الصيادين الماهرين
يرفعون رؤوسهم إلى أعلى
ها هم يرمون نبالهم ...
أصابوا جسدينا ليس إلا
ها أنا وأنت يا سوسنة بيضاء حمراء
وجه لوجه ، ذراع واحدة ،
مرفوعة لتشق السماء
وجه متورم ينزف دماء
فوق ساحة التحرير ... ساحة التحرير
مثل الحمرة في الشفاه
مثل حمرة الغروب
أواري ألمي في الدموع
توارين ألمك في الدموع
دموع الملايين
دموع ( الشعب الغلبان )
ألا تربن : الدموع طفرت من عيني
- لا تبك أيها الحبيب
وأنا أنظر إليك من خلال دموعي
- لا تبكين أيتها الحبيبة
ألا يكفي أنت ترفعين راية التحرير
من الطغاة ... من الطغاة ...
وهم ليسوا ملايين ... ملايين ...
في هذا العالم المفقود ...
لم نحس بعطر الزهور
ولا بقايا بخور
إذ لم تكن في وجهنا إلا خطوط حمراء
في جبين الجوع ، في جبين عصور
وشواهد قبور
ويتصاعد النداء ...النداء :
حبني ... وافعل ما تريد ..
في ساحة التحرير ... ساحة التحرير

حمودي عبد محسن
4 – 2 - 2011