المغرب وصل لأرقى درجات الفساد


حمزة المرموشي
2010 / 11 / 12 - 00:30     

" تبا لحكومة فاسدة من كبيرها إلى اصغر محتال فيها ، وتبا لدولة لم تعطي لشعبها إلا البؤس والفقر والحرمان " ، كلمات أقولها وستكون قد عبرت ولو قليلا ليس عن واقعي فقط بل وواقع كل المغاربة ، الذين يسبحون معي في بحر الفساد إن صح التعبير ، فإذا رأيت المغرب ستراه في شكل برنامج وثائقي حول تلوث المياه حيث سترى مشهدا حزينا جدا وهو تلك الاسماك الميتة التي رماها البحر نتيجة للثلوث الخطير، هكذا المغرب فحكومتنا العاهرة ( آسف ) التي تسرق وتنهب وتقتل وتغتصب وتعتقل وتقمع هي الثلوث... ونحن الأسماك الميتة ، أو برنامج حول مرض السيدا إلا أننا نختلف مع هذا المرض في سرعة إنتقاله ،. فعندما نجد وزيرا ( والكل يعرفه ) محيط هو وعائلته المتعفنة بثرواث المغرب أجمع يستغلونها كما يحلوا لهم عن طريق ترقيهم لعدة مناصب وأقسم بشرف الوطن أنه هنالك منهم من لم يدرس بالجامعة حتى ، وعندما نجد إبن وزير يقتل أو يغتصب تلميذة آتية من مدرستها الإعدادية قد خرج براءة من القضية ولماذا سيخرج ؟ ، بل لم يأخدوه حتى الى مخفر الشرطة لأن الشرطة ألقت القبض عليه ، وذهب به رئيس شرطة المدينة ليستضيفه في بيته وسيقول له " لا تقلق بني أنت بريـئ إنشاء الله " ( أنظروا إلى كلمة الله استعملت حتى في الفساد الحكومي )، فيرقى هذا الأخير إلى أعلى رتبة مع أنه لم يتجاوز البكالوريا ، أو يبحثوا عن شخص ليفجر أحد الأماكن العامة ليقولوا إنه الارهاب الخارجي ، ولهذا خلفيات أخرى لن أباشر حتى في ذكرها... وعندما يذهب الشاب إلى مخفر الشرطة ليبلغ عن حادثة فيتهم بجريمة قتل ويكون بذلك قد غطى التهمة عن كلاب الدولة الفاسدة ، وعندما أجد نفسي أمام واقع أمي المريضة المحتاجة للدواء الذي أعجز عن شرائه لكوني لا زلت تلميذا ، بينما هناك بورجوازي متعفن إذا مرض ولو مرضا بسيطا يرحل إلى الخارج ليعالج في أحسن المستشفيات الأوربية ، وفي الصباح الباكر أنهض لأذهب بأخي الصغير إلى مدرسته العمومية بينما هنالك ابن مسئول حكومي فاسد يجد سيارة آخر موديل تنتظره أمام القصر ، وغذا في الجرائد سترى (رجالات الدين) يلقون خطبة ممتلئة بالعديد من الآيات القرآنية الدالة على الصبر أمام هذه المآسي ، لأن الله سعذب الذين يسرقون وينهبون ... يال سخرية القدر ، لم يبق للكادح إلا الله يدعوه لكي يخرجه من المصائب فيجد هذا المسكين نفسه ضحية لإيديولوجيا دينية وقحة يستخدمها قوادوا الدولة الدينيين . وفي مثل هذه الحال هنالك مثال قد يسري على الشعب المغربي هو " إجعل الكلب جائعا فيتبعك أينما ذهبت " فالحكومة المغربية تجوع الشعب وبالتالي فلن يكون للفقير هم غير البحت عن كسرة الخبز ولن يبقى له وقت لكي يحك أذنه . أوليس هذا هو الفســـاد ؟

