هجرة المتشردين بالمغرب


حمزة المرموشي
2010 / 11 / 12 - 00:30     

لدينا في المغرب ظاهرة سميتها بــ "هجرة المتشردين" ، ظاهرة مضحكة ومؤسفة في نفس الوقت ، قد سميتها ظاهرة بحكم أن الظاهرة هي كل ما يصبح عاما وشائعا أو ملاحظا عند العامة ، حيث أنام ليلا في بيتي وفي الصباح وفي طريقي نحو مدرستي الثانوية أجد عشرات المتشردين لم أرهم من قبل وبعد أيام قليلة أصبحت معتادا على رؤيتهم بكثرة ، كل هذا جعلني أسأل عدة أسئلة مهمة بالنسبة إلي :

ما سبب تشردهم هكذا ؟ وما سبب مجيئهم إلى مدينتي ؟ ولماذا يثكاثرون كل يوم ؟ ومع مرور الوقت بدأت أجيب على أسئلتي الثلاثة كل على حدة :

الأول ، ماسبب تشردهم ؟ الجواب بديهي وقد أذكره على شكل أمثلة أعرفها جيدا ، فمثلا كان هذا المجنون غنيا وذو نفود كبير وذات يوم تزوج بفتاة جميلة جدا تغريه فيكتب لها كل ما يملك ، وعندما صحى ذات صباح وجدها هاجرت الى فرنسا ، أو هنالك هذا المتشرد الذي جن بسبب زوجته التي هربت هي وأبناءه ، او سنجد الذي نصب عليه أحد رؤساء الاحزاب في صفقة بعشرة ملايين درهم فيقتله ويجن .

الثاني ، ما سبب مجيئهم الى مدينتي ؟ هنالك سبب جميل جدا وواضح جدا ، مسئول كبير في الدولة وهو متعفن بطبيعة الحال سيزور مراكش لذى يجب تنظيفها جيدا من المتشردين ، أين ننقلهم ؟ انقلوهم في احدى شاحنات المخزن الى مدينة قلعة السراغنة وارموهم في احدى الجبال هناك ولا تقلقوا سيعرفون الطريق الى المدينة . وينقلون لأن تلك المدينة التي زارها هذا (الشيئ ) ستبث غذا على التلقزيون القناة الثانية ولا يعقل ان نظهر متشردين ومجانين للمشاهدين الاعزاء .

الثالث ، لماذا يتكاثرون كل يوم ؟ بطبيعة الحال فالوزراء وكبار الدولة عليهم أن يزوروا كل يوم مدينة لينهبوا النصف ويبقوا بالنصف للحزب الممثل للمدينة الذي فاز في هذه الدورة ، ولقوادي الشرطة والسماسرة ...

مغربنا زينته الحكومة بالمناضر الخلابة وبعض الماكياج ، وللتلفزيون المغربي دور مهم في ذلك فبينما يشرد ويقهر مليون كادح مغربي ، هناك مليوني مغربي يشاهدون مسلسلا مكسيكيا أو هنديا على القناة الثانية ولا يعقل أن تفوتهم هذه الحلقة المهمة من المسلسل .

نحن نسخر قليلا من هذا الواقع المر محاولين إظهار بعض جوانب الفساد الحكومي وكيف سرب الى الشعب بسرعة فائقة عن طريق التشرد والجنون وووو... لطالما تسائلت ، متى سينهض الشعب المغربي ليثور في وجه هذا المرض الخطير الذي سيقتلنا لا محال من ذلك ؟.رغم ذلك فما زلت أرفع شعارا واحدا " الوطن أو الموت