أول الغيث..والكهرباء


أمير الحلو
2010 / 12 / 20 - 13:37     

أول الغيث..والكهرباء
أمير الحلو/ بغداد
من الاغاني التي تعجبني بصوت المرحوم عبد الحليم حافظ اغنية (وأبتدى..وأبتدى المشوار)وقد أضطررت الى ترديدها مع نفسي دون ان يسمعني أحد مساء يوم الاحد 12/ 12/ 2010 وأكملتها (آه ياخوفي من آخر المشوار).والمناسبة كانت بداية موسم الامطار (الجدي)فقد تساقطت بشكل سريع ومفاجئ وكثيف تخلله (رجم)بالحالوب،وكلها أمر لاأدري ان كانت نافعة زراعياً أم لا ولكن (المطر خير)كما يقول اهلنا(رحمهم الله)،فقد تحول المطر عندنا الى كابوس ابتدأ مشواره مع انقطاع التيار الكهربائي الحكومي من أول زخة حتى صباح اليوم التالي،ولاأدري لماذا قام صاحب المولدة الاهلية التي ندفع اثمان طاقتها الكهربائية بالتمام والكمال في أول كل شهر بـ(النيابة)عن كهرباء الحكومة،فقام هو الآخر بقطع التيار الكهربائي عن مشتركيه وقد يكون احتياطاً من أحتمال احتراق مولدته العزيزة نتيجة الامطار والحالوب،فساد الظلام الدامس منطقتنا باكملها،وكنت أتابع على احدى القنوات الفضائية ندوة ضمت طرفي الخلاف حول الحريات العامة وهما اتحاد الادباء والكتاب العراقيين من جهة ومجلس محافظة بغداد من جهة،وما ان بدأت الندوة حتى بدأ التشويش على جميع المحطات بعبارة(لاتوجد اشارة)وعبثا حاولت ان أجد أية قناة حتى لو تعرض فيلما او اغنية هابطة لقضاء الوقت،ولكن كان هناك اصرار على عدم وجود أي ضوء للقراءة أو التلفزيون او التحرك داخل الدار .
كنت قد تساءلت سابقاً ما هي الطريقة التي تعمل بها الدول دائمة الامطار او مدينة مثل(سياتل)شمال الولايات المتحدة الاميركية التي قرأت ان الامطار تستمر في الهطول بها لمدة ثمانية اشهر في السنة،وهل من المعقول ان يتوقف البث التلفزيوني ليلا ونهاراً مع تساقط الامطار؟ قطعاً ان الجواب:لا، اذن ما هي الطريقة (السحرية)التي يتبعونها لاستمرار وجود الكهرباء بشتى استخداماته ومنها التلفزيون؟
ومع سعادة الكهرباء في عدم (التواصل) فان هناك سعادة اخرى في عدم (التصليح)فقد نبقى عدة ايام بانتظار (رحمة)فرق الصيانة لتصليح عطلات خارجية في الكهرباء مع اننا لا نستغفل(حقوقهم)! بعد اتمام التصليح؟واقسم ان آحد العاملين في الصيانة وبعد ان اتم ربط سلك خارجي تابع (للحكومة)كان مقطوعاً طلب مني ان اجمع الاموال من الجيران لقاء هذا (المنجز الحضاري)فاعطيته (حصتي)واعتذرت عن المهمة التي أوكلها لي!
وبقينا الليل كله من دون كهرباء وكذا الامر في الصباح حيث يحلق الرجال ذقونهم وتضع النساء مكياجهن ويجمع الطلاب كتبهم ودفاترهم في الظلام الصباحي ، وسيتصل بعض الجيران بالصيانة في المنطقة و(سندفع) لقاء اثمان الاسلاك التي تخرج من سيارة الصيانة الحكومية ، ولقاء خدمات يقبضون رواتبهم عليها ، وليس هناك من وسيلة امامنا غير ذلك واذا ما اشتكينا فان عقوبتنا ستكون مقاطعتنا بأية طلبات مقبلة ونحن في بداية الشتاء .
انا لا اطالب بالمستحيل اذا دعوت الى مساعدة الناس في توفير وصيانة الكهرباء وتبدو بعض الامور بسيطة ، فالاسلاك أمام دارنا متدلية ومع أية رياح حتى عادية (يلتقي القطبان) فتنفجر المحولة الكهربائية مع اصوات مصاحبة تثير الهلع لدى الناس ، وقد سألت عامل الصيانة مرة: لماذا لا تجعلون الاسلاك مشدودة حتى لا ( تلتقي) ؟
أجابني حتى لا تنقطع بالشد ، فقلت له ولكنها تنقطع بالتلاقي والانفجار ، فنظر اليّ مستنكراً تدخلي في أمور فنية و(غيرها) لا أفهم بها .
أما منظر الشوارع والطرقات يوم الاثنين 13/ 12/ 21 فذلك (يستحق) جزء خاصاً من التعبير عن سعادتنا حتى تمنينا أن تبيع لنا الشركة العامة للسيارات (همرات ) مدنية بدلاً من السيارات (النازكة)!