ديمقراطية إسرائيل


أمير الحلو
2011 / 1 / 1 - 12:57     

بعيداً عن العاطفة و(الانحياز)اقول ان ما يحصل في (اسرائيل)من قبل اليمين برئاسة نتنياهو وليبرمان لا يمكن تصديقه وحدوثه في ظل أجواء عالمية تجنح الى الموضوعية والديمقراطية واشاعة اجواء السلام .
أريد ان اترك انحيازي الطبيعي للفلسطينيين ضمن مطالب معقولة تأخذ الامور بمنطق ينطبق على ارض الواقع خصوصاً ما حصل في 5 حزيران 1967،وأقول ان هناك قضية فلسطينية تحتاج الى حلول نهائية تعطي لكل ذي(حق حقه)أما الطريقة الاسرائيلية فهي غريبة وصلفة تضرب بكل القيم والاعراف عرض الحائط وتتبع سياسة القوة لتحقيق اهدافها التي تريد منها(انهاء)قضية استمرت عقود طويلة بطريقة لا منطقية تقوم على(قضم)الارض المحتلة مع(حرق الزيتون)وتهجير السكان من بيوت اجدادهم ليسكنوها يهود قدموا من(آخر الدنيا)،ثم اعلان قيام دولة يهودية بشكل كامل تمهيداً لسلب عرب عام 1948 كل حقوقهم كمواطنين حسب الدستور الاسرائيلي،اضافة الى ما صدر قبل ايام من قوانين تنص على جعل اللغة العبرية فقط مادة في التدريس والمعاملات والغاء اللغتين العربية والانجليزية كما كان سابقاً .
لست ضليعاً في التاريخ القديم ولكني قرأت في(العهد القديم)ان قوم موسى عندما قدموا الى فلسطين كان سكانها كما ورد نصاً(من الفلسطينيين وبني مدين)أي ان هناك سكان اصليين لهذه المنطقة ثم جاء اليهود فجاوروهم وصولاً بعد قرون الى اقامة دولة تستند على(حق تاريخي)لليهود في أرض فلسطين مع اجبار الفلسطينيين على قسم الولاء لدولة يهودية !
انه منطق الغطرسة و(الدلال)الاسرائيلي الذي يجعل الولايات المتحدة الاميركية بجميع ادارتها تخضع للمطالب الاسرائيلية،حتى ان حكم اوباما بات يقدم مغريات مادية وطائرات عسكرية لم تدخل الخدمة في الجيش الاميركي بعد ثمنا لايقاف الاستيطان الاسرائيلي لمدة محددة فقط،ومع ذلك فان الولد المدلل يرفض هذه العروض ويجبر اميركا(الجبارة)على حذف شرط وقف الاستيطان لاجراء المباحثات والمفاوضات...
وفي وسط(الملعب)يركض جورج ميتشيل الذي ابتلى بهذه المهمة الصعبة ولا اعرف (جاداً)ماذا يفعل ويقوم من خلال زياراته المكوكية والقضية تتركز في نقاط محددة من قبل الطرفين ويمكن البت بها سلبياً او ايجابياً خلال زيارة او زيارتين والاعلان عن النتيجة المعروفة سلفاً .
المضحك المبكي ان كل الامور تجري بهذا الشكل اللاانساني وتقول اسرائيل انها (واحة الديمقراطية)في المنطقة و(تحبها)الولايات المتحدة الاميركية لهذه الخصلة الحميدة التي تفتقدها الدول العربية.
ومن الواضح ان مجيء نتنياهو وليبرمان هو لانجاز مهمة محددة وهي(تهويد)اكبر قدر ممكن من الاراضي المحتلة وبناء المستوطنات الاسرائيلية التي لايمكن (خلعها)لاي سبب من الاسباب،واذا ما كانت بعض الاحزاب الاسرائيلية الكبيرة تحاول ابداء بعض المرونة في الاعتراض على تشدد نتنياهو فانها بالمقابل انجزت ما عليها في مراحل سابقة وخصوصاً جبل شمعون بيرس واسحاق رابين وموشي دايان ثم اولمرت وليفي فقد(أدوا الامانات)وسلموها الى اليمين الاسرائيلي(ليكمل المشوار)بما يحقق المخطط الاسرائيلي الذي يهدف في النهاية الى الاستيلاء على كامل الاراضي الفلسطينية وجعل الاردن وطناً بديلاً للفلسطينيين.
أكرر بانني لا أتحدث بمنطق العاطفة بل بالعقل الذي يحاول ان يسود عالم اليوم وأتساءل : من اعطى اسرائيل هذا الحق في طرد شعب من ارضه ليحل محله اقوام يأتون من (كل الدنيا)لمجرد انهم يهود ... وهي حالة لا توجد إلا في ديمقراطية اسرائيل !