لدي أسئلة ، لماذا الأزمات الاقتصادية بالمغرب تسري على الشعب فقط وليس على المسؤولين الكبار؟ ، ولماذا عندما يحدث زلزال أو شيئ من هذا القبيل لا نجد ضحايا من هؤلاء المتعفنين البورجوازيين ؟ ولماذا يقول الشعب " أشتم الحكومة ولا تشتم حاكم الدولة " باعتباره كما يقولون " مقدس " إذا أعطينا للعبارة مفهوما علميا سنجد أن هذه الأخيرة قد عبرت عن عجز الشعب المغربي ، طالما نهاجم ونحن مختبئين لن نحلم بأي تغيير ولو صغير، كما يقول الرفيق "شي" ( لا يمكن للثورة أن تقوم في الخفاء ) ، بالكلام عن المقدسات ، حاكم الدولة ليس مقدسا إلا عندهم هم في دستورهم اللعين وفقط ، فإذا اعتبرناه مقدسا ماذا سيعتبر الله بحق اللعنة ؟ بحثث له عن كلمة أكثر من مقدس لكني لم أجدها ، ففي المغرب شتم الله شيئ عادي ، واذا شتمت المقدسات فويل لك من عذاب المعتقل ، بالنسبة للمغرب كبلد مسلم لا بد أن تكون المقدسات كالتالي وكما أراها هي : ( الدين ، الأم والوطن الغالي ) هذه هي المقدسات بحق وليست تلك التفاهات الدستورية .

لا زلت ألاحظ حتى الآن أن الشعب المغربي قد أخد موقفا سأصفه بالسادج من الحركة الماركسية اللينينية ، فمثلا عنذما تقول لأحدهم ما رأيك في الشيوعية ؟ يجيب مباشرة " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " قاصدا بذلك مسألة الإلحاد ، لكوني أصف نفسي بالشيوعي أقول لمن يرى في الشيوعية الالحاد : لماذا لا ترى فيها المنهج الوحيد لتحريرك من هذا البؤس وكفانا من الكلام القديم الذي سيضر بنا أكثر مما سينفعنا ، الماركسية ليست عقيدة ولا دينا ولا أي شيئ من هذا القبيل ، ولكي لا نصعب الامر على أنفسنا فالماركسية منهج ثوري غير ثابث وقابل للتطوير كمثال على ذلك عندنا الاسطورة المناضل لينين الذي أنزل خياله إلى أرض الواقع ولدينا الرئيس الثوري "ماو تسي تونغ " الذي جعل الماركسية متوافقة مع نمط حياة الدولة الصينية ، ولدينا أيضا المناضل الثوري " جيفارا " ، باعتباره أنقى مثال ثوري على الاطلاق حيث كان رفاقه الثوار يقاتلون بجانبه وبجميع دياناتهم حتى أن هنالك امرأة قد أعطته شيئا ما وقالت له عسى أن يحميك وقبله بابتسامة كبيرة ، وعندما اعتقل في بوليفيا سأل عن الديانات في كوبا فأجاب " كل له دينه في كوبا " ، إظافة إلى أنه قبل وبعد الثورة المصرية كان هنالك شيوعيين متدينين يناضلون مع الحركة الماركسية وما زالوا حتى الآن . الماركسية لا تمنع الانسان من ممارسة شعائره الدينية حتى ولو كان يعبد صنما ، فكما يقول ماركس " نقد الدين لا يعمل على حرمان المضهط من رؤية الأزهار الخيالية وإنما ليخلصه من تلك السلاسل التي تمنعه من رؤية هذه الزهور " .

نحن لا ننوي التنازل عن الثورة المغربية باعتبارها السلاح الجماهيري العتيد الذي سيحررنا من جحافل الحكم المغربي القائم على قانون الغاب والاستغلال ونهب شعبنا الكريم وترهيبه بكل الوسائل المتاحة له من أجهزة بوليسية بأنواعها وايديولوجيا دينية ودستورية ، إذ أننا سنقطع هذا الطريق الطويل إلى آخره رغم أننا نعلم أنه مليئ بالاشواك وسنكون مجرد جبناء إذا لم نصل إلى آخره ، هذا الدرب الذي بدأته سعيدة وزروال ودهكون وبن جلون وبن بركة وجميع شهدائنا الذين ناضلوا باسم الثورة المغربية واستشهدوا باسمها ، طالما هنالك تبعية وخوصصة للقطاعات العامة أهمها المدارس الشعبية ومستتمرين أجانب في وطننا فما عليكم إلا أن تصدونا لأننا لا نركع لا بسهولة ولا بعكسها ، نحن باقون رغم أنوفكم المتسخة ففي يوم ما سيبقي الشعب المغربي خوفه في منزله وينهض كثائر واحد رافعا الرايات الحمراء ويهتف " الوطن أو الموت " .