فوضوية اليسار الراديكالي المهزوم في قيادة الحزب الشيوعي العمالي الايراني


عرفان كريم
2004 / 9 / 16 - 09:42     

بعد حدوث الانشقاق في صفوف الحزب الشيوعي العمالي الايراني وترك قياديي ومناضلي تيارالشيوعية العمالية لصفوفه بعدما خاض هذا التيار صراعا مريرا مع اليسارالراديكالي الانعزالي في صفوف هذا الحزب , بدات تظهر بوضوح الخواص و المميزات السياسية والنهج الفكري المعادي للشيوعية العمالية في الخطاب السياسي لقيادة هذا الحزب , و بدات هذه القيادة تنطق بلغة تعبرعن جوهرها الحقيقي وتوجهها الفكري الذي نبعت منها اي تيار اليسار الراديكالي والانعزالي , والمعروف عن هذا التيار انها تتسم بمميزات واساليب غير شيوعية لا تؤمن بالحقيقة التاريخية التي تقول ان الماركسية والشيوعيةالعمالية هي حركة اجتماعية ثورية عليها ان تشكل حزبها السياسي والاجتماعي وتناضل من اجل كسب السلطة السياسية لبناء المجتمع الاشتراكي بل انها تتعامل مع الماركسية والشيوعية العمالية تعامل نظرية وعقيدة ايدولوجية جامدة تشبه الديانة او المعتقد المذهبي .

وصرخ هذا اليسار الراديكالي واعلن عن نفسه بشكل واضح عندما قرر الحزب الشيوعي العمالي العراقي تضامنه وتاييده للحزب الشيوعي العمالي الايراني – الحكمتي ,الحزب الجديد الذي شكله قياديي الشيوعية العمالية الذين انشقوا عن الحزب الشيوعي العمالي الايراني . اذ بدا هذا اليسار الرديكالي بحملة هستيرية وفوضوية ضد قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي تستند علئ اختلاق روايات غير صحيحة ومحرفة حول موقف قيادة هذا الحزب من الانشقاق

والالتجاء الئ اتخاذ اساليب وسلوكيات غير سياسية عبر تحريض اعضاء وكوادر الحزب الشيوعي العمالي العراقي علئ خرق الموازين والضوابط الحزبية وعدم الاستماع الئ قيادة الحزب واتباع نهج فوضوي في الحزبية والتعامل الحزبي ورفض الحوار والنقاشات السياسية والقيام ب( انتفاضة الاعضاء والكوادر)ضد قيادة الحزب مثلما انتهجه هذا اليسار الرديكالي في صفوف الحزب الشيوعي العمالي الايراني وادئ الئ تدمير الحزب وانحلال صفوفه .

ان هذا اليسارالراديكالي الانعزالي عندما رائ قوة الشيوعية العمالية عبر الموقف السياسي السليم لقيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي و القياديين في الحزب الشيوعي العمالي الايراني – الحكمتي واصرارهم علئ التمسك بالنهج الثوري لقائد الشيوعية العمالية الرفيق منصور حكمت والمضي علئ دربه ,لم يمتلك هذا اليسار من وسيلة سوئ الالتجاء الئ هذه الاساليب والسلوكيات الانحلالية الهزيلة للتعبير عن استياءه وضعفه في مواجهة الاختلافات السياسية والفكرية والجهات المعارضة لافكاره وعدم امتلاك اللياقة السياسية والاجتماعية لاقناع الاخرين باراءه .

ومن المفارقات الفاضحة التي ترافق هذه السلوكيات والاساليب هي الاصرار المتواصل لهذا اليسار الراديكالي الانعزالي في قيادة الحزب الشيوعي العمالي الايراني علئ التمسك بهذه المواقف الهزيلة علئ الرغم من التوضيحات والانتقادات السياسية التي ارسلتها قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي الئ قيادة هذا الحزب وتحذيرهم من العواقب الوخيمة لهذا النهج الفوضوي و ونتائجه السلبية الانحلالية وضرورة الانصياع والعودة الئ الاصول الشيوعية والماركسية المعاصرة والمتمدنة في معالجة الاختلافات السياسية والفكرية والصراعات الحزبية , واذ يخوذ الحزب الشيوعي العمالي العراقي في هذا الوقت نضالا صعبا في العراق ضد التيارات الاسلامية والرجعية والسياسة الهمجمية للاحتلال الامريكي.

ان الالتجاء الئ اتخاذ هذه الاساليب والسلوكيات الفوضوية ورفض الحوار السياسي المتمدن ومعالجة الاختلافات الفكرية والسياسية عبر النقاش والجدل تبرهن لنا الماهية الفوضوية والانعزالية لهذا اليسارالراديكالي .

ولكن تجارب التاريخ تقول لنا انه تكرار اخر للمحاولات الفاشلة من التيارات الانعزالية والانحلالية اليسارية التي تحاول ان تبرر فشلها و هزيمتها في الميادين السياسية والاجتماعية بمعاداة الشيوعية العمالية ومحاربتها والوقوف بوجهها والتصدي لحزبها.