الشهيد عبد اللطيف زروال: صنعتني ثائرا


حسن أحراث
2010 / 11 / 14 - 21:58     


في مثل هذا اليوم من سنة 1974 الذي لا يختلف في عمقه عن باقي الأيام الصعبة السابقة، أجهزت أيادي الغدر على حياة المناضل الشامخ عبد اللطيف زروال، العضو القيادي في المنظمة الماركسية اللينينية "إلى الأمام". في مثل هذا اليوم من أيام الجمر والرصاص، انضاف شهيد آخر الى قافلة الشهداء. في مثل هذا اليوم من أيام النضال والثورة، أضاءت سماءنا شمعة أخرى...
إنه الصراع الذي لا يرحم، وخاصة الضعفاء والجبناء، البارحة واليوم وغدا...
إنها الحقيقة المرة التي تفضح الأوهام، أوهام التساكن الأبدي للمتناقضات، أوهام المراهنة على القوى المتواطئة، الأوهام المبنية على الوعود الفارغة والشعارات الزائفة والتطمينات الكاذبة ...
إن دم الشهيد زروال خط فاصل بين النظام وحلفائه من جهة وبين القوى المناضلة وكافة المناضلين المرتبطين بقضية الشعب المغربي من جهة أخرى. وكذلك الشأن بالنسبة لدم كافة الشهداء. ومن يتجاوز هذا الخط، فإنما يتجاوز الشهداء جميعا، بل ويتجاوز القضية وأصحاب القضية، في عبور فاضح نحو النظام...
تجاوزوا دم بنبركة في واضحة النهار وبمباركة القتلة والمجرمين،
تجاوزوا دم العديد من الشهداء...
خانوا وطعنوا وقتلوا الشهداء مرات ومرات...
واليوم، ماذا تبقى من الشهيد زروال؟
إن الشهيد، أبى من أبى وأراد من أراد، وبعد 36 سنة، حي فينا. إن أفكار الشهيد أفكارنا، إن أحلام الشهيد أحلامنا، إن طموحات الشهيد طموحاتنا، إن خطى الشهيد خطانا...
فلا نرضى أن يخنقنا الصمت، أو أن يشل حركتنا القمع، أو أن يهزمنا الجلاد...
ولا نقبل أن نتيه في الفراغ أو في متاهات المتخاذلين...
أيها الشهيد الذي سبق عصره:
فعلا، تجاوزت القمع وصمدت في وجهه؛
أعطيت الدليل القاطع، وكنت مقنعا...
أيها المناضل ، أيها الإنسان:
قلت في رسالتك الخالدة الى الأب العزيز: "سلم على أمي وعلى أختي التي تركت عندها جنينا لست أدري هل وضعت أم لا؟ أهو ذكر أم أنثى؟... أعذرني يا والدي العزيز لقد صنعتني ثوريا. لقد كان بودي أن أعمل إلى جانبكم لأساعدكم على الرفع من مستوى عيش الأسرة. لكن يا أبي صنعتني ثوريا. أنت الذي صنعتني ثائرا يا أبي... وضعية الفقراء في بلادي، إني أرى الفقيرات من بنات وطني يتعيشن من شرفهن... وضعية بلادي لم تتركني أساعد الوالدين والأسرة والإخوة للرفع من مستواهم المعيشي، صنعتني ثائرا"
نعم، صنعت (بضم الصاد) ثائرا، وصنعتنا ثائرين...